رام الله-المحرر عبد الناصر شماسنة- دخلت شركة “أميجو” لإنتاج الملابس التي تأسست عام 1980 في نفق مظلم خلال انتفاضة الأقصى عام 2000 بسبب الظروف السياسية والأمنية المعقدة التي ألقت بظلالها على الاقتصاد الفلسطيني برمته، لكنها اليوم بعد سنوات من العمل تشق طريقها بنجاح باهر في السوق.
يقول توفيق سويلم صاحب الشركة” مررنا بظروف صعبة خلال انتفاضة الأقصى عام 2000، إذ تعرضنا لعدوان احتلالي من خلال قصف أحد مباني الشركة وإلحاق أضرار اقتصادية جسيمة بها”.
ويضيف” عجزت الشركة في ذلك الوقت عن تصدير منتجاتها للخارج وواجهت صعوبة في تأمين مواد الخام وعمدت لبيع منتجاتها في الأسواق المحلية فقط لتغطية التكاليف التي تراكمت عليها والديون التي بلغت حتى عام 2006-2007 مليون وسبعمائة الف شيقل”، مشيراً إلى أن ذلك تسبب باستفاد طاقتها رويداً روداً ما تسبب بإغلاقها عام 2007.
كانت الشركة التي تخصصت في النسيج والطباعة وتصميم الملابس تضم نحو(155) موظفاً وتحظى بعلاقات تجارية قوية، وباقبال كبير على منتجاتها من قبل الزبائن خاصة داخل مناطق 48، لكن الحال تغير بسبب ظروف الانتفاضة وما خلقته من معيقات، بالإضافة إلى ازدهار التجارة مع الصين التي أدت إلى ضرب مصانع محلية.
في عام 2010 بعد أن توقفت الشركة تماماً نهضت “أميجو” من تحت الرماد . يقول سويلم” أحنا قمنا من العدم “، منوهاً إلى أن الشركة غيرت مسار إنتاجها من الملابس إلى الصناعات الغذائية التي تباع في الأسواق حالياً وتضم أكبر سلسلة مخابز ومطاعم في فلسطين وتركيا وروسيا.
هذه الشركة لم تكن إلا واحدة من شركات وطنية أخرى نهضت من جديد بعد أن واجهت صعوبات مختلفة.
مدير شركة اللالا المتحدة لصناعة الألمنيوم محمود اللالا(61) من سكان مدينة بيتونيا يسرد الظروف الصعبة التي مرت بها شركته، مشيراً إلى أنها تأسست عام 1982 واختصت في مجال صناعة الشبابيك والأبواب المعدنية (الألمنيوم).
يقول”كان عدد الشركات المزدهرة في زمن الانتفاضة قليل، وهناك شركاتٌ تحطمت بفعل العوامل السياسية التي كانت تمر بها البلاد في ذاك الزمان” .
ونوه إلى أن مستوى الانتاج في شركته تراجع بشكل كبير إبان الانتفاضة، لكنها استعادت بريقها بعد ذلك مستفيدة من تراجع المنتج الإسرائيلي في السوق لصالح المنتجات المحلية، ومن فتح أفق جديدة للتصدير الخارجي.
شركة مطاحن بن الرشيد تأسست في مدينة قلقيلية عام 1970 في محل تجاري صغير على يد محمد رشيد هلال.ورغم أنه كان يستخدم محمصاً يدوياً بسعة 5 كغم فقط إلا أن شغفه وموهبته في طريقة إعداد القهوة وتحميصها والتعامل مع أنواعها المختلفة جعله أفضل صانع قهوة في المدينة، وراح أهلها يسمونها باسمه(قهوة أبو رشيد)، ومن هنا انطلقت الرحلة.
وفي مرحلة الانتفاضه الثانية أصبح السوق الفلسطيني يستنفد طاقته بسبب الأوضاع الاقتصاديه السيئة التي سادت البلاد في ذلك الوقت ما تسبب بايقاف عمل الشركة.
وبعد الانتفاضة وتحديداً عام 2006 وبمرور الزمن والعمل الدؤوب، استعادت الشركة عافيتها وتوسعت في تجارتنا عبر إنشاء فروع جديدة في سوق المدينة، وتوسيع رقعة التوزيع خارج محافظة قلقيلية.
ومع ازدياد حجم الطلب على منتجاتها، سعى الرشيد إلى تغيير معالم الشركة تماماً مقارنة مع المرحله السابقة سواء من حيث جودة منتجاتها أو قوتها السوقية ليضاهي بها حالياً مننتجات منافسة.
يقول الرشيد” لا بد من زيادة حجم الإنتاج، ولهذا عملنا وبعون الله على إنشاء مصنع مجهز بأحدث الآلات المختصة حيث يبدأ خط الإنتاج بحبات القهوة الخضراء وصولاً إلى عبوة أنيقة عالية الجودة تحافظ على مذاق القهوة الطازج، وبهذا نستطيع القول وبكل ثقة أن خط إنتاج بن أبو رشيد هو الأول من نوعه في فلسطين بفروعه الثلاثة”.
وأوضح الرشيد أن الأوضاع التي مرت بها الشركه كانت ذا حدين منها إيجابي ومنها سلبي، وهذا ما دفعه لتطوير الشركة بقطعة النرد التي ألقاها ظناً منه أنها آخر ما لديه ليغامر بما تبقى في جعبته من أموال، فرزقه الله وأصبحت الشركة منافسة رغم ما مرت به من ظروف صعبة.