الرئيسيةرئيسيالكلاب الضالة ظاهرة تؤرقنا.. هكذا تحل

الكلاب الضالة ظاهرة تؤرقنا.. هكذا تحل

بقلم: موسى هيثم دراج

لم تكن تصريحات رئيس بلدية الخليل تيسير أبو اسنينة الأخيرة موفقة بكل تأكيد، والمتعلقة بحل ظاهرة الكلاب الضالة بالخليل، عبر منح مبلغ 20 شيقلاً لكل من يقتل كلباً أو يسلمه إلى الطواقم المختصة في البلدية، لكن مما لا شك فيه أن تلك الظاهرة باتت تؤرق مجتمعنا.

الكثيرون انتقدوا تصريحات رئيس بلدية الخليل، وبعضهم تهكم عليها، كما دفعت التصريحات مؤسسات تعنى بالرفق بالحيوان إلى مهاجمة رئيس البلدية، معتبرة إياها أنها تشجيع على استسهال القتل.

في المقابل، سارعت جهات في بلدية الخليل لتبرير موقف أبو اسنينة، وأنها مجرد تصريحات وليست قراراً للمجلس البلدي، وأن تلك التصريحات تدق ناقوس الخطر حول ظاهرة الكلاب الضالة.

ما أود التأكيد عليه أن قضية ظاهرة الكلاب الضالة، لا بد من تسليط الضوء عليها، بل والعمل الجاد لحل آثار تلك الظاهرة ومخاطرها، خاصة حينما يتعلق الأمر بالأطفال.

حدثتي صديق لي في مدينة الخليل أن أطفالا من عائلته والذين يبلغون من العمر بين 8 إلى عشر سنوات، كانوا يخرجون باكراً إلى مدرستهم قبل الساعة السابعة صباحاً، مشياً على الأقدام، والمدرسة تبعد عن منزلهم نحو كيلو متر واحد، وحين خروجهم تهاجمهم الكلاب الضالة، فأي خوف يتكبدهم! وكيف ستصبح نفسيتهم وأجواء دراستهم!

في حادثة أخرى، في إحدى قرى رام الله كان أحد المواطنين يضع دجاجاً بلدياً في قفص بساحة منزله، والساحات في القرى كثير منها بلا أسوار، فهاجمت الكلاب الضالة القفص، وثقبت السياج المحيط به، وقتلت عدداً من الدواجن، وحينما استيقظ صاحبها منتصف الليل، سمع صوتاً، فهب لنجدة الدجاج، لكن خروجه في بلد محتل بهذا الوقت دون انتباه، قد يعرض حياته للخطر!

تكثر الأحاديث التي يجب أن تحذرنا من عدوان الكلاب الضالة علينا، هي حيوانات لا تفقه كثيراً مما تفعل، والرفق بها واجب، لكن هل يعقل أن يكون ذلك على حساب حياتنا! بكل تأكيد لا.

ما المطلوب إذن؟ يكثر الحديث، وأنا شخصيًا لست متخصصاً بطرق رعاية الكلاب، ولا يوجد لدي الكثير مما أقوله بهذا الشأن، لكن ما أستطيع قوله إن رئيس بلدية الخليل تيسير أبو اسنينة وإن كانت تصريحاته خاطئة وغير موفقة، ولم يحسن تقدير الأمور بها، لكنها بكل تأكيد وضعت يده على ما نعانيه من هذه الظاهرة.

في الدول المتحضرة، يتم تجهيز وإعداد أشخاص متخصصين للعناية بالحيوانات، وطرق الاستفادة منها، بل وحمايتها وتدريبها للتأقلم معها، وربما إنشاء مراكز أو مستشفيات ليست فقط للكلاب، بل الحيوانات بشكل عام.

أخيراً، إن ما قامت به بلدية رام الله في الأشهر الأخيرة، بإنشاء مركز لتعقيم الكلاب أمر عظيم يجب أن نرفع قبعاتنا احتراماً وتقديرًا لهذا الدور للبلدية، فالأمر جاء في سياقٍ ينبهنا أن لا نتصرف بعنف تجاه الكلاب الضالة، وكذلك لا بد من النظر بأهمية لتعقيم الكلاب المنزلية والعناية بها. فهل وعينا جيداً لأهمية هذه الخطوة التي دشنتها بلدية رام الله، وإمكانية تعميمها في كافة المحافظات الفلسطينية بمدنها وقراها وبلداتها!