رام الله-المحرر-حنين بسام-في قلب المستحيل ينمو حلم صغير، يتحدى الواقع ويتجاوز الحدود، تلك ليست مجرد قصة، بل رحلة مليئة بالإصرار والتحديات، حيث يلتقي الشغف بالإمكانيات اللامحدودة. محمد دراج (47) عاماً مصور ومخترع فلسطيني، بدأ رحلته المهنية عام 2007 في ميدان التصوير. بعد تجربة مكلفة في استئجار رافعات الكاميرا، قرر الانتقال إلى مجال “الكرينات” التصوير، حيث استفاد من موهبته وخلفيته لتصميم رافعة مبتكرة بإمكانيات شاملة.
في عام 2012، نجح محمد في تحقيق رؤيته باستكمال رافعة كاملة التحكم بالكاميرا، تدور 360 درجة وتتحرك في ثلاثة اتجاهات. رغم التحديات، نجح في تجاوز عقبة المواد الخام بسبب القيود الإسرائيلية، حيث قام باستحضار الأجزاء الإلكترونية من الصين.
تحدث محمد عن تحدياته في الحصول على المواد الخام المحدودة مثل الألمنيوم، وكيف استخدم موهبته وشغفه بالإلكترونيات لتجاوز هذه الصعوبات. رغم عدم وجود مهندس متخصص، نجح في بناء جهازه بكل إبداع ، وأعرب عن طموحه في جعل منتجاته تصل إلى الأسواق العالمية ليُظهر للعالم الإبداع والجودة التي تتميز بها صناعة التصوير في فلسطين.
عادة ما تفتقد الأسواق الفلسطينية لكميات كافية ونوعيات محددة من الألمنيوم، ولكنه ابتكر حلاً بقطع مثلثة تحمل عبء الأحلام. كانت رافعته ترقص بخفة وسط أوزار التحدي وغياب الموارد.
كما أن قراره بالبحث عن المواد الإلكترونية والمعدنية خارج فلسطين يعكس التحديات التي يواجهها الأفراد في بيئات معقدة وأخيرًا، إشارته إلى أن الجودة التي قدمها في رافعته لا تجدها في السوق الصيني يعكس حماية للجودة والتميز.
وتكمن أهمية الرافعة أو الكرينة بأنها تلعب دورًا مهمًا في عالم التصوير لتحقيق حركات سلسة ورؤية زوايا متنوعة وتجنب الاهتزاز، كما أنها وسيلة فنية تسمح للمصور بتحقيق إبداع في تصوير المشاهد، سواء في الأفلام أو الإنتاجات التلفزيونية بشكل عام، كما أنها تسهم في تحسين جودة وإبداعية التصوير، وتعتبر أداة أساسية في صناعة السينما والتصوير المهني.
وهكذا، بعزم لا يعرف الحدود وعشق للتفوق، بنى محمد دراج قصة فريدة، حيث يحمل راية الإبداع بين يديه ويصنع لفلسطين لوحة رائعة تتحدث عن قوة العزيمة وإمكانية تحقيق المستحيل، فهو لم يعد يصنع هذه الآلة فقط كونه يحتاجها في عمله، بل أصبح يصنعها بكميات تجارية ويصدرها للخارج.
تتوقف عجلة الزمن لنتأمل سوياً رحلة محمد دراج، الذي رفع راية الإبداع بفخر وأصر على تحقيق حلمه رغم تحديات الطريق. لم يكن مجرد صانع رافعات، بل روائي لقصة نجاح يحملها الهواء، تسابقت فيها الطموحات مع أصوات التحدي وتحولت العقبات إلى دروس تعلمها.
وكما يكتب فصلاً جديداً في كتاب الإصرار والإبداع، يبقى اسمه محفوراً في قلوب الباحثين عن الإلهام. إن رحلته ليست مجرد قصة، بل مغامرة تدعونا لاستكشاف أعماق أحلامنا والتفاؤل بإمكانية تحقيق كل ما يبدو مستحيلاً.