الرئيسيةاخر الاخبارالذهب يلمع مجدداً في ظل تقلبات أسعار العملات

الذهب يلمع مجدداً في ظل تقلبات أسعار العملات

ترجيحات لصعوده خلال الفترة المقبلة مع توقعات لتخفيض أسعار الفائدة عالمياً مع مطلع العام الجديد

نابلس-المحرر-رانية دبابسة- تعتبر العلاقة بين الدولار والذهب من بين أهم العلاقات الاقتصادية والمالية التي تؤثر في الأسواق العالمية. فبينما يعد الدولار عملة الاحتياط العالمي الرئيسية، يظل الذهب من أقدم المعادن الثمينة المستخدمة كوسيلة للتخزين للقيمة والثروة.

وتتأثر أسعار الذهب عكسيا بقوة الدولار. فعندما يكون الأخير قويًا، غالبًا ما يؤدي ذلك إلى انخفاض أسعار الذهب، والعكس صحيح عندما يضعف الدولار. ومع ذلك، هذه العلاقة هذه ثابتة بنسبة 100%، حيث توجد عوامل أخرى مثل الطلب والعرض على الذهب التي تؤثر على أسعاره أيضًا.

إن فهم العلاقة بين الدولار والذهب يساعد على فهم أفضل لحركة الأسواق العالمية واتخاذ القرارات الاقتصادية والاستثمارية الأكثر فاعلية. التوازن بين الدولار والذهب يعكس توازنا حساسا ومعقدا يحتاج إلى مراقبة دائمة وفهم عميق للعوامل الاقتصادية والسياسية التي تؤثر عليهما.

الذهب يتميز بكونه مخزنًا للقيمة ووسيلة للتحوط ضد التقلبات الاقتصادية. ويُستخدم كملاذ آمن خلال فترات الاضطرابات الاقتصادية أو السياسية وكذلك في الصناعات التقنية وصناعة المجوهرات، والدولار الأمريكي هو العملة الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية وبعد العملة الرئيسية في التداولات العالمية. يتمتع الدولار بدور الاحتياطي الرئيسي في العالم ويستخدم في الصفقات التجارية الدولية ويعتبر عاملاً أساسيا في السياسات النقدية العالمية.

يتحدث المحلل الاقتصادي والمستشار المالي د.شادي حمد، حول حركة التقلب في أسعار العملات خاصة خلال الأسابيع الأخيرة.

ويبين د. حمد، أن هناك أكثر من سبب للتقلبات في عملة الشيقل، أحدها مسار الحرب العدوانية على غزة وانعكاساتها ومدى تطوراتها لتحولها لحرب إقليمة أم بقائها محصورة،والسبب الثاني يتمثل بقيام الحكومة الإسرائيلية بضخ أموال في السوق بعملة الدولار لحماية الشيقل من تراجع كبير.

أما عن انخفاض قيمة الدولار مؤخراً مقابل الشيقل، فيوضح د. حمد أن انخفاض قيمة الدولار كان عالمياً مقابل سلة العملات الأخرى، وهو ما يعرف بمؤشر الدولار، مشيراً إلى أن  هذا المؤشر شهد انخفاضا كبيرا في الفترة الأخيرة، نتيجة توقعات الفيدرالي الامريكي ببدء تخفيض أسعار الفائدة مع مطلع العام المقبل.

وأضاف د. حمد، أن هناك توقعات تشير إلى قرب خفص سعر الفائدة، وبالتالي سيؤدي تلقائياً إلى خفض سعر صرف الدولار مقابل العملات الأخرى.

وبين د. حمد، أن هذا الإنخفاض أدى إلى توجه الناس نحو الذهب، لأن الجميع بدأ في تحويل أموالهم من الدولار  إلى الذهب، وهما ملاذان آمنان، وهذا أدى إلى ارتفاع كبير في سعر الذهب، ووصل إلى رقم قياسي، لم يصل إليه منذ سنوات طويلة، إذ سجل سعرا مقداره 2125 دولاراً للأونصة الواحدة، وهذا الرقم رقم كبير جداً.

ويضيف” أحد أسباب هذا الارتفاع أن الجميع يتوقع انخفاض الفائدة، وبالتالي لا يكون هناك توجه للاستثمار بالدولار، وإنما بالذهب كملاذ آمن بديل”.

  يعكس ارتفاع أسعار الذهب غالبًا حالات من عدم الاستقرار الاقتصادي، مع تفاعله مع عوامل متعددة مثل السياسات النقدية، والتوترات الجيوسياسية، والتضخم، وغيرها.

هذا الارتفاع يحمل معه العديد من الدروس والتحديات للمستثمرين وصانعي القرار، حيث يتطلب فهما دقيقا للظروف الراهنة والتوجهات الاقتصادية العالمية لاتخاذ القرارات الاستثمارية الصائبة.