رام الله-المحرر-حنين بسام- لم يكن سوى باحث عن الحقيقة، دفع حياته ثمناً لمهنيته وهو يبحث عن مسربي الأراضي.إنه الصحفي حسن عبد الحليم الفقيه الذي استشهد بتاريخ 22/12/1985، وهو خريج من جامعة بيرزيت، وكان يعمل في جريدة الفجر.
بدأ حسن عبد الحليم يكتب عن موضوع تسريب الأراضي الفلسطينية للاحتلال عندما التحق بجريدة الفجر في القدس، وبعدها البيادر السياسي وكتب وابدع، واعتقل كثيراً حتى أصبح يتنقل بالمعتقلات الاسرائيلية آنذاك، وتزوج ابنة عمته وأنجب منها سبعة أطفال، كان لا يقضي وقته مع عائلته بسبب حبه وشغفه للكشف عن صفقات سرية.
خرج الصحفي ليلاً إلى عمله في الجريدة، واختفت آثاره لمدة ثلاثة أشهر وبتاريخ 22/12/1985 وصلت الأخبار لعائلة الشهيد بأنه تم العثور عليه من قبل أحد المواطنين ممن كانوا يرعون الأغنام بمنطقة بيت حارون وفي ذلك التاريخ شاهد إحدى طائرات العسكرية (هلوكبتر) ترمي صندوق بالمكان ما أثار فضوله، وذهب ليرى وبعد ذهاب الهلوكبتر تقدم ذلك الراعي ودفعه الفضول لمعرفة ما في داخل الصندوق، وفجأة وجد جثة.
لم تكن جثة عادية بل كان الرأس مفصولاً عن الجسد كل شيء منزوع من مكانه، العيون والأسنان والأظافر وبشرة محروقة” هذه بشاعة العملاء وبشاعة الاحتلال”.
وبعد إجراء مقابلة مع حفيد الشهيد حمزة عفانة، قال إن شرطة الاحتلال بلغتهم إنه كان يعد عبوة ناسفة وانفجرت به، لكن لم تكن الدلائل صحيحة وجثته لم تمزق على إثر انفجار العبوة، بل كان تمزيق جزار صهيوني، هذا هو الارهاب الصهيوني وتزوير الحقائق.
وقال عفانة إن السبب المباشر لاغتيال الصحفي الشهيد هو كتابته عن موضوع تسريب الاراضي وكشفه عن صفقات سرية.
أقيمت لحسن جنازة مهيبة لأن ما حصل كان بشعاً بحق صحفي يغتال على أيدي قوات الاحتلال، ويترك زوجته بعمر (22) عاما، وسبعة أطفال اصغرهم 10 أيام وأكبرهم 7سنوات.
وقالت زوجته أنها ستستمر بالعيش بكرامة ولاتحتاج لأحد وأن عليها واجب أخلاقي ووطني اتجاه أطفالها، ليصبحوا الأطفال شبابا وليتعلموا وليحصلوا على تعليم عال وليتخرجوا وليصبحوا قدوة لوالدهم.
وحملت أحلام الفقيه ابنة الشهيد الاحتلال كامل المسؤولية، وعبرت عن حزنها لأن لا أحد اهتم بقضية استشهاد والدها، وايضاً لحالة العائلة الاقتصادية.
وأضافت أيضاً “يا ريت لو بابا موجود لأن كتير أمور اتغيرت، وضع البلد كتر سيئ اقتصادياً اجتماعياً حتى مفاهيم الوطنية اتغيرت للأسف”.
وحمل نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر الاحتلال كامل المسؤولية، مشبهاً قضية اغتيال الصحفي حسن عبد الحليم الفقيه بقضية الخاشقجي.
وقال زميل الشهيد الصحفي نبهان خريشي: إن الشهيد كان له تأثير معنوي على الجريدة التي لم تكن قادرة وقتها على نشر تقاريره وتحقيقاته بسبب خضوعها لرقابة الاحتلال.
وأضاف” كان يتم نشرها بسرية، وكانت هناك اجراءات عسكرية ضد الصحفين في وقتها”.