أريحا-المحرر-رؤى أبو شهاب- يقف تاجر أمام محله التجاري في مدينة أريحا يشكو قلة المشترين، وعلى بعد امتر تجار آخرون يعيشون الحال ذاته. ووسط ذلك تقف معظم المشنآت السياحية في المدينة أمام حقيقة أن موسما سياحيا قد ضاع بفعل الحصار الذي بدأ منذ بداية العام الجاري واشتد الخناق بعد احداث 7 تشرين الأول الماضي.
يقول مدير مديرية الاقتصاد في محافظة أريحا والأغوار رائد أبو كرش إن الاغلاقات المستمرة للمدينة وعرقلة تنقل المواطنين أدت إلى شلل الحركة الاقتصادية بشكل عام.
ولفت إلى أن الحركة التجارية في المدينة تراجعت بنسبة 60% بينما الطاقة الإنتاجية في المنتجات الصناعية إلى 70% منذ السابع من تشرين الاول الماضي، مشيرا إلى أن حركة التسوق تعرضت لحالة شلل بسبب منع فلسطينيي الداخل من الوصول إلى المدينة باعتبارهم الرافع الأساسي لحركة السوق والتجارة الداخلية في المحافظة، بالإضافة إلى عرقلة وصول البضائع والمواد الخام والعاملين إلى المصانع ما أدى إلى صعوبة استمرارية المنشآت في إنتاجها.
وأوضح أبو كرش أن القطاع السياحي تضرر بنسبة 100% ما أدى إلى إغلاق معظم المنشأت السياحية كالمطاعم والمسابح وتوقف الفنادق عن العمل، لافتًا إلى العجز الذي سيرافقها على المدى البعيد نتيجة الخسائر التي تكبدتها.
وفسر سبب غلاء بعض المنتجات الغذائية بارتباطها بسعر الدولار والاعتماد الكامل في رفد المواد الأساسية من المحافظات المجاورة نظرًا لصعوبة التخزين بالمحافظة بسبب طبيعتها المناخية.
وتقدر الغرفة التجارية الصناعية في أريحا حجم الخسائر في القطاع السياحي فقط نحو 230 مليون شيقل لشهري تشرين الأول وتشرين الثاني، كما أكدت على فقدان نحو 2000 عامل وعاملة وظائفهم، معظمهم في المرافق السياحية،ضمن إحصائيات تضمنت أريحا ومخيماتها فقط دون الأغوار.
من جهتها أشارت الغرفة التجارية إلى إرتفاع تكاليف بعض الموارد التي تعبر يوميا إلى المحافظة مرورا بعدة حواجز، بعد انتظارها لعدة ساعات ضمن طوابير السيارات الطويلة، وبعضها يصل بمعايير منقوصة وغير مطابقة لمواصفاتها، أو تالف بشكل كامل.
وأعربت الغرفة التجارية عن أزمة حقيقية تعيشها محافظات الضفة الغربية، وخاصة أريحا في ظل غياب الرقابة على التسويق، مع تعمد الاحتلال إغراق السوق الفلسطيني بما لديه من فائض في السلع، الأمر الذي يكبد الاقتصاد والمزارعين خسائر فادحة.
يذكر أنه منذ مطلع العام الجاري فرضت قوات الاحتلال حصاراً كاملاً على أريحا، بعد إغتيال 7 شبان، فكانت قد نصبت بوابات حديدية ومكعبات اسمنتية إلى جانب حواجزها العسكرية، مع فرض إجراءات تنكيلية بالمارة.
يشار الى أن عدد المنشآت العاملة في محافظة اريحا والاغوار1509 منشأة منها 692 منشاة عاملة في تجارة الجملة والمفرد والتجزئة واصلاح المركبات.
ومدينة أريحا تقع بالقرب من نهر الأردن وشمال البحر الميت وتبعد حوالي 36 كم من شرق مدينة القدس .وهي من أقدم مدن العالم وأخفضها بمعدل 258 م تحت مستوى سطح البحر. وتشتهر المدينة بالزراعة وكثرة البساتين والمحاصيل الزراعية نظراً لتربتها الطينية الخصبة وتوفر المياه فيها مما يجعلها تنتج المحاصيل الزراعية طوال العام. وأكثر ما يميز المدينة هو مناخها الدافئ في الشتاء الذي يجعل منها منتجعا شتويا ممتاز ومناخها الحار جدا في الصيف للأستجمام وممارسة الرياضات المائية كالسباحة. وتعتبر المدينة من أهم الوجهات السياحية في الضفة الغربية بفلسطين لما توفره من أشكال الترفيه بالإضافة الى العديد من المعالم الاثرية والتاريخية القيمة.