رام الله-المحرر-أماني عودة-تفاجأت المواطنة إيناس الريماوي (40) عاماً باقتحام قوات الاحتلال لمنزلها في قرية ديرعمار غرب رام الله في الثاني والعشرين من الشهر الماضي لاعتقال نجلها الأسير براء عودة(25) عاماً الذي تم اعتقاله والاعتداء عليه وعلى أفراد عائلته بطريقة همجية.
تقول الريماوي إنها تعيش لغاية اللحظة في صدمة من المشاهد التي رافقت عملية الاعتقال وما تعرض له أبناؤها من اعتداءات جسيمة.
الاقتحامات التي ينفذها جيش الاحتلال للمدن والقرى والبلدات الفلسطينية خلال الليل وما يرافقها من مداهمات لمنازل المواطنين وحملات اعتقالات في صفوفهم ليست حدثاً جديداً يتعرض لهُ أبناء الشعب الفلسطيني، بل هي قائمة منذ سنوات الاحتلال، لكنها ازدادت عنفاً بشكل ملحوظ بعد أحداث 7 تشرين الأول الماضي، إذ تفيد شهادات المواطنين بأن سلوكيات جنود الاحتلال العنيفة خلال عمليات الاعتقال غير مسبوقة.
وتفيد الإحصائيات الصادرة عن نادي الأسير أن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من(2920) مواطناً منذ بدء الحرب على قطاع غزة حتى نهاية تشرين الأول الثاني الماضي. وبلغ عدد الأسرى في السجون نحو (7) آلاف أسير فيما تستمر المعطيات بالتغير في كل ساعة مع استمرار حملات الاعتقالات.
ولاء عبد الحافظ زوجة الأسير عز الدين عودة(36) عاماً الذي اعتقل في الثاني والعشرين من الشهر الماضي، تروي ما حدث خلال عملية الاعتقال قائلة” اقتحمت قوات الاحتلال منزل العائلة ودخلت إلى غرفتهم الخاصة، وتفاجأ كل من الأسير وزوجته بجنود الاحتلال وهم يحاصرون الغرفة مدججين بالسلاح”، مشيرة إلى أنهم صوبوا السلاح عليه ومنعوها من ارتداء الحجاب وهددوها بالقتل.
عندها شعرت ولاء برعب شديد وصابها الارتباك، مبينة أن جنود الاحتلال اعتدوا بالضرب المبرح على زوجها وصادروا الهواتف المحمولة الخاصة به، إضافةً إلى تعمدهم ترهيب الأطفال وتقييد والدهم أمام أعينهم وهم يكررون جملة (لماذا يفعلون ذلك بِأبي يا أُمي؟!).
يقول المحلل السياسي د. قصي حامد “العنف الذي تمارسهُ قوات الاحتلال ضد أبناء شعبنا ليس جديداً، فإسرائيل نشأت على عنف مماثل عام 1948، لكن بعد أحداث 7أُكتوبر سعت إلى زيادة وتيرة العنف المفرط تجاه الفلسطينيين في محاولة منها لاستعادة ما أسمته (قوة الردع)، بعد أن اهتزت ثقة الإسرائيليين بأمنهم وجيشهم بعد أحداث 7 أكتوبر”.
ويضيف حامد”دولة الاحتلال أرادت رد إعادة الاعتبار لصورتها التي اهتزت من خلال إحداث دمار شامل وارتكاب مجازر بحق عدد كبير من أبناء شعبنا معظمهم من النساء والأطفال “، مشيراً إلى أن إعطاء دول كبرى الضوء لاسرائيل لما يسمى “حق الدفاع عن نفسها” وحصولها على ضمانات أمريكية بعدم ملاحقة أي مسؤولين في الجيش قانونياً رسخ لديها إنطباع بأنها باتت تمتلك تصريحاً مفتوحاً لارتكاب المجازر وقتل الفلسطينيين وممارسة كافة أشكال الاضطهاد والعنف بحقهم”.
ويتابع”عدم وجود رادع قانوني ودولي يمنع الاحتلال من ايقافه عند حده ويمنعه من ارتكاب هذه المجازر، زاد من مساحة العنف المفرط الممارس تجاه الفلسطينيين سواء من خلال الاقتحامات والاعتقالات في الضفة، أو سواء من خلال ارتكاب المجازر في غزة”.
ويلفت د. حامد إلى أن الاحتلال الاسرائيلي استغل توجه أنظار العالم لما يجري في غزة، لارتكاب مزيد من الانتهاكات في الضفة، في محاولة لرسم صورة زائفة تقدم لشعبه حول تحقيقه انتصاراً على المقاومة والشعب الفلسطيني، بعد الفشل الذي منيت به المنظومة الأمنية والعسكرية الاسرائيلية خلال أحداث 7 تشرين الأول الماضي.