الرئيسيةتقاريرالعدوان على غزة يشل القطاع السياحي في القدس المحتلة

العدوان على غزة يشل القطاع السياحي في القدس المحتلة

* (24) فندقاً فقط تقدم خدماتها في المدينة حالياً من أصل (40) فندقاً كانت في عام2000

*انخفض عدد الغرف الفندقية  من(4000) غرفة عام ١٩٦٧ إلى(1300) غرفة فقط

 

القدس المحتلة-المحرر-رامي الخطيب- محمد سلهب (63) عاماً صاحب محل بلاد الشام للفن الفلسطيني في حارة النصارى بالقدس المحتلة لا يذكر في حياته بأن المدينة المقدسة مرت بمثل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة  منذ احتلالها عام ١٩٦٧م،  فالعدوان الإسرائيلي على غزة أثر بشكل كبير على المدينة .

ويوضح سلهب أنه في الحروب السابقة كانت السياحة تتراجع بنسبة ٥٠٪ ، أما في هذه الحرب فقد توقفت بنسبة ١٠٠٪، مشيراً إلى أن أشهر تشرين الأول وتشرين الثاني وكانون الأول من كل عام  تعدّ ذروة السياحة في القدس.

 ويتابع” حتى في شهر كانون الثاني كانت الأسواق تعج بالزبائن من كل عام، أما الوضع حالياً كأنك (تصطاد سمكاّ في البحر الميت)”.

ولفت إلى أن (50) محل “سنتواري” يفتح أبوابه هذه الأيام من بين(400) محل،  منوهاً إلى أن من يفتح محله هم فقط كبار السن الذين لا يوجد لديهم شيء آخر ليفعلوه، إذ أن معظم أصحاب المحال من الشباب ذهبوا للعمل في أماكن أخرى للحصول على قوت يومهم، فتحولوا من تجار إلى عمال لدى الآخرين.

ويقول “أتمنى أن تتوقف الحرب على غزة، وأن يكون هناك حل سياسي للمصيبة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، وأن تعود الأمور إلى طبيعتها”.

بدوره، يقول رئيس التجمع السياحي المقدسي رائد سعادة، “منذ السابع من تشرين الأول تعرض القطاع السياحي في مدينة القدس لخسارة كبيرة، حيث يعتبر شهر تشرين الأول من المواسم الأساسية للسياحة في المدينة، لافتاً إلى أنه رغم أن الخسارة لا ترتقي إلى مستوى الخسائر البشرية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، لكنها تظل خسارة كبيرة وتؤثر على بقاء المؤسسات في القدس.

ويضيف  سعادة أن هناك العديد من الفنادق في مدينة القدس أغلقت بشكل مؤقت، آملاً ألا يستمر الإغلاق طويلاً كما حصل إبان جائحة كورونا.

وأشار إلى أنه من خلال قراءة  مخططات الاحتلال تجاه الوجود الفلسطيني في مدينة القدس فإنه يتبين بأن هناك مساع لتهميش الوجود العربي فيها أسوة بما حصل في مدينة يافا سابقاً التي كانت هويتها فلسطينية ليتم تهميشها وإلحاقها بتل أبيب، مبيناً أن هذا التهميش يأخذ عدة مستويات من بينها تخفيض وجود المؤسسات الفلسطينية وكذلك أسرلة المدينة، والمستوى الثالث هو التهجير، وهنا تكون خسارة للبيوت وتبديل للمصالح التجارية، وبالتالي تهجير السكان.

ويقول سعادة إن القدس تعتمد على السياحة بشكل أساسي، وخاصة على الحجاج المسلمين والمسيحيين، وإذا اختفت السياحة فهناك خطورة كبيرة على بقاء المؤسسات.

ويتابع “منذ عام ٢٠٠٠م هناك (24) فندقاً فقط ظلت تقدم خدماتها حتى هذه الفترة من أصل (40) فندقاً كانت في العام 2000، بينما قل عدد الغرف الفندقية  من(4000) غرفة عام ١٩٦٧ إلى(1300) غرفة فقط في الوقت الحالي. على الجانب الآخر ارتفعت عدد الغرف الفندقية لدى الجانب الاسرائيلي من(1000) غرفة عام ١٩٧٦م إلى (9000) غرفة حالياً، وهذه خسارة لمدينة القدس وقطاعها السياحي.

وأكد أن الوضع الحالي أثر على القطاع التجاري في مدينة القدس فهناك ٣٠٪ من المحال التجارية أغلقت بشكل تام بسبب استهدافها من قبل الاحتلال بشكل أساسي، كما أن النشاط الثقافي قل بنسبة ٦٠٪ ولا يوجد نشاط ثقافي ملحوظ كما كان في السابق.

ويقول منذ السابع من تشرين الأول منعت سلطات الاحتلال عمال الضفة الغربية من الدخول إلى مدينة القدس وهم يعملون في أعمال حساسة مثل الطباخين ومسؤولي السفرة والفراشين والصيانة، منوهاً إلى أن مرافق المدينة السياحية تعتمد عليهم ما ألحق  ضرراً كبيراً بعمل تلك المؤسسات السياحية.

ولفت إلى أن يوجد في مدينة القدس (400) محل سنتواري (سيفونير) تواجه ظروفاً صعبة جداً منذ السابع من تشرين الاول، وهناك(50) دليلاً سياحياً بلا عمل، والعديد من المطاعم أغلقت.

وتابع “بالنسبة للخسائر المالية يصعب حصرها حالياً ولكن حسب وزارة السياحة الفلسطينية فإن الأضرار التي لحقت بقطاع السياحية  وصلت إلى نحو(250) مليون دولار دون توضيح إن كان هذا الرقم يشكل القدس أم لا”.

أما خالد السلفيتي وهو صاحب متجر لبيع التحف في سوق خان الزيت بالبلدة القديمة في القدس المتلة يقول إنه منذ العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول أصبح القطاع السياحي مشلولاً بالكامل، لافتاً إلى أن ٩٩٪ من المحال التجارية في القدس أغلقت أو شبه مغلقة، أما السياحة فيها فهي مشلولة بالكامل.

وأضاف أن أي حدث أو حرب في الشرق الأوسط يؤثر بشكل مباشر على القطاع السياحي في القدس، وحتى لو استقرت الأمور يحتاج القطاع السياحي إلى أشهر طويلة ليعود كما كان.

ويتابع “نحن نعتمد في تجارتنا على السياحة الأوروبية والسياحة الفلسطينية القادمة من أوروبا والولايات المتحدة ودول الخليج التي تحدث حراكاً في الأسواق، وهذا أصبح معدوماً بسبب الأوضاع الحالية.

وتساءل “أملك هذا المحل وأعمل به منذ(50)عاماً فهل يعقل أن أترك محلي التجاري وأذهب للعمل في مكان آخر وأنا بهذه السن؟!، مشيراً إلى أن المقدسيين صامدون في أرضهم ولكنهم يحتاجون إلى دعم القطاعات المختلفة لمساعدتهم على البقاء.