بعضهم يشتكي من ضعف التحصيل الأكاديمي في ظل الانتقال نحو التعليم الإلكتروني
نابلس-المحرر-ذكرى بني عودة- حلا خويرة (17) عامأ طالبة ثانوية في مدرسة الحاجة رشدة المصري بمدينة نابلس تؤكد بأن الحرب على غزة تركت آثاراً سلبية على تحصيلها العلمي.
تقول خويرة إن الحرب أثرت بشكل كبير على حالتها النفسية وعلى زميلاتها، حيث كانوا يقدمن الامتحانات خلال فترة الحرب، ما أدى إلى شعورها بالرعب والقلق، وكانت تتوجه يوميًا من المدرسة مباشرة إلى مكان توفر الأخبار، ما جعلها تهمل في دراستها وتظل مشغولة طيلة اليوم بالأخبار السيئة الأمر الذي جعلها تعاني من حالات الاكتئاب.
وتشير خويرة إلى أنه على الرغم من عدم حضورها للأخبار مباشرة، إلا أن حالتها النفسية كانت مدمرة.
وتبين أن التحول نحو التعليم الإلكتروني زاد من أعبائهن، فرغم أن المعلمات ينظمن محاضرات عبر الإنترنت لكن هناك عزوف كبير من قبل الطالبات لحضور تلك المحاضرات.
تقول خويرة إن علاماتها كانت جيدة قبل الحرب، ولكن بعد تحول التعليم نحو التعليم الإلكتروني بعد اندلاعها بدأت الأمور تسوء. فقد وجدت نفسها تتراجع في الدروس وتفقد التركيز بسبب الانشغال بالأخبار الواردة من غزة.
وكانت تشاهد كيف ينشر طلاب التوجيهي تجاربهم وحياتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ما أثر سلباً على نفسيتها وزاد من شعورها بالضياع والاكتئاب.
وأضافت “بالنسبة لطلاب التوجيهي، كانوا يعانون من ضغط الدراسة، إذ أن المادة المطلوبة طويلة، وكان الجميع مضطربًا بسبب إشاعات تحدثت حول إمكانية إلغاء امتحان (التوجيهي) أو حصره على الضفة دون غزة”، وهذا زاد من الضغط والقلق لدى الطلبة”.
همام السمري (17) عاماً طالب في المرحلة الثانوية، يدرس في مدرسة مردة الثانوية، أكد أن الحرب أثرت على جدول الدراسة اليومي في المدارس.
ويوضح السمري أنه بعد أحداث السابع من تشرين الأول أصبح التعليم في المدارس أكثر صعوبة، ما أثر سلباً على مستوى التحصيل الدراسي، مشيراً إلى أن طلبة الثانوية العامة لم يحصلوا على حقوقهم التعليمية أسوة بسنوات سابقة.
وأكد المعلم معتز الواوي أن تأثير الحرب يظهر بشكل أساسي على جميع فئات الشعب، بما في ذلك الطلبة، وبالتحديد طلبة الثانوية العامة.
ويقول “في الظروف العادية، يعاني طلبة الثانوية العامة من توتر نفسي بسبب رهبة الامتحان، الذي يعد محط اهتمام مجتمعي ما يزيد من الأعباء على الطالب، وفي الظروف الاستثنائية كالحرب بالتأكيد يزداد الضغط أكثر بسبب المشاهد الصادمة نتيجة المجازر التي يرتكبها الاحتلال، ما يؤثر على تركيز الطلبة واهتمامهم بالدراسة”.
ويضيف الواوي “يُعد هذا مثالًا حقيقيًا على التحديات التي يواجهها طلبة الثانوية العامة، بغض النظر عن التكاليف المالية المرتبطة بالدروس الخصوصية، التي تزيد كلفة التعليم على الطلبة وأهاليهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة، وهذا ينعكس سلباً على أداء الطلبة وتحصيلهم الدراسي، إضافة إلى ما تشهده مدن الضفة وبلداتها ومخيماتها من حملات مداهمات احتلالية واجتياحات مستمرة وارتقاء شهداء وما يرافق ذلك من اضرابات بين الفينة والأخرى، وهذا كله يؤثر على الاستقرار الأكاديمي ويشتت من تركيز الطلبة”.
ويشير الواوي إلى أن التعليم الإلكتروني لا يحقق الغرض المطلوب إلا بنسبة ضئيلة جدًا، ويعتقد أنه لا يتجاوز 30% من الفائدة المتوقعة.
ويذكر أن التعليم الإلكتروني لا يلبي الاحتياجات المطلوبة لعدة أسباب أهمها الازدحام الكبير في الحصص الافتراضية، ما يحرم الطلبة من فرصة طرح الأسئلة أو الاستفسارات، ويقلل من تفاعل المعلم مع جميع الطلبة، ما يؤدي إلى عدم تحقيق المساواة بينهم.
يقول الواوي إن جودة الانترنت في فلسطين غير ملائمة، منوهاً إلى أن بعض المعلمين لا يستخدمون الأدوات المناسبة بسبب ضيق الوقت وقلة الموارد.
ويضيف أن بعض المواد الدراسية مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء واللغتين العربية والإنجليزية تحتاج إلى تدريس مكثف، وبالتالي لا تكفي المحاضرات الإلكترونية لتحقيق الأهداف التعليمية المرجوة.