الرئيسيةاخر الاخبارمأساة الأسرى الفلسطينيين.. زنزانات العذاب وانتهاكات الحقوق الإنسانية

مأساة الأسرى الفلسطينيين.. زنزانات العذاب وانتهاكات الحقوق الإنسانية

رام الله-المحرر-رهف غنام-أحمد أبو نعيم (17) عاماً واحد من الأسرى الأشبال الذين تم الإفراج عنهم في صفقه التبادل الأخيرة بين المقاومة والاحتلال، يقول”السجون عبارة عن زنازين جماعية، يُمارس فيها الاحتلال سياسة العقاب الجماعي”،  مبينا ًأنهم يتعرضون للضرب من قبل قوات “الناحشون” من غير سابق إنذار.

يشير أبو نعيم إلى أن إدارة السجون أزالت الشبابيك الخاصة بغرف الأسرى، والتي تَقيهم من البرد القارس، موضحاً أن الأسرى وضعوا مكانها أكياساً بلاستيكية رقيقة مما كان يثير غضب وجنون السجّانين ليُقدموا مرةً أخرى بالاعتداء على الأسرى ،وتمزيق الستائر التي وضعوها على الشبابيك ويبرحوهم ضرباً.

ويضيف أن عدداً  من الأسرى ينامون ليلاً على الأرض بسبب سحب الاحتلال فراش النوم، مشدداً على أن إدارة السجون تتعمد إهمال الأسرى طبياً، بالإضافة إلى زيادة الاكتظاظ  في غرفهم.

وأبو نعيم ليس إلا واحداً من آلاف المواطنين الذين تعرضوا لعمليات اعتقال بعد أحداث 7 أكتوبر، إذ صعدت قوات الاحتلال من حملات الاعتقالات في مدن الضفه الغربية بما فيها القدس المحتلة، إلا أن شهود عيان أكدوا أن الوحشية التي مارسها الاحتلال خلال تنفيذهم عمليات الاعتقالات لم يسبق لها مثيل، فقد امتازت بالانتقامية عبر تنكيل بالأسرى وقمعهم والاعتداء عليهم جسديا وترهيبهم نفسياً، بالإضافة إلى تدمير الممتلكات ونهب الاموال خلال عمليات المداهمة التي تخللت تنفيذ الاعتقالات، ثم تمارس عليهم أبشع أنواع التنكيل حينما يصلون إلى السجون ومراكز التوقيف والتحقيق الاحتلالية.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن نادي الأسير  الفلسطيني فإن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من (3580) مواطناً منذ بدء العدوان على قطاع غزة حتى نهاية تشرين الثاني المنصرم،  ليصل عدد الأسرى في سجون الاحتلال إلى(7800) أسير منهم (2873) معتقلاً إدارياً، عدا عن معتقلي قطاع غزة الذين لم تتمكن أي جهة مسؤولة من تحديد عددهم ومعرفة أماكن تواجدهم ومصيرهم .

 يشار إلى أنه بعد تنفيذ عملية التبادل الأخيرة بين المقاومة والاحتلال والتي شملت الافراج عن (210) أسرى من النساء والأطفال فقد بقي في الأسر (33) أسيرة و(160) طفلا.

تقول  أماني سراحنة  المسؤولة الإعلامية في نادي الأسير أن الإسرى يعيشون أوضاعاً صعبة داخل السجون، فهم يتعرضون إلى اعتداءات بالجملة من قمع، وتنكيل، وتعذيب، وإصابات بالكسور، مع عدم تقديم أي علاج لهم، عدا عن العزل الانفرادي والتهديد بالقتل ودخول وحدات مدججة بالسلاح برفقة كلاب بوليسية إلى غرف الأسرى.

وتشير سراحنة إلى استشهاد ستة أسرى منهم اثنان على الأقل تعرضوا للضرب المبرح وفق دلائل وشهادات قاطعة.

 وكانت الأسيرة المحررة من سجن “الدامون” لمى خاطر أدلت تصريحات صحفية أكدت فيها أنها تعرّضت للتهديد بالاغتصاب تارةً وتهديد بحرق أبنائها تارة أخرى . وتقول أن هناك (10) أسيرات على الأقل تم اختطافهن من قطاع غزة ومعاملتهن بوحشية مما تعرضن حين وصولهن  لخلع الحجاب وإلباسهن لباساً خاصاً وعزلهن عن باقي الأسيرات.

وتضيف أن وضع السجون مأساوي جداً فلا يوجد قانون يحكم السجون، فكل شيء داخلها مباح ، تحديداً الضرب المبرح خلال التفتيش العاري وإطلاق قنابل الغاز بشكل مباشر داخل الغرف  .

وتبين أن الأسرى عادوا الى نقطة الصفر فهم منعزلون عن العالم بعد سحب الاحتلال لكافة الأجهزة الكهربائية والملابس والطعام وجميع الإنجازات التي تحصّل عليها الاسرى بجهادهم ونضالهن وخوضهم للعديد من الاضرابات لنيلها والحصول عليها. وحرمان الأسرى من الخروج إلى (الفورة) وإن تم ذلك فإنه لا يزيد عن (15) دقيقة وهي بالكاد لا تقضي حوائج المعتقلين.

 وبينما تمضي قوات الاحتلال في تنفيذ حرب إبادة جماعية في قطاع غزة على مرأى العالم بأسره، فإنها مستمرة في إطلاق  يدها في الضفة الغربية من خلال حملات اعتقالات لا تتوقف، لكنها هذه المرة دون أي خطوط حمراء لا في تنفيذ عمليات الاعتقال، ولا في التعامل مع الأسرى بعد نقلهم للسجون، فهذا الاحتلال يثبت أنه منغمس في سلوكيات أبعد ما تكون عن الإنسانية غير آبه لكل القوانين والأعراف الدولية.