نابلس-المحرر-أحلام حمدان- اعتاد هذا الرجل الستيني أن يخرج من بيته مرتدياً قمبازه غير آبه بتغير الزمن، متوجهاً إلى جبل صبيح في بلدة بيتا بمحافظة نابلس للمشاركة في الفعاليات الشعبية المنددة بإجراءات الاحتلال الرامية لمصادرة أراضي المواطنين لغرض الاستيطان.
إنه الستيني عبد الله محمد أحمد (أبومحمد) ابن بلدة عصيرة القبلية بمحافظة نابلس والملقب بـ”العبد رشيقة ” الذي اعتاد ارتداء الزي الفلسطيني التقليدي في المناسبات كافة، حتى في الفعاليات الشعبية المنددة بالاحتلال وإجراءاته رافعاً العلم الفلسطيني عالياً دون أن يعير انتباهاً لمن سرقوا الأرض عنوة وساقوا رواية مزيفة، وأرادوا فرضها بمنطق القوة لا بمنطق الحق.
يقول ذو الشارب الكثيف وقد اتكأ على عصاه ثم أخذ نفساً عميقا “تواجدي هنا في وجه الاحتلال مرتدياً زيي التقليدي دليل على تاريخنا وجذورنا في أرضنا وترسيخ لحالة الصمود الوطني في وجه آلة البطش”.
يرى العبد رشيقة نفسه شوكة في عين الاحتلال الذي يظن أنه يمكن أن ينسينا جذورنا وحقنا بأرض فلسطين، لهذا لا ينفك يؤمن أن نور الحق سيسطع يوماً ما.
يعرفه أهل بلدته بمقولته الشهيرة “أبو رشيقة بولع الحريقة بعد دقيقة”، فهو مولع حتماً بحب فلسطين، ويمثل شعبها بحضوره في المناسبات والأعراس، ليجذب انتباه الحضور ويذكرهم بتراثهم وضرورة الحفاظ على الزي التقليدي الذي يدل على أصالة هذا الشعب.
يشعر (العبد رشقة) براحة تامة نتيجة ارتدائه الزي التقلدي فهو فضفاض ومريح للجسم، وينصح الجيل الجديد بالحفاظ على زي الأجداد وارتدائه، كونه جزءاً من الصراع مع الاحتلال فمعركة التراث جزء من الحفاظ على الرواية الوطنية وأحقيتها.
في أزقة البلدة القديمة في نابلس ثمة أزياء تقليدية تباع في بعض المحال، لتؤكد أن التراث الفلسطيني راسخ في ذاكرتنا وينقل من جيل إلى جيل، ومازال يجد الاهتمام من محبيه.
يقول أصحاب هذه المحال إن محالهم تعدّ قبلة للزوار وخاصة المغتربين، حيث تكون وجهتهم الأولى لينقلوا معهم بعضاً من تراثنا.
وفي الوقت الذي يسعى الاحتلال إلى سرقة التراث الفلسطيني إلى جانب سرقته للأرض، مازال (العبد رشيقة) يواصل حياته مرتدياً زيه التقليدي معتقداً أنه القمباز صاحب حق سينتصر حتماً على مخرز الظالم.