الرئيسيةرئيسيعاصف الرفاعي...شهيد الإهمال الطبي في سجون الاحتلال

عاصف الرفاعي…شهيد الإهمال الطبي في سجون الاحتلال

رام الله-المحرر- مجدولين  مروح- أصبحت الشهادة في سبيل الوطن مصير شباب فلسطين كبيراً وصغيراً. شاب في الثانية والعشرين من عمره مصاب بالسرطان يركض من عملية جراحية لعملية أخرى ومن جلسة كيماوي لأخرى في رحلة علاج طويلة، ورغم ذلك لم يمحله الاحتلال فرصة أن ينال العلاج اللازم، فلقي مصيره شهيداً نتيجة الإهمال.

عاصف الرفاعي شهيد معتقل في سجون الاحتلال، وهو من سكان قرية كفر عين شمال غرب رام الله.

الأسير الرفاعي فارق الحياة بعد نقله من عيادة سجن الرمله إلى مستشفى اساف هروفيه، وباستشهاده يزيد عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ السابع من أكتوبر نحو 11 شهيداً.

وقال نادي الأسير إلى أن الرفاعي تعرض للاصابة برصاص الاحتلال الاسرائيلي قبل اعتقاله، ومنعه من الحصول على تصريح لتلقي العلاج في القدس، واستمر الاحتلال في جريمته بالقاء القبض عليه، وارتكاب جريمة طبية بحقه بالمماطلة في نقله إلى المستشفى، وعمل فحوص ضروريه له، وتزويده بالعلاج، ما أدى إلى التسارع في انتشار المرض في أجزاء عدة من جسده، وذلك بناء على التقارير الطبية التي أجريت له، إلى أن وصل الى حالة صحية خطيرة جعلته يفارق الحياة.

آخر زيارة له من عائلته لرؤيته كانت في شهر أيلول من العام الماضي، أي قبل الحرب بفترة، وآخر اتصال عبر الهاتف العمومي مع عائلته كان في سجن (الرملة) قبل الحرب بثلاثه أيام، فقد منع الاحتلال العائلات من زيارة الأسرى بعد السابع من أكتوبر، ولم يكتف بذلك، بل شمل القرار أيضاً المعتقلين المرضى.

ونعت القوى الوطنية والاسلامية في محافظة رام الله والبيرة الشهيد الرفاعي، وألقت المسؤولية كاملة على سلطات الاحتلال، لعدم تقديم العلاج الطبي المناسب له، ويعد ذلك من ضمن سياسة الإهمال المتعمد التي يرتكبها بحق المعتقلين.

كان الاحتلال يريد عاصف ميتاً، وليس حياً، حيث تم اعتقاله من منزل ذويه بعد شهر من مطاردة جيش الاحتلال له، وجرب الاعتقال أربع مرات سابقة، ففي المرة الأولى كان لم يكمل أربعة عشر عاماً من عمره، وكانت مدة قصيرة، وفي اعتقاله الأخير قضى عشرة أشهر، وقد أصيب بالرصاص ثلاث مرات، وعندما تم الافراج عنه عام 2021، نقل إلى مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله لتلقي العلاج عندما شعر بآلام حادة ببطنه، وبعد اجراء الفحوصات اللازمة له تبين أنه مصاب بسرطان القولون، وعليه أن يبدأ بالعلاج الكيماوي على الفور في مستشفى المطلع بالقدس، لكنه عانى كثيراً أثناء رحلة علاجه لعدم منح تصريح يسمح له بدخول مدينة القدس، وعندما منحه الاحتلال تصريحاً للعلاج كان بشروط مقيدة تلزمه بأن يذهب وحده للعلاج دون أن يرافقه أحد، على الرغم من أن وضعه الصحي سيء جداً ولا يسمح له بالذهاب دون مرافق.

وتعد حالة عاصف الرفاعي من أخطر الحالات في سجون الاحتلال، حسب نادي الأسير، من بين أكثر من 600 معتقل مريض، من بينهم 200 أسير يعانون من أمراض مزمنة، منهم 24 أسيراً يعانون من السرطان بدرجات متفاوته.

الأسير الرفاعي حرمه الاحتلال من متابعة  تعليمه بسبب الإصابات والاعتقالات المتكررة التي تعرض لها. فعندما بلغ الـ15 من عمره أصيب برصاص قوات الاحتلال في أطرافه السفلية، وبعد عام فقط من هذه الحادثة، اعتقل للمرة الأولى.

توفي الرفاعي يوم الخميس 29 فبراير/شباط 2024 متأثراً بالسرطان، بعد نقله من عيادة سجن الرملة إلى مستشفى أساف عن عمر(22 عامًا) ليترك خلفه سيرة شاب فلسطيني آمن أن الحرية لن تتحق إلا بالتضحيات.