بقلم: ملك الكوع
بما أنك دخلت لقراءة هذا المقال فأنت بالتأكيد يخطر بذهنك الآن وتتساءل هل للإعلانات سلبيات على المجتمع؟ هل تجعلها أكثر استهلاكا لتحقيق الربح للشركات والدول المصنعة؟ وهل يعد هذا الاستهلاك استغلالا لزيادة الأرباح؟ وبالطبع تهمك القيم والسلوكيات وتتساءل في نفسك إن كان هناك سلبيات لإعلانات، فهل هذه السلبيات سوف تؤثر على قيم وسلوكيات واحتياجات المجتمع؟ سوف اشبع فضولك الآن بالإجابة عن كل ما يخطر في ذهنك.
هناك جانب مظلم لكل شيء بالرغم من الإيجابيات الكثيرة والمتعددة للإعلانات، بالطبع نحن نعلم أن من مميزات الاعلان تعريف المستهلك بالمنتج أو الخدمة، أجل هناك شيء آخر وراء هذا وهو خلق حاجات جديدة فأنت عندما تذهب لشراء شيء ما تحتاجه أنت لا تحتاج إلى تذكير، لذلك الإعلان يخلق لدى الإنسان حاجات ورغبات في شراء سلع ليس بحاجة إليها، ويضطره إلى صرف مال لم يكن ليصرفه لولا مفعول الإعلان، مما يؤدي إلى هدر اقتصادي على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع وهذا بالطبع يؤثرعلى نفسية الفرد وبالأخص أن قام بشراء منتج ولم يكن مثل توقعاته وقام بهدر ماله .
الإعلان يسهم بفعالية في توسيع دائرة الاستهلاك، يؤدي إلى خلق أنماط جديدة من السلوك الاستهلاكي لدى المجتمع، هذا أيضا مربوط بخلق الاحتياجات وزيادة نسبة شراء هذه المنتجات بالطبع سيؤثر على ربح الشركات الدول المصنعة، وهنا تكمن اللعبة وكيفية الاستغلال في تحقيق الاستهلاك لتحقيق الربح، بالطبع عند الإعلان عن شيء يقومون بربط المنتج بصفة ما، مثال عند ربط شركة كوكاكولا بالجمعة العائلية، وذلك من خلال اللعب بمشاعر وعواطف العملاء وخلق حاجة عندهم لامتلاك المنتج، غالباً ما تكون متواجدة قبل رؤيتهم للإعلان، ليس هذا فحسب هل تساءلتم يوما لماذا أسعار المنتجات والخدمات المعلن عنها بعض الأحيان مرتفعة السعر؟ لأن الشركات تقوم بدفع مبالغ مالية كبيرة على الإعلانات وتضيف هذه التكاليف على سعر المنتج.
هناك أخلاقيات وقوانين لكل شيء وهذا يتضمن الإعلان،إن ظننت أنني سوف أتحدث عن استخدام أمور في الإعلانات لا تناسب عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا فأنت مخطئ، أصبح هذا أمر رائج للتحدث عنه وملل، تؤثر الإعلانات بقوة على المراهقين وذلك عن طريق ما يسمى النهم الشرائي أي شراء أي شيء يظهر بالإعلانات لمجرد أنه ظهر بغض النظر إن كانت له أهمية أم لا، وهذا يسبب القلق و التوتر والحالة النفسية السيئة عند عدم القدرة على شراء المنتج، هذا ناتج عن تأثير الإعلانات على سلوكيات الفرد في المجتمع، ولكن كيف أثر ذلك على القيم وكيف أصبح هذا شيئاً عادياً لمجرد أنه إعلان؛ حيث تظهر الإعلانات بعض السلوكيات السلبية الألفاظ والإيحاءات الجنسية التي لا تتناسب مع قيم المجتمع، ومن كثرة استخدام هذا الأسلوب في الاعلانات أصبح أمرا لا أحد يقلق منه بل أنه أقل من الطبيعي أيضا.
صحيح حاولت اظهار كل سلبيات أو الجانب المظلم بالنسبة للإعلانات وحاولت قدر المستطاع إظهار هذا الجانب منها، برأيي بغض النظر عن كل الإيجابيات التي يمكن أن أكتب عنها العديد العديد من الصفحات وعن كيفية تأثير الإعلانات ايجابيا على المستهلك الشركات الدول، السلبيات في الاعلانات مخفية بمعنى لا يستطيع المستهلك أن هذا هو تأثير الاعلان عليه مثلا القيام بالإعلان عن منتج للنظافة الشخصية مثل الشامبو او الصابون وهذا يعزز عادة جيدة لديه في الحفاظ على نظافته(تحتاج إلى إعادة صياغة)، نحن لا نرى في هذا الإعلان سلبيات ولكن له سلبية منه هو في اعتقاد البعض أن ما يرونه في الإعلانات هو الشكل الأمثل ما يسبب لديهم الهوس بالاهتمام بالمظهر الخارجي والجسد، وهذا ما يسبب فقدان الشهية للبعض، ولا شك أني أوصلت الهدف الذي أريد ايصاله من مقالي وهو أن لا شيء له ايجابيات فقط فلكل شيء سلبيات حتى الدواء الذي نأخذه ليساعدنا على التحسن له سلبيات .