بقلم: محمود قنديل*
مصطلح ظهر مع فترة المدير الفني الأسباني بيب جورديولا في فترة بدايته في برشلونة، ففي المؤتمر الصحفي عند تعيينه كمدير فني لفريق برشلونة الأول في عام 2008 قال بيب”لا أعدكم بالألقاب، ولكن أعدكم بفريق تفتخرون به”.
الكثير ظلم بيب، ولا أريد أن أضع نفسي محامي دفاع، والأكيد أن الجميع تخوف حينها عند تعيين الأخير مدرباً للفريق الأول، خاصة بعد رفض الإدارة بقيادة “لابورتا” تعيين المدير الفني البرتغالي “جوزيه مورينيو” بعد تقريباً الموافقة على كل شيء، وذلك بعد أن طلب الأسطورة الراحل “يوهان كرويف” تعيين بيب عوضاً عن مورينيو.
ولكن لماذا مصطلح “تيكي تاكا” بالتحديد؟
للأسف الكثير حينما يشاهد بيب في برشلونة أو حتى في البايرن أو السيتي لا يرى في هذه الكلمة السحرية معنى غير فريق يستحوذ على الكرة ويمررها تمريرات قصيرة وسريعة مثل الساعة “تيك تك”، لكن في هذا المقال سنحلل كيف يسيطر بيب على المباراة عن طريق منظومة لعب كاملة. بيب لديه موديل لعب كامل كما يعرف في كرة القدم ، “الموديل” هي منظومة اللعب الكاملة للفريق حتى في التدريباتن مثل موديل المركبات يختلف من نوع إلى آخر، وفي حالة الأسباني لديه هوس في السيطرة الكاملة على المباراة، ولذلك هو يعتمد على موديل لعب يعرف في “اللعب الموضعي” وهو نظام يجعل الفريق يتفوق في ثلاثة نواح، و”تيكي تاكا” أصلا ليست سوى كلمة لا تفسر بأي شكل هذا النظام.
النظام أو موديل اللعب يعتمد على التفوق والسيطرة من خلال التفوق العددي والنوعي، أي جودة اللاعبين و ملء المساحة، فأما العددي فيتم ذلك عن طريق الزيادة العددية في كل مراحل اللعب من بناء الهجمة إلى تسجيل الهدف وكما هو موضح في المثال (1) في الأسفل.
(1)
ونرى بشكل واضح التفوق العددي في مرحلة البناء، وفي المثال نرى تفوقاً عددياً عن طريق جعل الحارس لاعباً إضافياً، وتصبح الحالة معها 3 مقابل 4.
لذلك نرى دائماً الفريق يعتمد على الحارس، وخصوصاً الحارس الذي يقدر على اللعب بشكل ممتاز بقدميه.
أما التفوق النوعي، فهنا نعني جودة اللاعبين، لذلك ليس كل 1ضد1 تعني التساوي في القدرات، فجودة اللاعب مهمة مهمة، وحالة السيتي مثال على ذلك، إذ يتبين لنا لماذا يختار بيب دائماً خط وسط مميز يتكون من “كيفين دي بروان”، و”جوندوجان”.
أما العامل الأخير الذي يعتمد عليه هذا الأسلوب فهو التفوق في المساحة عن طريق استغلال المساحة الفارغة كما موضح في مثال(2)
(2)
في إحدى تصريحات بيب غورديولا عن أهمية تحريك الكرة كثيراً يقول”نحن نحرك الكرة من أجل تحريك الخصم”، لذلك الكثير لا يرى في هذا سوى التمرير، ولا ينتبه للمغزى المراد من هذا، والسبب يتثمل بأننا نعجز عن التفسير”.