بقلم: رزان يونس
تعد القراءة هامة للإنسان ولا يمكن لأي دولة او امة ان تتطور وتنهض بدونها، فقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾. حيث ان الإسلام هو دين اقرأ، وهي اول كلمة نزلت على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) عندما نزل عليه الوحي جبريل (عليه السلام).
وجود هذه الآية في القران الكريم خير برهان على الأهمية البالغة التي تتمتع بها القراءة، فإن اول ما جاء به الدين الإسلامي هو الحث على القراءة والتأكيد على أهمية العلم والتعلم، فهي غذاء العقل والروح، وهي تعد من اهم الطرق للحصول على العلم والثقافة والمعرفة، كما انها علم يسمو به الافراد وترتقي به الأمم وتتميز.
وتعود أهميتها على الانسان القارئ بزيادة حصيلته اللغوية والثقافية، حيث تفتح له العديد من المجالات في حياته المهنية والتعليمية، فهي المصدر الرئيس لتطوره، وتزيد من قدرته على اكتساب الخبرات من حصيلة مفرداته وتراكيبه اللغوية، وتصبح لديه القدرة على تطوير المجتمع وتحسينه بثقافته وعلمه وزيادة وعيه.
كما ان الكفاءات وفرص العمل تتطلب شخص قارئ، لأنه يستطيع التعامل مع الازمات ومعالجتها والقدرة على حل المشاكل والتفكير النقدي وتمكنه من مهارات الاتصال فإذا حصل الفرد على هذه المهارات يصبح بإمكانه إيجاد فرض عمل بسهولة وسيحقق التطور في مجتمعه.
في عصرنا الحالي يوجد العديد من المجالات التي يمكن من خلالها الحصول على المعلومات والمعرفة عن أي موضوع كان من خلال التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة المتاحة بسهولة، ولكن يعد الكتاب خير جليس وهو وسيلة المعرفة الأولى والاهم، لان الكتب تعد الوسيلة الأنسب لتلقي المعلومات، لقدرتها الكبيرة على عرض المعلومات بشكل دقيق وممتع للقارئ، فعند قراءة كتاب ما فلا تحتاج الى إمكانيات ضخمة ولا تحتاج لمساعدة الآخرين.
كما مكنت الفرد أن يسافر الى العديد من الأماكن ويتعرف على الكثير من الثقافات، دون الحاجة إلى السفر في الواقع، فمن خلال قراءته لكتاب معين يُمكنه من الاطلاع على كافة الثقافات والبلدان، لان الكتاب يمكنه ان يصف كافة الأماكن وصفا دقيقا وبصورة جمالية رائعة تجعل القارئ يرسم صورا تمثل طبيعة البلاد التي يصفها بخياله للبلد التي يتحدث عنها الكتاب، وكأنه حاضرا جسديا بها.
وهي من أهم الأمور التي تحافظ على صحة العقل، كما تحفظ التمارين الجسدية صحة الجسم ولياقته، وتعد المطالعة اهم رياضة للعقل فهي تحميه من العديد من الامراض أهمها: فقدان الذاكرة (الزهايمر)، فهي تنشط العقل وتساعده على تجديد طاقته ومعرفته وتزيد من تركيز وحفظ المعلومات بشكل أكبر، وبالتالي تنعكس الفوائد على الصحة النفسية للإنسان، فهي تقلل من التوتر والتشتت والضغط النفسي.
فبعد الاطلاع على الأهمية الفائقة للقراءة، يجب على كافة الافراد وكافة الفئات اتباع المطالعة كأسلوب حياة أساسي لا يمكن الاستغناء عنه وتركه حتى في حالات الانشغال، عن طريق شراء كتب متنوعة وابقاءها في متناول اليد وتخصيص ساعات يومية محددة تكون فقط للقراءة خلال اليوم.
والأهم تشجيع الأطفال والجيل الناشئ على اتباعها أسلوب حياة بالغ الأهمية، عن طريق تخصيص زاوية في البيت او المدرسة او الأماكن العامة للكتب المتنوعة والمفيدة، وهناك ضرورة كبيرة على اختيار الكتاب المناسب لكونه راحة العقل والوسيلة الأنسب للحصول على المعرفة الجيدة.
فما أجمل أن يكون هناك جيل قارئ مثقف يكون قادراً على تغيير مجتمعه إلى الأفضل ونشر العادات الحميدة فيه اليس كذلك!