الرئيسيةرئيسيمطحنة بريك... "الأصالة" تفوح في قلب البلدة القديمة بنابلس

مطحنة بريك… “الأصالة” تفوح في قلب البلدة القديمة بنابلس

نابلس-المحرر-ساجدة أبوعصيدة- حينما تدخل إلى البلدة القديمة في مدينة نابلس تبدأ بشم الروائح التي تدخلك في عالم مفعم بـ”الأصالة”،  وكلمة “أقدم” الأكثر تداولاً عند أصحاب هذه المحال لافتخارهم بمهنة الأجداد وللمحافظة عليها.

وفي احدى زوايا حارة الياسمينة، تفوح رائحة البهارات العتيقه، والقهوة العربية الأصيلة من مطحنة بريك.

يتحدث الحاج باسل عبد الفتاح بريك وهو صاحب المطحنة عن مهنة أصبحت تختفي من المنطقة ألا وهي مهنة العطارة، مشيراً إلى أن المطحنة هي لأقدم  مطحنة لطحن البهارات والعطارة في دمشق الصغرى التي ورثها عن والده، وحافظ على إرثها الممتد من عام 1936  حيث كان لها عدة محطات أقدمها المحل الموجود في البلدة القديمة قرب جامع الحنبلي، وانتقل إلى المكان الجديد في عام 1990 والذي كان يعتبر مصنعاً للصابون حيث يبلغ عمره أربعة قرون أي  منذ عهد العثمانيين.

وحول هذه المهنة يقول الحاج  بريك “هذه المهنة تراثية وقديمة، وتحتاج إلى مكان قديم يُضفي طابعاً جمالياً لها، لهذا انتقلنا من القديم إلى الأقدم، حيث رممنا المكان ليكون مناسباً أكثر لمهنة البهارات والأعشاب والعطارة، وركزنا على فصل كل زاوية منفصلة عن الأخرى من حيث الأعشاب والبهارات والعطارة”.

 

ويشير الحاج بريك إلى أن المكان الذي تتواجد فيه المطحنة ألا وهو  حارة الياسمينة تًعدّ الأقدم في نابلس، لافتاً إلى إضفاء الطابع التراثي الفلسطيني لجلب نظر الوفود السياحية، حيث عمل على تخصيص زوايا متعددة منها: زاوية الصابون القديم وكذلك زاوية لصابون الأعشاب المتنوع، بالإضافة إلى زوايا البهارات والقهوة العربية الأصيلة.

ونوه بريك إلى أنه حافظ  على المكان كمصنع للصابون  وأبقى اسم “صبانة” عليه  هو الاسم الثابت والمعروف.

وحول إقبال المواطنين على شراء هذه المنتجات، أكد بريك  أن الإقبال ممتاز، بل إنه تفاجأ من إقبال الوفود السياحية والأجنبية على منتجات الأعشاب الطبيعية والعلاجية من التوابل والبهارات والصابون.

ويوضح الحاج أن الآلات الحديثة المستخدمة في عمله ساعدت على تعزيز  القدرة الإنتاجية، لكن الآلات القديمة تتمتع بقدرة تحمل كبيرة، منوهاً إلى أنه  يستخدم الآلات الحديثة والقديمة على حد سواء بهدف الحفاظ على “أصالة المهنة” وفي الوقت ذاته زيادة الإنتاج.

وفي داخل المطحنة ثمة متحف يضم المقتنيات القديمة،  يمارس فيه الحج بريك في تجميع كل ما هو قديم. ويقول” فكرة المتحف نابعة من حبي لهذه الهواية، لذا خصصت هذه الزاوية لتنميتها،  وقد تأثرت بالمسلسلات الشامية ولفت نظري الأدوات التراثية القديمة، لذا دفعني شغفي إلى جمعها”.

وتضم هذه الزاوية مقتنيات قديمة من داخل فلسطين والأردن و”الشام، لافتاً إلى أنه لقي دعماً  من الكثيرين الذين أهدوه مقتنياتهم لعرضها في المتحف.