الرئيسيةتقاريرصفقة مرتقبة أم اجتياح لرفح؟

صفقة مرتقبة أم اجتياح لرفح؟

نابلس-المحرر- أديب جرار- قبل أيام قليلة كان الوسطاء يتحدثون عن قرب التوصل إلى صفقة تبادل أسرى وإجراءات للتهدئة بين الاحتلال الاسرائيلي وفصائل المقاومة في قطاع غزة، لكن بعد مرور(128)  يوماً على بدء العدوان الاسرائيلي وما تخلله من مئات المجازر التي أدت إلى قرابة(29) ألف شهيد وعشرات آلاف الجرحى والمفقودين، عادت مخاوف التهجير تلوح مجدداً بعد تهديدات اسرائيلية  بتنفيذ اجتياح لمدينة رفح التي تضم حالياً قرابة 1.3 مليون نازح أي نحو 50% من سكان قطاع غزة، ما ينذر بمجازر غير مسبوقة قد تدفع المواطنين نحو النزوح باتجاه الأراضي المصرية.

وكانت حركة حماس ردت على إطار اتفاق للتوصل إلى هدنة تامة ومستدامة على(3) مراحل برعاية أمريكية ومصرية وقطرية  تستمر كل مرحلة(45)  يوماً، وتشمل: التوافق على تبادل الأسرى وجثامين الموتى، وإنهاء الحصار، وإعادة الإعمار. لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي رفض مطالب حماس للهدنة ووقف الحرب، وواصل جيش الاحتلال  جرائمه ضد سكان غزة مع استمرار الحصار.

فقد أعلنت وسائل إعلام عبرية أن تل أبيب نقلت رداً سلبياً إلى مصر وقطر والولايات المتحدة حول  جواب حماس على وثيقة باريس الذي اعتبره الوسطاء بما فيهم الأمريكي إيجابياً.

وأربك رد حماس مختلف المؤسسات الإسرائيلية الأمنية والعسكرية والساحة السياسية ممثلة بالائتلاف الحاكم، لكن نتنياهو يعتبر أي اتفاق تفرضه حماس هزيمة مدوية له، فيما تشير مصادر اسرائيلية إلى أنه يبحث عن “نصر زائف”، ويركض وراء “سراب” لن يستطيع الوصول إليه.

وكانت الولايات المتحدة تحدثت قبل عدة أيام عن احراز تقدم قد يفضي الى اتفاق تبادل بين حركة حماس وإسرائيل ووقف اطلاق النار في غزة وعلى الرغم من أن التفاؤل الموجود إلا أن الطريق لتحقيق ذلك لا يزال طويلاً ومن المتوقع أن تكون المفاوضات صعبة حسبما ذكرت صحيفة “يديعوت احرونوت”.

وعاد مسؤول امريكي ليكشف يوم الجمعة الماضي أن الحكومة الإسرائيلية أبلغت البيت الأبيض باقتراب شن الجيش عملية عسكرية كبيرة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ملمحاً إلى وجود ضغوط على مصر لفتح الحدود أمام الفلسطينيين.

وصرح الرئيس الأمريكي جو بايدن لعدم دعمه مثل هذه العملية بل إنه يميل إلى تسريع الحرب في غزة وتقريب انهائها قبل انتخابات الرئاسة الامريكية المقررة في تشرين الثاني المقبل.

وفي وقت سابق من الجمعة طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الجيش وضع خطة لاجلاء المدنيين من رفح حيث يتكدس فيها نصف سكان غزة.

يبين د. أحمد رفيق المختص بالشأن الإسرائيلي أن لا شي يمنع الاحتلال من اجتياح رفح، فقد قام بجرائم سابقة في مختلف أرجاء قطاع غزة، مشيراً إلى أنه في حال تم تنفيذ  اجتياح رفح فإنها ستكون الخطوة الأخيرة قبل الدفع بالنازحين إلى سيناء وهو مخطط اسرائيلي أعلن في بداية الحرب.

وأفادت مصادر في إسرائيل للقناة 12 العبرية أن لدى الجيش الإسرائيلي خطة لمهاجمة رفح، زاعمة أن الخطة المنسقة مع المصريين تتضمن أيضاً إخلاء المدنيين من المدينة.

 وينتظر جيش الاحتلال منذ حوالي أسبوعين الضوء الأخضر من المستوى السياسي للهجوم. في الوقت نفسه، هناك تقارير عن قلق مصري من توسيع العملية إلى رفح، وكجزء من الاستعدادات، قامت مصر بتركيب تدابير مختلفة على السياج.

وبحسب تقرير أمريكي، فإن مصر تهدد بتعليق اتفاق السلام مع إسرائيل إذا تدفقت أعداد كبيرة من اللاجئين إلى مصر بعد الهجوم الإسرائيلي.

من جهتها ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية عن مصادر اسرائيلية  قولها بأنه لا يوجد موعد محدد لعملية رفح، والحديث عنها قد يضغط على حماس للتوصل إلى صفقة.

وذكرت الصحيفة أنه لم تتوصل إسرائيل حتى الآن مع مصر إلى تفاصيل التعامل مع الأنفاق التي تعبر أراضيها إلى قطاع غزة، مشيرة إلى أن المفاوضات بشأن صفقة الرهائن مستمرة خلف الكواليس وإسرائيل تطالب حماس بالمضي قدماً على أساس تفاهمات باريس.