الرئيسيةتقاريرسهل صانور ..حينما تبتسم الطبيعة للعابرين وتدير ظهرها للمزارعين!

سهل صانور ..حينما تبتسم الطبيعة للعابرين وتدير ظهرها للمزارعين!

جنين -المحرر- لطفية ابو الرب– سهل صانور الذي يقع في شمال الضفة الغربية، وتحديداً إلى الجنوب من مدينة جنين، يعد ثالث أكبر مرج زراعي في فلسطين، إذ تبلغ مساحته ما بين 14 إلى 18 ألف دونم، يتحول المكان في الشتاء إلى بحيرة، وخاصة في الموسم الذي يشهد هطولاً غزيراً للأمطار، إذ يتحول إلى مكان تتجمع فيه المياه المتدفقة من الجبال، فتأبى الطبيعة أن تبتلعها، لتصبح بحيرة تشكل لوحة جمالية خلابة، تسر الناظرين والعابرين، لكنها تدير ظهرها للمزارعين الذين لا يستطيعون الاستثمار زراعياً في هذه الأرض ذات الخصوبة العالية.

مئات المواطنين باتوا يترقبون تشكل ذلك التجمع المائي أو كما يقال بحيرة صانور للقدوم من العديد من المحافظات، للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والتقاط الصور التذكارية والتفسح في ظل الأزمة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني من حرمان من الوصول إلى البحر الذي يسيطر عليه الاحتلال ولا يبعد عن مدينة جنين إلا بضعة كيلومترات.وتحول المرج لواجهة سياحية، وقد انتشرت فيه العديد من عربات الباعة المتجولين .

يعود سبب التجمع المائي إلى أن سهل صانور محاط بالجبال على أرض منخفضة، تتكون من تربة كارستية لا تستوعب كميات كبيرة من الماء .

في الوقت الذي يستمتع فيه المئات  بمشهد البحيرة وجمالها، وكونها المتنفس الوحيد للكثير من  المواطنين، إلا أن هناك جوانب سلبية تشكل مصدر قلق وازعاج للعديد من المزارعين المحليين في المنطقة، حيث انهم لا يستفيدون من السهل خلال موسمي الصيف والشتاء رغم أن أرض المرج من أخصب الأراضي السهلية.

يقول المزراع مصطفى عيسة الذي يمتلك العديد من الأراضي في مرج صانور ، إن الموسم الزراعي قد دمر بالكامل هذا العام بعد غرق المحصول واتلافه، مشيراً إلى أن المرج لم يعد منذ نحو (15)عاماً متاحاً للزراعة، فقد كان قديماً يشكل قيمة اقتصادية عالية، ويعمل على أحياء المنطقة اقتصادياً لكن مشكلة تجمع المياه أصبحت معناناة له وللعديد من المزارعين في المنطقة.

ويضيف” كان السهل يزرع بالخضروات والبقوليات والحبوب وغيرها، ولكن أصبحت الزراعة أمراً مستحيلاً، فقد تلاشت أحلامهم بالزراعة في هذه المنطقة، في ظل غمر مياه الأمطار لمحاصيلهم، وتدميرها بالكامل، الأمر الذي يتسبب لهم بخسائر كبيرة.

سهل صانور أو بحيرة صانور، سمه ما شئت،  سيبقى عنوان جمال الطبيعة في فلسطين ، يرسم لوحة تبث  الهدوء والسكينة، لكنها تحرم الاقتصاد الوطني من إنتاج زراعي وفير، فالمزارعون غير قادرين على التقاط رزق ضاع  بسبب عدم  إمكانية زراعة السهل بالمحاصيل. معادلة صعبة تتجسد في هذا المكان، الطبيعة وحدها هنا تبرز كملكة جميلة تفترش الأرض، لكنها تظهر “عداوتها” للزراعة.