الرئيسيةتقاريرالأتمتة تفرض تحولات وتحديات جديدة في عالم الأعمال

الأتمتة تفرض تحولات وتحديات جديدة في عالم الأعمال

*الأتمتة الصناعية تهدد قطاع العمال وخبراء يطمئنون: لن تحل مكان العنصر البشري بصورة كاملة

*دراسة: 85 ألف وظيفة على مستوى العالم ستختفي بحلول 2025  لكن التحولات ستخلق 97 مليون وظيفة جديدة

رام الله – المحرر-شذى سبع العيش- يشهد سوق العمل في الآونة الأخيرة تحولات جذرية ومتسارعة مع تطور التكنولوجيا وتقدم الأتمتة، والتي تعرف بأنها عمليات استخدام الروبوتات والبرامج الحاسوبية لتنفيذ المهام التي كانت من اختصاص البشر في الماضي.

  وبالرغم من الجوانب الايجابية العديدة التي برزت مع ظهور الأتمتة إلا أنها باتت تُثير قلقًا بشأن مستقبل الوظائف والعمل، ما يُنذر بأن “الروبوتات” والبرامج الحاسوبية قد تحل مكان العمال في الكثير من المهام التقليدية.

يقول الخبير الاقتصادي مهدي الرفاعي لـ”المحرر”:  للتخفيف من تأثير الأتمتة على الوظائف، يتسنى على أرباب العمل تقديم برامج تدريبية تساعد موظفيهم على اكتساب مهارات جديدة تُمكنهم من منافسة تلك الآلات الحديثة.

ويضيف أن ذلك يعزز ويشجع العمال والموظفين على التعلم المستمر، الذي يساهم في تعزيز ثقافة التعلم والتطوير المتواصل، والذي يمكنهم من مواكبة أحدث التقنيات واكتساب مهارات معرفية عالية المستوى.

وبين الرفاعي أن الذكاء الاصطناعي الأخلاقي منح القدرة لأصحاب العمل للتأكد من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يستخدمونها مصممة ومنفذة بطريقة أخلاقية، مع الأخذ بالاعتبار التأثير المحتمل على الوظائف والعمال، ويشمل ذلك التأكد من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي شفافة وخاضعة للمساءلة والعدالة.

وأكد أن تشجيع الابتكار يمكن أصحاب العمل من تعزيز ثقافة الابتكار والتجريب، من خلال تشجيع الموظفين على التوصل إلى أفكار وحلول جديدة يمكن أن تساعد في التخفيف من تأثير الأتمتة.

ويشير الرفاعي إلى أن الأتمتة في الأعمال تعني استخدام برامج الحاسوب لأداء المهام المتكررة بدلاً من العامل، ما يسمح للموظفين بالتركيز على المهام ذات الأهمية الأكبر التي تطلب الإبداع.

وتابع”هناك أنواع مختلفة من الأتمتة من بينها، “أتمتة العمليات الروبوتية (RPA)، وأتمتة الذكاء الاصطناعي (AI)”، مشيراً إلى أن استخدام تقنية RPA)) تتضمن استخدام الروبوتات البرمجية التي تحاكي الإجراءات البشرية.

ووضح أن أتمتة الذكاء الاصطناعي تعمل بواسطة خوارزميات التعلم الآلي الذي يمكن الآلات من التعلم وتحسين مخرجات عملها مع مرور الوقت، ما يمكن الشركات من العمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ويسهم في تحسين خدمة العملاء وأوقات الاستجابة، و اتخاذ القرارات التي تعتمد على البيانات من خلال توفير رؤى وتحليلات في الوقت الفعلي.

ويعتقد مهندس الحاسوب منار دروزة أن الأتمتة لا تهدد في الواقع مجال العمل الحر، بل أنها قد تسهم في تحسين كفاءة العمل وتوفير الوقت والجهد، ما يؤدي لتقديم خدمات أفضل وأكثر تنافسية.

وبين أن هناك بعض التغييرات في سوق العمل التي ساهمت نوعاً ما في طرح فرص جديدة، وحفزت الكثيرين على الابتكار، الذي يعزز خلقَ مجالاتٍ جديدة، ويساهم في تحسين واقع العمل الحر.

وأشار إلى أن مهارات فهم التكنولوجيا المستخدمة في الأتمتة واستخدام الأدوات والبرامج المتعلقة بها أمر ضروري للعاملين، ليتمكنوا من تعلم كيفية تحليل البيانات واستخدامها لتحسين الأداء واتخاذ القرارات الذكية.

ولفت إلى أن استغلال مهارات الاتصال الفعال عبر الإنترنت ذات أهمية كبيرة، فالتطوير المستمر للمهارات سيساعد العمال على الاستفادة من الفرص الجديدة التي توفرها الأتمتة.

وكانت دراسة نشرت مؤخراً أشارت إلى أن الأتمتة ستشغل  أكثر من 11 مليون وظيفة في الولايات المتحدة الأميركية وحدها في العقد المقبل، وذلك حسب تقرير أصدرته شركة “فورستر” (Forrester).

وفي الوقت ذاته أشار التقرير إلى أن الأتمتة ستخلق 9.63 ملايين وظيفة جديدة، وعلى هذا الأساس فستكون الخسارة الصافية للوظائف 1.42 مليون وظيفة.

وحسب تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي نشر حديثاً، سيرتفع معدل الاعتماد على الآلات في جميع أنواع الوظائف إلى 52% بحلول عام 2025، وستقضي الأتمتة والروبوتات والذكاء الاصطناعي على 85 مليون وظيفة على مستوى العالم في الفترة نفسها.

ولكن المثير للتفاؤل هو أن الأتمتة ستخلق أيضا 97 مليون وظيفة جديدة في المستقبل، وهذا شيء يدعو للأمل.