الرئيسيةتقارير"شارع الكرفانات" برام الله.. فرصة لتوفير مصدر دخل للشباب

“شارع الكرفانات” برام الله.. فرصة لتوفير مصدر دخل للشباب

رام الله- المحرر-آية أبو عيد- أخيرًا، حقق الشاب سيف الإدريسي حلمه بتوفير مصدر دخل وإنشاء مشروعه الخاص بعد إنهاء دراسته الجامعية بتخصص “التسويق”، عبر اللجوء إلى فكرة إنشاء “كرفان” يبيع فيه المشروبات والأطعمة الخفيفة، في شارع أصبح يعرف بـ”شارع الكرفانات” في حي الطيرة بمدينة رام الله.

وظهر السعي لامتلاك مثل هذه المشاريع، بعد ارتدادات آثار جائحة كورونا الاقتصادية، خاصة بعدما فقد الكثيرون مصادر دخلهم، ما اضطرهم للبحث عن بدائل تعينهم على متطلبات الحياة.

مصدر دخل مناسب

يدرك سيف الإدريسي حاجة أي مشروع لرأس مال، لذا فإنه لجأ كشاب لا يوجد لديه المال الوافر، إلى فكرة إنشاء “الكرفان” كمشروع شبابي خلق له فرصة عمل تحسن من أوضاعه الاقتصادية، ورغم أن فكرة “الكرفان” (غرفة متنقلة) تشبه مشروع الباعة المتجولين (سيارات الخضار)، لكنها أصبحت أكثر حداثة في الوقت الحالي.

في “شارع الكرافانات” كما بات معروفًا لمن يرتادونه، يعمل الشاب شاكر العموس بـ”كرفانه”، متسغلاً موهبته في إعداد الطعام، وافتتح مشروعه بالشراكة مع 3 من أصدقائه، فاشتروا “كرفانًا” يمتلكه صديقهم، وأصبح لديهم مصدر دخل خاص، بعدما لم يحصلوا على فرص عمل بمجال دراستهم.

يقول رئيس بلدية رام الله عيسى قسيس: “لقد طُلب من البلدية أن يكون لها دور بعد جائحة كورونا في التنمية الاقتصادية، خاصة لدى الشباب، فكانت تلك المشاريع، لقد أهَلْنَا تلك المنطقة التي يوجد فيها (الكرفانات) بالحد الأدنى، وسوف نقوم بتطويرها خلال الفترة المقبلة”.

يؤكد قسيس أن البلدية وبعد نجاح هذا المشروع، فإنها تفكر بافتتاح مشاريع أخرى مشابهة بمناطق أخرى، لتستوعب مشاريع استثمارية جديدة للشباب، لكن الأمر بحاجة لدراسة، وتأهيل تلك المناطق، ومن المهم استيعاب تلك الأفكار والتغييرات بمدينة كبيرة مثل رام الله.

“شارع الكرفانات”.. مشاريع بحاجة لاهتمام

عشرة مشاريع تقدم خدمات متنوعة سواء بالطعام أو الشراب تمت الموافقة عليها من بلدية رام الله، للعمل بـ”شارع الكرفانات” في حي الطيرة بمدينة رام الله، والبلدية تسمح لأصحاب تلك المشاريع بالوقوف فقط في هذا الشارع، على أن تكون هنالك ساعات عمل محددة، أقصاها يكون يوم الخميس حتى الساعة الثانية عشرة والنصف ليلاً، كي لا يتم إزعاج سكان المنطقة.

يقول الشاب شاكر العموس: “إن المكان حيوي وجميل، لكننا نواجه إقبالاً ضعيفًا في فصل الشتاء، كون المكان مفتوح والجو بارد، بعكس فصل الصيف، حيث يكون الشارع يعج بالناس، ومناسبًا للوقوف وتناول الطعام عند (الكرفان)”.

بالنسبة لرئيس بلدية رام الله عيسى قسيس، فإنه سعيد لوجود مشاريع من هذا النوع، توفر فرص عمل للشباب، كما أن المكان فيه مستوى عالٍ من الحفاظ على النظافة، وهنالك ساعات محددة للدوام، كي لا تصبح مصدر إزعاج للسكان.

ويقول قسيس: “لقد وفرت البلدية أخيرًا عدادات كهرباء لكل مشروع، ونحاول العمل على تأهيل المنطقة وتعبيدها، ونقل (الكرفانات) للجهة المقابلة، مع رفعها فوق الرصيف، لتوفير مساحات لاصطفاف السيارات التي تريد الشراء من تلك (الكرفانات) من أجل تجنب الاكتظاظ، وكذلك العمل على أن تكون تلك (الكرفانات) مناسبة لروادها بفصل الشتاء، خاصة أن المنطقة جميلة ومشرفة وحيوية”.

معايير الترخيص

تزامنًا مع البدء بعمله بـ”كرفانه” قبل نحو عام واجه الشاب سيف الإدريسي عدة إشكاليات كما يقول، عند حصوله على موافقة لترخيص “كرفانه”، وبعدما جهزه، اصطدم بعدم وجود إجراءات واضحة عند الجهة المختصة (بلدية رام الله)، وحينما توجه إلى البلدية للسؤال عن الإجراءات قبل الترخيص، كانت إجابة البلدية (لا يوجد قانون يسمح أو يمنع).

نحو سبعة أشهر استغرق الإدريسي في إنجاز “كرفانه”، لكنه يتهم بلدية رام الله بمنعه من فتح مشروعه الخاص، في بادئ الأمر، رغم أنه كان قد سأل عن شروط إجراءات التراخيص لمثل هكذا مشاريع، فهو متحمس لافتتاح مشروعه بعدما شارك بائعًا في “سوق الحرجة” الذي تنظمه بلدية رام الله، لكنه تمكن أخيرًا من افتتاح مشروعه الذي يحبه.

وعلى الرغم من استعادته رأس ماله بعد عام من العمل على “كرفانه”، إلا أن “سيف” ما زال ينفق 3 آلاف شيقل شهريًا كمصاريف على “الكرفان”، منها ألفا شيقل للحصول على ما يعرف بـ”الأرضية”، وهي المكان المسموح له العمل فيها، وكذلك نحو ألف شيقل لوقود “ماتور الكهرباء”.

في المقابل، يؤكد رئيس بلدية رام الله عيسى قسيس، أن البلدية تمنح الترخيص تقريبًا، لجميع من يتقدمون بطلب لذلك، علاوة على المتابعة مع قسم الصحة والبيئة في البلدية للتأكد من مستوى النظافة ونوعية الطعام المقدم، وكذلك شكل ومظهر “الكرفان” والمنطقة المحيطة به، وهنالك جابٍ يجبي شهريًا المبلغ المترتب على أصحاب “الكرفانات”، فيما ينوه قسيس إلى عقده لقاءات دورية مع أصحاب تلك “الكرفانات”، وسوف يتابع معهم طلباتهم واحتياجاتهم.