الرئيسيةاخر الاخبارالحروب: الفن نجح في نقل القضية الفلسطينية إلى مستويات عالمية

الحروب: الفن نجح في نقل القضية الفلسطينية إلى مستويات عالمية

رام الله- المحرر- بيان بهاء الدين التميمي- فنان لا يقتصر على حدود، ارتبط بالأرض منذ صغره، عاش طفولة صعبة ساعدته على أن يبحر في خيالات دفعته للتألق في عالم الفن، إنه الفنان التشكيلي بشار الحروب الذي وُلد في القدس عام ١٩٧٨ ونشأ في الخليل، تحديدًا في بلدة خاراس.

حصل الحروب على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة النجاح في نابلس عام ٢٠٠١، كما حصل على منحة مؤسسة فورد لمتابعة تحصيله الجامعي في حقل الفنون الجميلة وأكمل دراسة الماجستير عام 2010 في جامعة وينشستر. يسكن في مدينة رام الله، تتنوع الوسائط التي يعمل عليها الحروب، من الفوتوغرافيا للفيديو والرسم والأعمال التركيبية، وتشتبك أعماله مع أسئلة الواقع اليومي، والمدينة، والمكان.

يؤكد الحروب في لقاء خاص أن الفن لعب دوراً هاماً في القضية الفلسطينية، حيث ساهم الفنانون قبل وبعد النكبة بشكل كبير في خدمة الشعب الفلسطيني، كما ولعب دوراً كبيراً في توثيق مراحل تاريخنا المختلفة، مشيرًا إلى أن الفن الفلسطيني قدم رسائلنا بطرق تعبيرية وأصبح للفن الفلسطيني حضور على المستوى العالمي.

وفيما يلي مقتطفات من الحوار الذي  يسلط الضوء على حياة الحروب الفنية ورأيه في العديد من القضايا.

طفولة صعبة

*كيف كانت طفولتك؟

طفولتي استمرت حتى سن المراهقة، وبعد سن 17، غادرت بلدتي ولم أعد أعيش فيها كمفهوم للإقامة، كانت طفولتي حافلة غنية، مليئة بصلة قوية بالمكان والأرض والطبيعة، على الرغم من صعوبة الظروف التي نشأت فيها بسبب الانتفاضة، إلا أن عالمي، كان قريتي، لم يكن هناك مكان آخر، لم تكن هناك رحلات مدرسية، كان الخروج خطيرًا، والوصول إلى المدينة كان صعبًا بدون العائلة، هذا ساعدني على اكتشاف موهبتي، واكتشفت مدى ثراء طفولتي، خلقت داخلي شخصًا مرتبطًا بالأرض، بمفهوم بري  وطبيعي، جعلتني طفولتي أقدر تفاصيل الحياة وساعدتني في عالم الخيال والأساطير التي كانت موجودة في القرية، كنت متمردًا ضد الدراسة والمدرسة، لكني كنت أحب أن أكون في البر.

موهبة منذ الطفولة

*كيف اكتشفت اهتمامك بالفن التشكيلي وهل كانت موهبة طبيعية أم اكتسبت بالتدريب؟

منذ كنت طفلاً، كان لدي اهتمام فطري بالفن، كان انجذاباً بدائياً حيث أصبح الفن وسيلة تعبير بالنسبة لي، سواء من خلال الرسم أو تشكيل المجسمات باستخدام الطين لأغراض اللعب، كانت خطوة أولى في تجربتي حيث بدأت في ادراك أنه شكل من أشكال الفن التشكيلي، مرحلة المراهقة كانت فترة تعزيز لفكرة الفن بالنسبة لي، وأقترح أخي أن أخضع لامتحان  مستوى في الفن في ِإحدى جامعات فلسطين، اقدر بشدة الانحياز الفني الطبيعي الذي كان لدي منذ طفولتي.

لا يقتصر على حدود

*كيف كانت بدايتك في الفن ومن دعمك، خصوصاً وأننا في مجتمع يفرض بعض القيود على الفنانين التشكيليين؟  

البيئة من حولي لم تكن ضد ذلك،  كنت مراهقا في المدرسة، وكان المعلمون والفتيات يطلبون مني الرسم، مما عزز فكرة أن ما كنت أفعله كان مختلفًا وجميلاً، بشعور بسيط وجميل، أشعر وكأنني فنان لا يقتصر على حدود، وفنوني متنوعة .

صعوبات ومعيقات

*هل واجهت صعوبات ومعيقات في البداية؟

بالتأكيد، أي تجربة إبداعية أو مجال ليس سهلاً، ويشمل تحديات كبيرة، خاصةً أنه يعتمد على تطوير المهارات والمعرفة والثقافة.

حتى اليوم، تظل هناك صعوبات دائمة، التحدي الدائم الذي نشعر به  هو ما يدفعنا لخلق شيء جديد ومميز .

رحلة الماجستير

*كيف كانت تجربتك في دراسة الماجستير، ولماذا قررت متابعة دراستك في بريطانيا؟

عملت كثيرًا على نفسي، فتناولت كتب الفلسفة والفن قبل دراسة الماستر “معتقدًا أن الفن بدون فكر وثقافة هو “خراف فاضي”. بعد إنجاز أعمال فنية محلية، شاركت في معارض في فرنسا وبريطانيا، عندما قمت بقضاء شهر كامل في بريطانيا لمشروع، أدركت أن هذا هو ما أريد حقًا، وجدت طموحاتي في الفن هناك، اخترت بريطانيا لأنها واحدة من أهم الأماكن لدراسة الفن، خاصة الفنون المعاصرة شعرت أنها المكان المناسب لي، كانت تجربة لا تُنسى، بدأت بالدخول في عالم الفن، عرضت أعمالي وكل قطعة أبدعتها تم عرضها، بدأت رحلتي في عالم الفن، دفعت ثمناً كبيراً لهذه التجربة الجميلة وزاد من وعيي العالمي ومن هناك انطلقت .

البيئة المفضلة

*ما البيئة التي تفضلها أو تعتبرها محببة عند إعداد أعمالك الفنية؟

لا توجد أجواء محددة لأن تجربتي مرتبطة بالتنقل، أعمل في فن مرتبط بالأماكن زرت العديد من الأماكن، وكل مكان ترك أثراً في، أعمل بكل مكان وبتأكيد أحب الهدوء وافضل البقاء بتركز دون تشتيت.

التركيز على الهوية الذاتية

*ما هي النقاط التي تحاول التعبير عنها من خلال فنونك؟

أركز على الهوية الذاتية، مشددًا على ارتباطي بالأماكن والقضايا الفكرية والإنسانية، واستحضارها في فني، ولهذا السبب، يتحول كل مكان أزوره إلى سرد لعلاقتي وثقافتي من خلال الفن، يفتقر عملي إلى هوية محددة لأن جمهوري مفتوح.

فهم الفن التشكيلي

*الفن التشكيلي فن غامض وجميل كيف يمكن للجمهور فهمه؟

الفنون تمتلك مستويات مختلفة، بشكل عام الفن يعتبر  نخبوياً، ولكن الجمهور يتفاعل مع الفن بمستويات متنوعة، الجمهور الذي يتفاعل مع الفن يحتاج إلى مستوى من الثقافة والوعي، ليس من الضروري أن ينخفض الفن إلى مستوى الجمهور، ولكن الناس من ستلحق به لفهمه، الفن يعمل كمرآة للمجتمع من خلال إنتاج فن ذي معنى، ولكن بعض الفنون تتطلب مختصين لفهمها، “أنا بحاول العب بين هون وهون”.

الفن دليل وبرهان

*كيف تستخدم الفن التشكيلي كدليل وبرهان لما يعيشه الشعب الفلسطيني؟

تاريخياً، لعب الفن دوراً هاماً في القضية الفلسطينية، حيث ساهم الفنانون قبل وبعد النكبة بشكل كبير في خدمة الشعب الفلسطيني، كما ولعب دوراً كبيراً في توثيق مراحل تاريخنا المختلفة، تطور الفن الفلسطيني وقدم رسائلنا بطرق تعبيرية، وأصبح للفن الفلسطيني حضور على المستوى العالمي،  حيث انتشر الفنانون الفلسطينيون في أنحاء العالم، لقد تحرروا عن الفكرة التقليدية  وقدموا فناً مثل فن أي فنان عالمي، أصبحنا مثل أي فنانين دوليين لأننا نجحنا في نقل الرسالة الفلسطينية بدون رموز، باستخدام لغة مفهومة عالمياً، مضيفين قيمة هائلة للفن الفلسطيني لم تغب فلسطين عنا أبداً، إنها جزء منا عندما أتحدث عن وطني، أروي قصة تمثل الجميع” قصتي هي قصة الجميع، وهويتي هي الهوية الجميع”.

الحديقة الصامتة

*حدثنا عن معرض الحديقة الصامتة؟

هذا المعرض شخصي، ولكن يتحدث عن الجميع، يرتبط بحديقة منزلي  ومرسمي، زرعت النباتات واعتنيت بها، زرعت هذه الحديقة من النباتات الغريبة، مما يعني أنها ليست نباتات فلسطينية الأصل، كنت فضوليًا لفهم البيئات التي جاءت منها، وتوفير الظروف المناسبة لها، كانت مثل الحدائق الاستوائية.

جاء العمل نتيجة عدة ظروف كان يوجد فراغ سياسي، وتوقف شعور الإحساس بالوطن، وفقدت الأمل من السياسيين والعالم بأكمله “أخدت الحديقة الصامتة كوطن بديل آلي” إنها وطني وعالمي الخاص، إنها حديقتي السرية،  وملجئي للهروب من العالم المجنون الذي أعيش فيه “ما في مكان آمن في هذا الكوكب اللي منعيش فيه”. المسألة أكبر من مجرد رسم حديقة “بشار الو قصد من الرسم في حكاية بدو يثيرها ويناقشها”.

نصيحة للشباب

*بناءً على تجاربك، ما النصيحة التي تقدمها للشباب، خاصة تلك الفئات العمرية الصغيرة، سواء في مجال العمل أو الدراسة؟

الأمر الأهم هو الأيمان بأنفسكم، الإيمان وحده لا يكفي بدون بذل الكثير من الجهد، لتطوير أنفسكم يجب عليكم تحديد ما تريدون، ومتابعة مشاريعكم، والإيمان دائمًا بأن هناك شيئًا ما ينتظركم في الحياة، والسعي لتحقيقه، في الوقت نفسه، يجب عليكم التضحية بالكثير من الأشياء لتحديد أهدافكم كأولوية يجب أن يكون هناك ثقافة بمعنى المعرفة، ويجب أن تكونوا عقولاً متفتحة لا تكونوا أشخاصًا مغلقين “وحتى ينجح الإنسان بأي شيء بحياته لازم يعطي وقت” اخلقوا وجودًا لأنفسكم وشكلوا شخصيات لأنفسكم وسط هذا الازدحام”. “لازم تجمعوا بين هدول الشغلتين انك تكون عاطفي وعقلاني” للنجاح في أي جانب من جوانب حياتكم”.