الرئيسيةتقاريرالعملية التعليمية في فلسطين تحت ضغط أزمة صرف الرواتب والعدوان

العملية التعليمية في فلسطين تحت ضغط أزمة صرف الرواتب والعدوان

رام الله-المحرر-صبحة عسكر-مع دخول السلطة الوطنية في أزمة مالية خانقة تفاقمت بعد أحداث 7 أكتوبر بسبب اقتطاع الاحتلال لمزيد من أموال المقاصة، باتت المسيرة التعليمية تواجه تحديات حقيقية في ظل عدم تمكن السلطة من صرف رواتب كاملة، ما أدى إلى عدم توجه المعلمين إلى مدارسهم بشكل منتظم والاعتماد على التعليم الإلكتروني.

وعلى الرغم من أن هذا النوع من التعليم يعتبر حلاً مؤقتاً في ظل هذه الأزمة، إلا أنه يواجه تحديات عديد منها نقص الوصول إلى الإنترنت والأجهزة الذكية في بعض المناطق ما يعيق عملية التعلم عن بعد، فقد وجد بعض الطلبة صعوبة في الانخراط الكامل في عملية التعلم عبر الإنترنت نتيجة لظروفهم المعيشية أو الثقافية

‏تقول منال حجازي مديرة مدرسة شهداء حزما الثانوية للبنات  في محافظة ضواحي القدس إن الطلبة غير قادرين على التواصل مع المعلمين عن بُعد بشكل جيد، مشيرة إلى أن بعض المواد التعليمية لا يمكن شرحها للطلبة من من خلال شاشة إلكترونية ما جعل الطلبة غير مهتمين بالحضور والاستماع إلى المعلمين.

وأضافت “التعليم الإلكتروني لا يتناسب مع جميع المراحل، فتأثيره على المراحل الأساسية يأتي من منطلق أن المعلم لا يستطيع لفت انتباه الطفل وجذب انتباهه، فهم بحاجة لمشاهدة المعلم حتى يستطيع مراقبتهم ويرى ردة فعلهم  بشكل وجاهي، كما أن ضبطهم وجلسوهم لساعات أمام الشاشات صعب جداً ويحتاج إلى مجهود مضاعف من قبل الأهالي”.

‏أما  فيما يتعلق بالمرحلة الثانوية فترى حجازي بأن  الأمر مختلف لأن الطالب في هذه المرحلة يعتمد على نفسه أكثر، ويمكنه المتابعة مع المعلم سواء إلكترونياً أو وجاهياً، مشيرة إلى أن الطلبة في هذه المرحلة يتحملون مسؤولية أكبر مما يخفف العبء على الأهالي.

 ومع ذلك تؤكد حجازي وجود تأثيرات سلبية للتعليم الإلكتروني حتى لدى طلبة المرحلة الثانوية كون أن المواد تراكمية وتعتمد على المتابعة الحثيثة، فأي تقصير في نقاط معينة من شأنه أن يصعب الامر على الطلبة.

بدوره، أوضح المشرف التربوي  لؤي صبيح أن خطورة هذه المرحلة من المسيرة التعليمية  أنها جاءت بعد عدد من السنين العجاف الذي أصاب التعليم بسبب تداعيات جائحة كورونا.

ولا يتوقع صبيح وجود أفق قريب لمعالجة التحديات القائمة بسبب استمرار الازمة المالية في ظل تعنت الحكومة الاسرائيلية وعمليات القرصنة التي تقوم بها لأموال المقاصة، لكنه دعا إلى ضرورة تضافر الجهود بين الحكومة والبلديات والمجالس المحلية لدعم المعلمين ومواجهة التحديات القائمة وغلى ضرورة التعاون مع أولياء الأمور لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من التعليم الإلكتروني  وضمان استمرارية جودة التعليم.

 يذكر أن عدد المعلمين في المدارس في فلسطين للعام الدراسي 2022/2023 بلغ حوالي 62 ألف معلماً ومعلمة، منهم 43 ألف معلم ومعلمة في المدارس الحكومية و10.5 ألف معلم ومعلمة في مدارس وكالة الغوث و8.5 ألف معلم ومعلمة في المدارس الخاصة.

كما بلغ عدد الطلبة في مدارس فلسطين لنفس العام الدراسي حوالي 1.38 مليون طالباً وطالبة، موزعين حسب جهات الإشراف كالآتي: 899 ألف طالباً وطالبة في المدارس الحكومية و339 ألف طالباً وطالبة في مدارس وكالة الغوث و144 ألف طالباً وطالبة في المدارس الخاصة.

في حين بلغ عدد الطلبة في مدارس قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان واسع منذ ستة أشهر وحرم الطلبة من التعليم حوالي 608 آلاف طالب وطالبة، موزعون حسب جهات الإشراف كالآتي: 294 ألف طالب وطالبة في المدارس الحكومية و293 ألف طالباً وطالبة في مدارس وكالة الغوث و21 ألف طالباً وطالبة في المدارس الخاصة.