الرئيسيةتقاريرلم الشمل وتغيير مكان الإقامة.. حق وحياة

لم الشمل وتغيير مكان الإقامة.. حق وحياة

رام الله-غزة-المحرر- أسامة عبد الكريم-يرهق ملف لم الشمل وتغيير العنوان عدداً كبيراً من العائلات الفلسطينية في كافة محافظات الوطن والشتات وذلك بفعل عدم اعتراف الاحتلال بقانونية وجود العائلات التي دخل بعض أفرادها الى الضفة الغربية وغزة بتصاريح منها السياحية والمؤقتة أو الذين تزوجوا من جنسيات أخرى دون أن يحصلوا على قرار لم الشمل لهم أو من انتقلوا من المحافظات الجنوبة “قطاع غزة” إلى المحافظات الشمالية “الضفة الغربية” دون الحصول على الانتقال “تغيير عنوان الإقامة””.

ويعتبر الإحتلال هؤلاء “مقيمين غير شرعيين” ويضع عليهم “منعاً أمنياً” يعيق حياتهم ويحرمهم من التنقل بين المحافظات أو التقاء عائلاتهم بين شقي الوطن ويحرم من لم يحصلوا على الهوية من اتمام المعاملات الرسمية كونهم لم يمنحوا رقماً وطنياً واثبات شخصية لهم كون أن انجاز هذه الملفات بحاجة إلى قرار سياسي وضغط دولي لاتمامه لتنتهي معاناة هذه العائلات المكلومة والمحرومة من أقل حقوقها.

موسى سعيد أحمد (51) عاما واحد من تلك الحالات المقيمة في المحافظات الشمالية حيث يعاني من حرمانه من لم شمله بزوجته وأبنائه السبعة المقيمين في المحافظات الجنوبية لعدم تمكنهم من الحصول على قرار بتغيير عنوان الإقامة بالرغم من اتمام كافة الطلبات وتقديمها لهيئة الشؤون المدنية الفلسطينية وارسلت للاحتلال للموافقة على الطلبات وبسبب تعنت الاحتلال ومماطلته بالموافقة على الكشوفات زادت المعاناة عليه حيث يحلم بمشاركة أبنائه وزوجته الحياة بتهنأتهم بتخرجهم من الجامعات والمدارس أو الوقوف بجانبه حين مرضه واصفاً حياته بالسجن والوحدة ولا يزال يأمل بأن يحصلوا على تغيير مكان اقامتهم في اوراقهم الرسمية للانتقال للمحافظات الشمالية ليعيشوا حياة كريمة بأبسط حقوقها .

سماهر ناصر علي ( 42 ) عاما مقيمة في المحافظات الجنوبية حرمت من لقاء زوجها وابنتها المتزوجة في الشق الآخر من الوطن، تقول” أبكي دماً على كل يوم أرى ابنتي البعيدة عني التي انجبت من البنات اثنتين ولم اكن بجابنها لأرعاها كباقي الأمهات وأضمها الى صدري لانسيها جزءا من ألم مخاضها وولادتها وخوفها منها”.

واضافت أنها تقدمت بكثير من طلبات تصاريح الزيارة غير أنها قوبلت بالرفض حتى جاء الأمل في اعادة تغيير عنوان الإقامة بحيث تم تقديم طلبات لها ولابنائها لتنتهي المعاناة بلقاء ابنتها وزوجها الا ان الاحتلال يماطل بالموافقات لاتمام بقيمة المعاملات وكلها أمل بانتهاء هذه المعاناة لتدخل الفرحة لقلبها باللقاء.

شيماء موسى سعيد (25) عاماً من المحافظات الشمالية ابنة حرمت من لقاء امها واخوانها منذ مدة زادت عن ستة اعوام عبرت عما في قلبها قائلة “أعاني من الشوق لأمي واخواني المقيمين في غزة واصبت بحالة من الإكتئاب لعدم تمكنهم من زيارتي للوقوف معي وبجانبي عند ولادتي وحياتي كمثل باقي البنات التي تفرح بتجمع عائلتها بجانبها”، مشيرة إلى أن بناتها لم يروا جدتهم واخوالهم وخالاتهم حتى الآن ومعرفتهم بهم فقط عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وتضيف” حرمت من حنان الأم في فترة حملي ومخاضي وولادتي بسبب تلك المعاناة وأثر ذلك على نفسيتي”، آملة أن يتم تغيير مكان اقامتهم لتنتهي تلك المعاناة وأن يلتم شمل العائلة.

مع الجدير بالذكر أن الاتفاقات بين السلطة الوطنية والاحتلال تمنح الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية الحق بالحصول على عدد غير محدد كل عام من لم شمل العائلات وتغيير مكان الإقامة، لكن الاحتلال أوقف تلك الملفات بعد انتفاضة الأقصى عام 2000 ثم عاد في العام 2008 ليوافق على ما يقارب 50 ألف طلب وأوقف الملف بعد ذلك بشكل كامل .

وفي الشهر الثامن من العام 2021 أعاد الاحتلال فتح تلك الملفات وذلك بعد لقاءات جرت بين الرئيس محمود عباس ووزير أمن الاحتلال بيني غانتس بحيث تمت الموافقة على منح 5 ألاف فلسطيني لم الشمل وتغيير العنوان وصدر عدد من الكشوفات للعائلات والأفراد وعاد الأمل للعائلات باستكمال كافة الملفات ليتم جمع شمل الجميع وتصويب اوضاع المقيميين “دون هوية” وتوقف الملف مرة أخرى منذ حوالي سبعة شهور ليزيد بذلك التوتر وألم الانتظار في قلوب العائلات الفلسطينية .