الخليل-المحرر -عبد الرحمن نوفل-في بلدة إذنا غرب الخليل والتي يقطنها قرابة (30) ألف نسمة تتجسد مظاهر التكافل الاجتماعي في شهر رمضان المبارك، لكن هذا العام الذي يبدو ثقيلاً على البلدة وعلى عموم فلسطين في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة وما تسبب به من إفقار للفلسطينيين، آثر أهل الخير في البلدة إقامة تكية “النبي صالح” بهدف توفير الطعام للعائلات المحتاجة.
https://www.facebook.com/watch/?mibextid=oFDknk&v=825929166037816
يقول صاحب تكية النبي صالح في إذنا حسن سليمية “عندما بدأت فكرة تكية النبي صالح جاءت من رحم معاناة المواطنين الاقتصادية التي يعيشها شعبنا في ظل ظروف الاحتلال والعدوان الذي يشنه على أهلنا في قطاع غزة والضفة والذي نجم عنه آثار اقتصادية صعبة”.
وحول تقبل المجتمع المحلي لفكرة التكية يشير سليمية إلى أن هذه الفكرة حساسة جداً وأن كسر الحاجز لدى المواطنين كان أمراً صعباً في البداية، لذلك في اليوم الأول لتنفيذ الفكرة تم طبخ مقدار طنجرة واحدة فقط لأن كان لديهم تخوفات من عدم تقبل الفكرة، ولكن في غضون ساعة واحدة فقط تناول مواطنون هذا المقدار من الطعام.
ويضيف”أحرجنا مع الحضور الذين قدموا في اليوم الأول بسبب قلة الطعام، لذلك أخذنا قراراً بمضاعفة الكمية ثلاثة أضعاف وتم تكرار التجربة في يوم آخر ولاقت رواجا كبيرا”، منوهاً إلى أن البداية كانت صعبة وتم تجاوزها.
وحول تمويل هذا المشروع يبين سليمية أن القائمين على الفكرة اعتمدوا على منظومتين للتمويل الأولى تمثلت بفتح باب الصدقة عن الأموات وفتح المجال أمام الراغبين بتوفير الطعام منهم والثانية أن يقدموا تكلفة الطبخة ونقوم نحن بالطبخ وتوزيع الطعام على الناس”، مشيراً إلى أن التمويل ارتكز بالأساس على أصحاب الخير والأيادي البيضاء في البلدة.
ونوه سليمية إلى أن الفكرة حققت نجاحاً باهراً إلى درجة أن القائمين على الفكرة نجحوا في توفير المطلوب من الاحتياج حتى23 من شهر رمضان المبارك، قائلاً إنه تمت مخاطبة بعض الأشخاص المقتدرين لتوفير بناء دائم للتكية بحيث تصبح مشروعاً على مدار العام. ويضيف”بعد انتهاء شهر رمضان المبارك لدينا نية باستدامة فكرة التكية كي تقدم خدماتها كل يوم اثنين وخميس على مدار العام”.
ويقول المواطن (أ.ط) الذي أقبل على تكية النبي صالح إن الفكرة جاءت في الوقت المناسب في ظل الظروف الصعبة والراهنة التي تعاني منها البلاد، مشيراً إلى أن الظروف الحالية جعلت الكثير من العائلات الفلسطينية تعيش حالة فقر بسبب توقف أرباب العمل عن أعمالهم.
ويضيف” مصادر الدخل لدى الكثير من العائلات توقفت مع أحداث 7 أكتوبر وأصبحت تعاني من توفير قوت يومها خاصة أننا في شهر رمضان المبارك حيث زادت المصاريف لدى هذه العائلات، وأتت هذه التكية لجزء من احتياجات هذه الأسر”.، مشيراً إلى أن فكرة التكية تركت آثارا طيبة لدى العائلات المحتاجة.