المحرر-محمود سمير البسوس
يحاول العديد من الخريجين وغيرهم من المواطنين الحصول على مصدر دخل ليبعد عنهم شبح الفقر والبطالة، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه أبناء قطاع غزة، ومع انتشار البطالة وقلة فرص العمل، ليبرز نموذج جديد للعمل والمعروف بالعمل الحر عبر الانترنت “فري لانسر”، والذي من خلاله أصبح العديد من الخريجين يعتمدون عليه بشكل أساسي كمصدر دخل لتأمين حياة كريمة لهم.
ونظراً لحاجة الخريجين لفرص العمل ذهب الكثير من الخريجين للعمل عبر الانترنت أو ما يسمى بـ “فري لانسر”، لسد حاجتهم وبناء مستقبلهم، فأصبح العمل أمل الكثير من الخريجين في قطاع غزة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وقلة الفرص المتاحة أمامهم.
وخلال مقابلات اجريناها مع عدد من الخريجين العاملين عبر الانترنت، قال الخريج محمد مقداد، والحاصل على شهادة في تخصص هندسة المعدات الطبية من جامعة الأزهر: “لجأت لتعلم التصميم الجرافيكي لكي أتمكن من العمل من خلاله عبر الانترنت في ظل الوضع الاقتصادي الصعب وقلة فرص العمل”.
وأضاف مقداد، أن العمل عبر الانترنت ليس سهلا في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور وعدم انتظام الكهرباء وضعف جودة الانترنت، مشيرًا إلى أن الدخل الذي يأتي عبر الانترنت ليس منتظمًا بسبب عدم انتظام العمل والخصومات التي تحدث أثناء تحويل النقود الى حسابه عبر البنك.
أما الخريج أحمد أبو محسن، الحاصل على شهادة في الأعلام والاتصال الجماهيري من جامعة الازهر قال: “اضطرت للعمل عبر الانترنت بالرغم من حصولي على الترتيب الأول على الدفعة، إلى جانب تميزّي في مجال التعليق الصوتي”.
وأوضح أبو محسن، أنه لم يجد فرصة عمل دائمة في تخصصه الجامعي، ما دفعه للجوء إلى العمل على موهبته في التعليق الصوتي عبر الانترنت.
وظهر العمل الحر عبر الانترنت في الآونة الأخيرة، ليحوز على اهتمام الكثيرين من العاطلين عن العمل من الخريجين والمواطنين، ويعتمد على التعلم الذاتي ومدى إلمامك بالعمل عبر الفضاء الإلكتروني، مقابل مبلغ مالي.
المختص في مجال التصميم الجرافيكي، شادي عفانة، يرى أن العمل الحر له مستقبل مشرق في ظل التطور التكنولوجي الكبير في هذا المجال.
وبيّن عفانة، أن العمل عبر الانترنت له فرص كبيرة في الاكتفاء الذاتي وتوفير فرص عمل مؤقتة للخريجيين.
أما الخبير في مجال العمل الحر والتسويق الالكتروني سلطان حجا، أكد أن العمل عبر الانترنت له مميزات لكنه لا يخلو من المخاطر، محذرًا أن هناك إمكانية لسرقة الحسابات لعدم خبرة المستخدمين بكيفية حماية حساباتهم، لاسيما الأشخاص حديثي العمل عبر هذه الشبكات.
الجدير بالذكر، أن مجال العمل عبر الانترنت ظهر في غزة مطلع العام 2016، لكنه لقي اقبالاً كبيراً عليه خلال جائحة كورونا حول العالم، ليصبح مصدر دخل للأشخاص العاملين في هذا المجال.