*الأسرى يردون على تلك الإجراءات العنصرية بخطوات تصعيدية..إما الحرية أو الاستشهاد
رام الله-المحرر–ريم بارود وصفاء غفري وربى غليظ وسالي البرغوثي وأنعام الخطيب- الثمن الذي يدفعه الأسرى حاليا من عمليات تنكيل بهم في سجون الاحتلال إنما هو نتاج لحملة انتخابية عنصرية متطرفة قادها ما يسمى بوزير الأمن الداخلي ايتمار بن غفير، الذي أطلق خلال حملته انتخابية قادته ليكون جزءأ من حكومة يمينية متطرفة، وكان “قانون إعدام الأسرى” في مقدمتها.
ما أن وصل المستوطن المتطرف إلى الحكم، إلا وعاد ليؤكد عبر تغريدة له عبر “تويتر” أنه ماض في مخططه باتجاه تبني قانون يفرض عقوبة الإعدام على الأسرى المتهمين بقضايا قتل أو محاولة قتل لإسرائيليين. ثم ما أن أصدر مجموعة من القرارات للتنكيل بهم، فما هي هذه القرارات والعقوبات التي تعمل حكومة الفاشية في اسرائيل لتنفيذها بحق الأسرى؟
إغلاق الكانتينا
قررت سلطات الاحتلال إغلاق (الكانتينا)، وبعض المرافق يومي الجمعة والسبت، وتعرف الكانتينا بأنها مقصف يوجد داخله الطعام والشراب وبعض مستلزمات الأسرى في السجون؛ يديره أسير لكن تتحكم فيه إدارة السجن، ويكون في حيز داخل مساحة السجن، وهو أشبه ببقالة يقوم الأسرى بالتبضع منها، وتستخدمه إسرائيل كوسيلةً لعقاب الأسير، لا لضمان ما تنصّ عليه معاهدات وإعلانات حقوق الإنسان الدولية، فيُسمح لعدد من الأسرى بالحصول على احتياجاتهم منه، ويُحرم آخرون بدعوى عقوبة صادرة بحقهم من “إدارة السجن”.
تقييد أيدي الأسرى
كما فرضت سلطات الاحتلال قرارا تنكيلياً آخر يتمثل بأن كل أسير يخرج من القسم، مقيد اليدين، حتى إن خرج إلى عيادة السّجن، وهذا إجراء لم يكن في السابق، إذ كان الأسير يقيد فقط حينما ينقل بين سجن و آخر، لكنه يتنقل داخل أروقة السجن بلا قيود.
الحرمان من الرياضة الصباحية
يسمح في العادة للأسرى في السجون بممارسة الرياضة ساعة خلال الصباح الباكر عادة تكون بين الساعة السادسة والسابعة، لكن إجراءات التنكيل الإسرائيلية شملت حرمانهم من هذه الساعة الصباحية.
تقليص الفورة
مصطلح أطلقته الحركة الأسيرة، ويوازيها باللغة العبرية “حتسير” التي تعني النزهة، لكنّها في حقيقة الأمر نزهة مأسورة لا يستطيع الأسير الخروج إليها إلا في أوقات محددة وبحسب مزاج الاحتلال وتختلف مدة الفورة، فالأسرى يقضون ما قيمته ساعة ونصف صباحا وساعة ونصف مساءً، أما المعزولون فنصف ساعة لمرة واحدة يوميا. وبذلك يتم استهداف نظام خروج الأسرى إلى ساحة السّجن، وتكون المدة المتاحة للأسير أقل مما هو عليه اليوم.
يوضح قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني لـ”المحرر” أن الأسير قبل هذا الإجراء كان يتنقل بين غرف الساحة في مدة قد تصل إلى قرابة 6 ساعات باليوم أحياناً، يخرج من غرفته إلى الساحة ويعود منها وقتما يشاء، أما الآن فبعد الإجراء فتم تقليص المدة الزمنية بين الأقسام ولا يستطيع الأسير التنقل بين غرفته إلى الساحة إلا ضمن تحكم جنود الاحتلال الذين يجبروه على حركة واحدة ضمن سقف زمني محدد، فإن خرج من غرفته في وقت لا يستطيع العودة إلا في وقت يحدده جنود الاحتلال.
سحب البلاطات
شملت الإجراء سحب البلاطات من بعض الأقسام، والبلاطة جهاز يستخدم لإعادة طهي الطعام الذي يصلهم من إدارة السجون، اذ يقدّمه الاحتلال مطهواً بنحو 50% فقط، لذا يضطر الأسرى لاستكمال طهيه عبر “بلاطة الطعام” ليصبح صالحًا للأكل، وسحب البلاطات يعني ضمنا أن الأسرى لا يتسطيعون إعداد مشروبات ساخنة ولا طعاما بكامل الطهي.
تحديد الاستحمام
كانت كل الغرفة التي يتواجد فيها فالأسير تحتوي على حمام، يتضمن “دشا”، بمعنى أن الأسير يستطيع الاستحمام في كل وقت، لكن سلطات الاحتلال أنشأت أقساما جديدة يكون فيها “الدش” خارج الغرف، وهذا لا يستخدم إلا ضمن تحكم حنود الاحتلال ويخصص وقتاً محدداً لكل الأسرى كي يستحموا، الأمر الذي لا يمكن الأسير من الاستحمام في أي وقت، بل أن الساعات المخصصة لا تكفي لكل الأسرى في القسم الواحد كي يستحموا جميعاً.
كيف سيرد الأسرى على هذه الإجراءات؟
رغم أجواء التوتر التي تسود الأسرى داخل سجون الاحتلال، في أعقاب الاجراءات الاجرامية التي أعلنها ما يسمى بوزير(الأمن القومي) ايتمار بن غفير بحق الأسرى، إلا أن الأسرى أعلنوا البدء بخطوات الاعتصام، رداً على هذه العقوبات، والتي تهدف للتضييق عليهم.
يقول قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني لـ”المحرر”، هذه الإجراءات لا يوجد أي مبرر أمني فيها، كلها خطوات تنكيلية يطبقها بن غفير تهدف لإذلال الأسرى من منطلقات عنصرية محضة.
وكانت قد أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، أنّ خطوات “العصيان” ستكون مفتوحة حتّى التاريخ المحدد لخطوة الإضراب عن الطعام المقررة في الأول من رمضان المقبل، وستكون هذه الخطوات مرهونة بموقف إدارة سجون الاحتلال، والتطورات التي يمكن أن تحدث خلال الفترة المقبلة، وستبقى لجنة الطوارئ في حالة انعقاد دائم.
وتتمثل خطوات العصيان الأولية، بـإغلاق الأقسام، ويعني ذلك وقف كافة إجراءات الحياة الاعتقالية اليومية التي يفرضها واقع الحياة داخل الأسر، وعرقلة ما يسمى “الفحص الأمني”، (للغرف، ويتم بعد خروج الأسرى إلى ساحة السجن)، بحيث يخرج الأسرى للفحص مقيّدي الأيدي”، وأيضاً ارتداء اللباس (الشاباص)، وهو اللباس البني الذي تفرضه إدارة السجون على الأسرى، وتعني هذه الخطوة استعداد الأسرى لتصعيد المواجهة ضد إدارة السجون.