رام الله-المحرر- سحر سعيد- وراما فكري- تعبر شام سعيد التي تخطو قدماها عتبات الثانوية العامة عن قلقها بشأن التعليم وصعوباته وتحدياته وتقول “كانت تجربتي مع الثانوية العامة في ظل ظروف الحرب تحدياً حقيقياً، فالوضع الصعب أثر بشكل كبير على الدراسة والدوام”.
وتنوه إلى وجود صعوبة في الوصول إلى المدارس بسبب معيقات الاحتلال وحالة الطرق من جهة، ومن جهة ثانية يعاني الطلبة من التداعيات النفسية لما يشاهدونه من مشاهد بشعة بفعل حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال. وتشير إلى فظاعة الجرائم والتحديات في الوصول إلى المدارس تضع الطلبة والمعلمين في مأزق صعب، مضيفة “كنت دائماً أعيش في حالة من عدم اليقين بسبب تقلبات الوضع الأمني، كان من الصعب جدًا التركيز على الدراسة والتحصيل العلمي في ظل هذه الظروف القاسية”.
ولفتت إلى أنها رغم هذه التحديات، حاولت بكل قوتها التغلب على الصعوبات ومواصلة التعلم إذ تعلمت كيف تكون قوية ومتماسكة في ظل الظروف الصعبة. وتابعت”هذه التجربة جعلتني أدرك قيمة التعليم والصمود في وجه التحديات”. ويشير طلبة ومعلمون إلى صعوبة التعليم في ظل الظروف الحالية، متحدثين عما يواجهونه من تحديات وصعاب بفعل جرائم الاحتلال وصعوبة الوصول إلى مدارسهم وجامعاتنهم، فيما يعبر آخرون عن تجربتهم من التعليم الإلكتروني الذي انتقلت إليه بعض المؤسسات التعليمية في الظروف الحالية.
وتؤكد شيماء أبو عصبة، معلمة الفيزياء أن التحول في طريقة التعليم كان له تأثير كبير على الطلبة، مشيرة إلى أنها رصدت تأثير الوضع الحالي على الدراسة والدوام، حيث أثرت الصعوبات في الوصول إلى المدارس على مستوى المشاركة والحضور.
وتلفت في المقابل إلى تأثير الوضع الحالي على حالة الطلاب النفسية، حيث ينعكس الصراع والتوتر سلبًا على تركيزهم ومشاركتهم في العملية التعليمية. وفي ظل التحول إلى التعليم الإلكتروني، كانت هناك صعوبات في تحفيز المشاركة الفعّالة للطلبة. وفيما يخص اعتماد أدوات تعليمية جديدة، تقول أبوعصبة انها جربت برنامج FIT لتعليم الفيزياء، حيث حاولت تجاوز تحديات التعلم الالكتروني من خلال تطبيق تجارب افتراضية. ومع ذلك، تشير إلى أن قصر مدة الحصص على منصات التعلم الإلكتروني كان يشكل تحديًا إضافيًا في تقديم المحتوى بشكل كامل.
فيما يتعلق بالطلبة الذين يواجهون صعوبات في التعليم الإلكتروني، ألمَحَت إلى جهودها في تشجيعهم وتحفيزهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مُشِددةً على أهمية فهمهم لقدرتهم على التكيف والنجاح في هذه الفترة الصعبة. رامي الخطيب طالب جامعي ينتقل من القدس المحتلة إلى رام الله، يوضح أن تداعيات العدوان وآثاره انتقلت إلى كل فئات شعبنا بما فيها الطلبة، منوهاً إلى أن طلبة العاصمة المحتلة الذين توجد مؤسساتهم التعليمية في رام الله يواجهون صعوبات كبيرة في الوصول إلى مؤسساتهم. ويوضح أن الطلبة يعيشون توتراً نفسياً كبيراً بسبب العدوان وتداعياته، مما يؤثر على قدرتهم على الانخراط في محاضرات الكترونية. كما ألمح إلى أهمية زيادة مدة المحاضرات الافتراضية لتعويض الفارق مع الحضور الوجاهي.
ولفت الانتباه إلى مشكلات اتصال الإنترنت والمشاكل التقنية، مطالبًا بتوفير إمكانيات تقنية تضمن استمرارية التعليم الإلكتروني. وتقول مديرة مدرسة بنات بيت لقيا الثانوية غادة بركات إن تجربة التعليم الالكتروني هي أفضل من وقف التعليم في ظل الحرب على قطاع غزة،مشيرة إلى أن الوضع صعب في الضفة ويضعب التنقل في ظل هذه الظروف.
وأوضحت أنه يوجد تفاوت بين الطلاب من حيث الدخول للحصة الافتراضية، حيث أن نسبة الطالبات اللواتي يدخلن إلى الحصص يتراوح بين 70-75%، ويعود ذلك إلى عدة أسباب مثل صعوبة الحالة المادية لبعض الاُسر فالبعض يمتلك اجهزة ذكية والبعض لا يمتلكها. أما بالنسبة للمعلمين قالت بركات إن البعض لديه القدرة على إعطاء حصة بمستوى عالٍ والبعض أقل كفاءة وفعالية. وكانت وزارة التربية والتعليم قررت خلال الحرب العدوانية على شعبنا أكثر من مرة أن يتحول التعليم إلكتروني وهي وسيلة تم اللجوء إليها خلال جائحة كورونا، فيما تنوعت أساليب التعليم في مؤسسات التعليم العالي بين وجاهي وإلكتروني.