بقلم: مهران براهمة
المسجد الأقصى أساس القضية الفلسطينية والركيزة الأساسية لها لما لها شأن وقيمة دينية وعاصمة للدولة الفلسطينية، حيث يعتبر المسجد الأقصى المبارك محور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فهل هو صراع حقيقي متكافئ ؟! فكيف لشخص منبوذ ومحتقر في بلد ما أن يأتي إليها ويقتل ما يقتل وينكل بمن يريد ويرهب سكانها بسطوة السلاح من ثم يقول إن هذا المكان لي، هل هكذا يكون الصراع ؟!
وهل لأحد الحق في استخدام هذه العبارة؟ فالصراع دائماً ما يكون يكون بين الأخوة على الإرث أو على جزيرة تقع بين بلدين، وهنا يكمن حقيقة الأمر في (الاغتصاب)، نعم هذا ما يحدث اغتصاب المسجد الأقصى وانتهاك حرمته من قبل محتلين صهاينة اغتصبوا فلسطين التاريخية التي لم يصبح لها مكان على خارطة العالم سوى في قلوب الفلسطينيين والإشراف من العرب، وبالحديث عن العرب وتخاذله الذي شاهدناه خلال عدة سنوات والحرب الجارية على قطاع غزة، أليس المسجد الأقصى شأنهم ايضاً؟ فهذا تخاذل وخذلان وعدم الخروج بموقف على الجانب الرسمي والتماهي أمام الاحتلال بإلقاء اللوم على المقاومة عند بعض مرتبط بعمليات التطبيع وما تقوم به الدبلوماسية الإسرائيلية ببناء سكة وهمية لقطار السلام الإسرائيلي العربي الذي بدأ مع مصر منذ عام 1974 حتى الأردن في 1994 التي أبقت وصايتها على المسجد الأقصى حتى اليوم منذ النكبة 1948 الى ما بعد 2020 مع الإمارات والبحرين والسعودية، متغاضين عن السياسة الإسرائيلية الصهيونية في إنشاء دولة إسرائيل الكبرى او الدولة اليهودية وهي ما تقوم على المعتقدات الدينية اليهودية.
الفلسطينيون وحدهم استطاعوا حماية المسجد الأقصى فقد اقاموا الصلوات على مر السنوات بأعداد كبيرة وعمل حملات الزحف الى المسجد الأقصى وحملات صلاة الفجر واحيوا ليلة القدر بالآلاف ولا يمكن أن يترك الأقصى خالياً من المصلين، على مبدأ الثبات والتحدي أمام الاحتلال إنما ليست للصلاة والعبادة فحسب، وأيضاً التمسك بالحق ومنع كل عمليات التزييف ورفضاً للتهويد فقد تعرض المسجد الأقصى إلى العديد من عمليات التهويد ( بدأت الخطوة العملية لتنفيذ هذا المخطط بإعلان مصادرة 116 دونماً للمصلحة العامة من أحياء البلدة القديمة من القدس لإقامة الحي اليهودي الجديد) حسب مؤسسة الدراسات الفلسطينية ” تهويد القدس” حقائق وأرقام.
وهنا يبقى المسجد الأقصى هو محور الصراع مع الاحتلال وتأجيجيه لبدأ الملحمة في بناء الهيكل المزعوم الذي ليس له أي ذكر في القرآن الكريم وإنما أشير قصر النبي سليمان عليه السلام، حيث يعتقد الصهاينة أن خيمة الاجتماع التي يسمونها “قبة الزمان” كانت موجودة قبل عبادتهم العجل الذي هو متقدم على مجيئهم بيت المقدس، وأنها مسكن الرب، وقد كانت مع بني إسرائيل في التيه، يصلون إليها، وهي قبلتهم، وقد كانت مع بني إسرائيل في التيه، يصلون إليها، وهي قبلتهم، وأن يوشع بن نون لما دخل بيت المقدس نصب هذه القبة على صخرة بيت المقدس، فكانوا يصلون إليها، فلما بادت صلوا إلى ملحقها، وهي الصخرة. ويرون أن أرض المسجد الأقصى هي أرض الهيكل وأن مسجد الصخرة هو: مكان قدس الأقداس، داخل الهيكل (هيكل سليمان في عقيدة اليهود، ص334) .
وهنا يبقى المسجد الأقصى شأن العرب والمسلمين وليس الفلسطينيين فقط ولهذا ستبقى نيران حرب عقائدية مشتعلة، ولن تخمد حتى اليوم الموعود.