قصة أسير حكم الاحتلال عليه بالمؤبد أمضى منها (20) عاماً
نابلس-المحرر-لارا نصار ورهف جيتاوي-الأسير حسين نصار (45)عاماً، ابن قرية مادما الواقعة جنوب نابلس، محكوم بالمؤبد لمدى الحياة بتهمة انتمائه لخلايا تابعة لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، ومحاولة تنفيذه عمليات ضد الاحتلال، هو واحد من أقدم أسرى القرية، حيث دخل عامه العشرين في سجون الاحتلال.
حسين قبل تاريخ 30-8-2003 كان يعمل بجّد ويشقى بحياته لتوفير حياة كريمة لعائلته هو أب لابنته البكر “هداية”، وكان ينتظر قدوم ابنته رغد بكل شوق، لكن الاحتلال قرر حرمانه من هذه اللحظات.
كان حسين قد ودّع الكثير من رفاقة أبرزهم ابن قريته يامن فرج الذي استشهد برصاص الاحتلال، ما ترك ذلك أثرّاً كبيراً فيه، وغيّرَ من شخصيته.
وقالت والدته “في يوم ما دخل حسين إلى البيت، وظهرت عليه علامات التوتر والاضطراب، لم يكن على طبيعته، فسألته “مالك يما”، فرد” تعبان نفسياً من وضع الوطن وحزين عليه وع أصحابي”.
بعدها حمل ابنته”هداية” وودع أهله وخرج من البيت، بعد هذه اللحظات لم يعد حسين إلى المنزل، حاول ذووه البحث عنه والوصول إليه دون جدوى، وبعد ثلاثة أيام وصلهم اتصال من شخص أخبرهم بأن حسين حاول تنفيذ عمليه مع صديقه، وأن الاحتلال اعتقل صديقة ويطارد حسين لاعتقاله.
بعد فترة من المطاردة تمكن الاحتلال من اعتقال حسين، وبعد ذلك داهم المنزل وعبث بمحتوياته واعتدى على أفراده وحقق معهم وهددهم بتدمير المنزل، استمرت هذه العملية لساعات من المغرب حتى الصباح.
بعد فترة طلبت سلطات الاحتلال منهم التوجه لمحكمة “سالم” لحضور محاكمته الأولى، ووصفت والدته مشهد حكمه بالصاعقة حينما حكم القاضي عليه بالمؤبد، ونقلت والدته للمشفى بعد المحاكمة.
بعد ذلك بدأ مشوار المحاكم الطويل الذي كان بمثابة عقاب لهم، حيث كانَ كأنه تحقيق يريدون منهم الإعتراف عن شيء ليس لهم علاقة به ولا يعرفونه، وفي احدى محاكماته قالت والدته “طلب المحامي من حسين الاعتذار أمامهم بهدف تخفيف حكمه، فرفض ذلك وأخبرهم بأنه لو ذاق الحرية لكان قتل شارون أول أهدافه”.
بعد محاكمته تم نقله إلى سجن “بتاح تكفا” وخلال فترة اعتقاله تنقل بين العديد من السجون منها: “سجن سالم”، “رامون” ، و”النقب”، وحرمت والدته من زيارته لمدة عام كامل عندما ألقت زغرودة في قاعات الانتظار” يا باب السجن ريتك خرابة يلي فرقت ما بيني وبين أحبابي” ، الأمر الذي استفز شرطة السجن وأثار حقدهم وضغينتهم وحاولوا إخراجها من القاعة، لكن تدخل أهالي الأسرى الموجودين في المكان حالَ دون ذلك، وبعد خروجها وتوجهها للحافلة لحق بها جندي وأخبرها بأنها لن تعود مرة أخرى للمكان.
وعانى الأسير من ملف طبي مهمل حيث داهمته العديد من الأمراض منها: الضغط، والسكري، والنقرس والحصى في الكليتين، وكان آخرها تعرضه لجلطه بسبب الإهمال المتعمد من قبل إداره السجن.
في الذكرى السنوية لاعتقال حسين، نشرت رغد التي لم تر أباها إلا أسيراً، وكبرت وأصبحت فتاة شابة كتبت على وسائل التواصل الاجتماعي”دوماً كنت أسألك وأنا طفلة صغيرة .. طب يا بابا ليش ضيعت عمرك بالسجن! والباقي مبسوطين وإحنا محرومين منك،هل فلسطين بتستاهل كل هاي التضحية؟! قلت لي:”هذا هو الوطن ولا شيء أغلى منه ،لا المال ولا الجاه ولا الأولاد، بل هذا قليل بحق فلسطين الأبية، لن أنحني أبداً، سيبقى يقيني بالله بأن الفرج قريب وأن بعد العسر يسرا”.
حسين الذي ترك وراءه طفلتين قبل اعتقاله، باتتا الآن في عمر الشباب، بينما أصبح هو كهلاً يواجه السجن وأمراضه يعيش على أمل الحرية والتحرر، مؤمناً أن الاحتلال هو سبب مأساتنا وآلامنا.