ملكة فلسطينية تربعت على عرش علامة تجارية وصلت إلى العالمية
رام الله-المحرر- ليث مهدي ومحمد عدوي-غرزت من خيوط أثواب الجدات والأمهات قطب أحلامها، فعراقة ومتانة الماضي اندمجت مع حداثة وإتقان الحاضر ….لتنشأ علامة الأزياء الفلسطينية “بال تطريز”.
نداء نصار مالكة مشروع “بال تطريز” أم فلسطينية طموحة ومتفائلة، سعت جاهدةً بأن تترك بصمة خاصة لها في مجال فن التطريز، هذا الفن المتوارث عن أجدادنا ويمثل لنا الماضي العريق الأصيل.
بدأت فكرة المشروع عندما لاحظت نصّار تراجع الأقبال على اللبس التقليدي، فولدت فكرة دمج التطريز بالملابس اليومية والعصرية، لتشجيع الجيل الشاب لارتدائه. فبدأنا نرى التطريز بالقطبة الكنعانية وغيرها من القطب والنقلات التراثية القديمة على”معاطف الجينز، والبلاطين” وغيرها الكثير من الأشكال والأصناف متنوعة التطريز.
“بال تطريز” علامة تجارية فلسطينية تخاط بأنامل فلسطينية وبشكل يدوي مستوحى من نقلات التطريز القديمة الموجودة في الكتب والأشياء القديمة فكان لنصّار سبب لهذا والابتعاد عن التكنولوجيا ليكون دلالة على ثقافتنا وإحياء تراثنا، والمحافظة عليه.
وقالت نصّار: “يجب التمسك به “بال تطريز” ليس مجرد عمل تجاري يهدف الى الربح بل هو نضال للحفاظ على الموروث الفلسطيني” .
نداء أم لأربعة أبناء، بدأت مشروعها بروحها الشبابي وبمجهودها الشخصي، وكما قالت من نقطة الصفر حتى انطلقت إلى أبرز معارض الحرف اليدوية على المستوى المحلي، التى تطمح للمشاركات الخارجية، لتعرف الناس بعلامتها التجارية وتسلط الضوء على التطريز الفلسطيني، لتصل من خلال علامتها التجارية إلى العالمية.
لم تكن طريق “بال تطزير” معبدة بالزهور، فهو مشروع صغير لكنه مكلف سواء بارتفاع أدوات التطريز والخيوط وكل ما يلزم للحصول على قطعة فريدة ووميزة إضافة إلى التكاليف المدفوعة للموارد البشرية المساعدة في المشروع، ووجود تنافس في السوق خلقة عتبت ثانية في هذا المشروع خاصة أن هناك الكثير من النسوة اصبحوا يمتهنن هذا المجال.
وكان العبء الأكبر على نصّار الذي تطلب مجهوداً كبيراً منها، خلق التوازن بين طموحها وأحلامها الشبابية ومابين واجباتها اتجاه منزلها وأطفالها، فكان لابد من تنظيم الوقت وتقسيمه مابين العائلة والعمل.
تخطت نداء كل هذه العوائق والصعوبات بإصرارها وطموحها وشغفها، لإطلاق علامتها التجارية ” بال تطريز ” علامة يشار إليها بالبنان في عالم التطريز الفلسطيني.
“نداء” التي حصلت على شهادة البكالوريوس في تخصص المحاسبة من جامعة بيرزيت، تقود مشروعاً يشغل حاليا بين 20-30 سيدة فلسطينية من الضفة الغربية، ما يساعدهن على توفير لقمة العيش لأسرهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
كانت نداء تعمل موظفة في مجال المحاسبة، قبل أن تضطر لاحقا لترك وظيفتها والتفرغ لتربية أطفالها، مشيرة إلى أنها في عام 2018، تفرغت، وأصبح لديها وقت كبير يمكن استغلاله بطريقة أفضل، لذا فكرت بالتحول إلى مهنة التطريز.
لاقت فكرة المشروع دعمًا من عائلتها، وأصدقائها، ما شجعها لتفعيل الصفحة الخاصة بمشغولاتها على فيسبوك، والانطلاق فعليًا تحت عنوان “بال تطريز”.
وتعمل مع “نداء” في مشروع “بال تطريز” حالياً ما بين 20 لـ 30 سيدة فلسطينية من الضفة الغربية، ما يُساهم ذلك في إعالة عوائلهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وبلغ معدل البطالة في صفوف الإناث في فلسطين في العام2021 حسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني 43% مقابل 22% للذكور ، وبلغ عدد العاملات فوق 15 سنة 157,152 عاملة، 52,208 يعملن في القطاع العام، و103,264 في القطاع الخاص.
وتشير الإحصائيات إلى أن 14.4% من الإناث العاملات هن أرباب عمل أو يعملن لحسابهن الخاص، في حين أن 21.5% من الذكور العاملين هم أرباب عمل أو يعملون لحسابهم الخاص.وبلغ معدل البطالة 53% بين الشباب (19-29 سنة) من حملة شهادة الدبلوم المتوسط فأعلى، بواقع 66% للإناث مقابل 39% للذكور.
وتبين الاحصائيات إن 7 من كل 10 ذكور مشاركون في القوى العاملة مقابل نحو 2 من كل 10 إناث ، وبلغت نسبة مشاركة الإناث في القوى العاملة 17% فقط مقابل 69% للذكور.
شغف نداء جعلها تثابر، لتنمي خبراتها فتوجهت لأخذ التدريبات وحضور ورشات العمل في مجالات الإدارة والمحاسبة، لم تقف هنا فتوجهت إلى منتدى سيدات الأعمال ووزارة الاقتصاد فقدموا لها التسهيلات ليكتمل تسجيل العلامة التجارية الفلسطينية “بال تطريز” وتصبح منتجاً يباع في الأسواق الفلسطينية.
الريادية الفلسطينية نداء نصّار بعد خمس سنوات من العمل في مجال التطريز اليدوي، ترى نفسها تمشي خطوات بالاتجاه الصحيح من خلال التطوير المستمر لخبراتها وتقول لنا “أمام أحلامكم سيروا مهما كانت الصعاب”.