* اعتداءات الاحتلال والمستوطنين تُفقد الضفة 10% من الإنتاج
رام الله-المحرر-هبة مطير-تواجه أشجار الزيتون في فلسطين حرباً احتلالية تسعى إلى اغتيال هذه الشجرة التي تمثل مصدر رزق للمواطنين وتجسد هويتهم وارتباطهم بالأرض.
هذه الحرب تجسدت من ممارسات الاحتلال ومستوطنيه الهادفة إلى تدمير الشجرة واقتلاعها سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، فبعد أحداث السابع من تشرين الأول ازدادت هذه الممارسات بحق المزارعين على نحو غير مسبوق في الضفة، بينما تم اغتيال نحو مليون شجرة زيتون في قطاع غزة الذي بات محروماً تماماً من هذه الشجرة المباركة.
يقول سعدات غريب مزارع من قرية بيت اجزا شمال غرب القدس المحتلة إنه يعاني من الاحتلال وما يفعله بأشجاره وأرضه منذ زمن طويل، منوهاً إلى أنه بعد أحداث السابع من تشرين الأول تزايدت اعتداء الاحتلال ومضايقاته بشكل همجي ومستمر، حيث تم وضع بوابة حديدية عند منزله ومنع من الوصول لأرضه، ووضع مستوطنون مسلحون على باب بيته ومنع أي شخص من الدخول عنده.
يملك سعدات (60) دونماً داخل جدار الفصل العنصري تحتوي على نحو(٤٥٠) شجرة زيتون، مشيراً إلى أنه حتى اللحظة لم يسمح له بالوصول إلى أرضه لقطف ثمار الزيتون.
ومنذ شن الاحتلال الاسرائيلي حرباً على قطاع غزة والضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول الماضي، حرم كثير من المزراعين من الوصول إلى أراضيهم وقطف ثمار زيتونهم والاستفادة من إنتاجية الزيت ما جعل البعض بلا مصدر دخل.
ويضيف سعدات أنه بالوضع الطبيعي كان إنتاجه هو والمزارعين بجواره (50-60) تنكة زيت سنوياً، لكن بعد تشييد جدار الفصل العنصري أصبح الإنتاج ما يقارب (10-15) تنكة سنوياً، وقد حرموا منها منذ شن الحرب.
ويقول سعدات إن الاحتلال يحاول أن يصور الفلسطيني بأنه لا يهتم بالأرض، لكن الحقيقة هو أنه يحرمه من الوصول إليها تمهيداً لقلعه منها ومصادرتها لصالح أغراض استيطانية، منوهاً إلى أن الاحتلال استغل فترة الحرب لتطبيق واقع مرير بحرمان المرزاعين من الوصول إلى أراضيهم.
ولفت إلى أن المؤسسات الدولية لم تعر هذا الموضوع أي اهتمام، بدعوى أن الحرب مشتعلة ويوجد مواضيع أهم في هذه المرحلة.
يوضح مدير عام مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني فياض فياض، أنه كان من المتوقع أن تكون إنتاجية غزة في آخر موسم من (1000-2000) طن و(10) آلاف طن للضفة، مشيراً إلى أنه يوجد في غزة (38) معصرة منها (18) معصرة دمرت بالكامل خلال الحرب، التي حرمت المواطنين هناك من إنتاجهم بشكل كامل.
ويؤكد فياض أن الحرب على قطاع غزة اغتالت بشكل فعلي شجرة الزيتون، فإما أن الاحتلال قام بتجريف الأراضي المزروعة بالزيتون أو قصفها، أو أن المواطنين اضطروا لاقتلاع عدد من الأشجار للتمكن من استخدامها كطاقة بديلة بسبب نفاد الوقود وانقطاع الكهرباء.
ولفت إلى أن قرابة (40) ألف دونم مزروعة بالزيتون في الضفة لم يتم قطفها بعد السابع من تشرين الأول حتى الآن، ولم يسمح الاحتلال واعتداءات المستوطنين للمزارعين بالوصول إليها، منوهاً إلى أن بعض المزارعين دخلوا بالخفية إلى أراضيهم بعد منعهم من قبل قوات الاحتلال.
وقدر أن (250) اعتداء من المستوطنين والاحتلال ارتكبت بحق المزارعين، منها (46) اعتداء مسلحاً أدت إلى وقوع شهداء وجرحى، بالإضافة إلى تسجيل (23) حالة سرقة من قبل المستوطنين للمحاصيل.
وأشار فياض إلى أن بعض المواطنين في قطاع غزة اضطروا خلال حرب الإبادة إلى قطع أشجار زيتون لاستخدامها في عمليات الطبخ والتدفئة بسبب نفاد الوقود.
وطالب فياض بضرورة وجود تدخل دولي لحماية المزارعين من اعتداءات المستوطنين خاصة في الأراضي المحيطة بالمستوطنات، ومنح تصاريح للتصدير، وتعويض المزارعين الذين تم منعهم من الوصول لأراضيهم، أو أؤلئك الذين جُرّفت أراضيهم.
يذكر أن مساحة الأراضي المزروعة بشجر الزيتون في قطاع غزة قبل اندلاع حرب الإبادة تقدر بنحو (40) ألف طن تحتوي على نحو مليون شجرة زيتون، تعرضت لإبادة شاملة بسبب عمليات القصف والتجريف الاحتلالي، بالإضافة إلى اضطرار مواطنين استخدامها كمصدر للطاقة.
وتضم الضفة نحو (13) مليون شجرة زيتون منها (10.5) مليون شجرة مثمرة.
ويشير فياض إلى أن إنتاجية دونم الأرض في قطاع غزة المزروعة بالزيتون كانت من بين الأعلى في العالم قبل الحرب، إذ كانت تصل إنتاجية الدونم الواحد نحو (1200) كغم من الزيون، بينما تصل إنتاجية الدونم في الضفة نحو (150) كغم.
يشار إلى أن متوسط إنتاجية فلسطين من الزيت سنوياً خلال آخر (20) عاماً تبلغ بين (20-22) ألف طن، بينما وصلت إنتاجية قطاع غزة من الزيت في آخر (5) سنوات قبل الحرب نحو(3000-3500 كغم).
وكانت إنتاجية فلسطين من الزيت في آخر عام بلغت نحو (10) آلاف طن جميعها من الضفة التي فقدت بدورها نحو 10% من إنتاجها الطبيعي بسبب منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم خلف الجدار والقريبة من المستوطنات ما حرمهم من قطف ثمار زيتونهم.