الرئيسيةتقاريرشهادات مروعة من محررين: أجبرونا على العواء مقابل وجبة طعام

شهادات مروعة من محررين: أجبرونا على العواء مقابل وجبة طعام

رام الله-المحرر-نجلاء زيتون- تكشف شهادات لأسرى محررين حقيقة الجحيم الذي يعيشه الأسرى داخل زنازين الاحتلال الإسرائيلي، فقصص مؤلمة تلامس أوجاع الشعب الفلسطيني بكل جوانبها تخرج من السجون وسط غياب تام لمحاسبة الاحتلال الاسرائيلي على جرائمه التي تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني بل أنها تتعارض مع أي سلوك إنساني.

منذر أبو عميرة من مخيم الدهيشة ببيت لحم أسير محرر  شهد في زنازين الاحتلال جحيماً حقيقياً، فالسجون أصبحت مقابر للأحياء، حيث وصف  أبو عميرة معاناة الأسرى بأنها غير مسبوقة، مشيراً  إلى أن الاحتلال يسعى جاهداً لنزع كرامة الشعب الفلسطيني، وتقييده بكل السبل الممكنة.

 وذكر أن أسرى قطاع غزة  يعانون الأمرين، منوها ً إلى وجود أكثر من عشرة آلاف أسير داخل سجون الاحتلال يموتون عشرة مرات في اليوم الواحد.

ونوه إلى أن الأسرى المحررين يعيشون بين نارين، فهم يريدون أن يرووا  للعالم وبخاصة المؤسسات الحقوقية حقيقة ما يجري داخل المعتقلات، ومن جهة ثانية يخشون على الأهالي من مضاعفة معاناتهم نتيجة قلقهم وحسرتهم على أبنائهم.

وأكد أبو عميرة على أن حجم المعاناة اليومية للأسرى كبير جدًا، وأن التحديات التي يواجهونها أكبر بكثير مما يخرج  إلى وسائل الإعلام،  مطالباً المؤسسات الدولية بالتدخل لإخراجهم من ظروف الاعتقال القاسية التي أصبحوا يواجهونها، حيث يفتقرون إلى أبسط حقوق الحياة مثل الطعام والشراب والاستحمام.

وأشار إلى سوء التغذية الذي يعانون منه، حيث يحصل كل أسير على كمية ضئيلة من الطعام يوميًا. وأوضح أن العدد الكبير من الأسرى في الغرفة الواحدة يجعل الأمور أكثر تعقيدًا، حيث لا يمكنهم النوم أو حتى التحرك بحرية بسبب ضيق المساحة.

وأشار إلى أن الأسرى يعانون من انعزال تام عن أسرهم، ولا يستطيعون التواصل مع المحامين، كما أنهم يعانون من عدم معرفة هويات زملائهم في السجن.

قبل دخولهم السجن، يتم خلع جميع ملابسهم بما في ذلك الملابس الداخلية، ويتعرضون لطرق اعتقال مهينة ومذلة. يعبرون عن استيائهم من الظروف المزرية التي يعيشونها، بما في ذلك التعذيب والانتهاكات التي تصل إلى إفلات الكلاب البوليسية لتنهش من أجسامهم.

 لم تكن تجربة الأسير المحرر فخر الرنتيسي من قرية رنتيس بمحافظة رام الله والبيرة أقل فظاعة حيث قال إنه تلقى خبراً يفيد باقتحام الاحتلال للبلدة،  ولم يكن يتوقع أنه كان المستهدف، مشيراً إلى أنه جرى اعتقاله خلال عملية المداهمة، بالإضافة إلى اعتقال شبان آخرين.

ويقول”بعد محاصرة منزلي، أعتدوا علي بالضرب المبرح،  وفتشوا منزلي وصادروا الأجهزة الخلوية الخاصة بي، وعند وصولنا إلى سجن (عتصيون) كانت الحقيقة المرة، فرغم تجربتي السابقة في السجن ألا أن الذي رأيته  تقشعر له الأبدان”.

ويضيف”عشرات الأسرى في غرفة لا تتجاوز المتر، ورائحة كريحة جداً تفوح من المكان، خاصة بعدما أجبر الاحتلال الأسرى على قضاء حاجتهم في الغرفة نفسها، ولم يفرق الاحتلال بين كبير بالسن أو مريض أو عاجز، تم ضرب الجميع بشكل مبرح ومذل، ولم يسمح لنا بالاستحمام لأيام، أجبرونا على قص شعرنا في الملاعق من خلال لف خصلة الشعر على ملعقة صغيرة وشده، كنا نهدد يومياً بالموت “.

ويتابع “وجبات الطعام كانت جداً ضئيلة وغير صالحة للأكل”.و يقول”أجبرونا على  العواء مقابل الحصول على وجبة  طعام”، مشيراً إلى أنه  رغم أن لديه تجاربه سابقة في سجون الاحتلال، غير أنه لم يشاهد أبداً مثل فظاعة هذه المشاهد.

ويؤكد الأسرى المحررون أن  ما لمسوه من ذل خلال فترة الاعتقال بقي ماثلاً في ذاكرتهم بعد الإفراج عنهم، واصفين التجربة بأنها أكثر من مرعبة.

حال الأسيرات  لم يكن أقل سوءاً،  تقول الأسيرة المحررة فيروز سلامة التي اعتقلت في بداية الحرب على قطاع غزة وتم الإفراج عنها خلال عملية التبادل.

وتضيف “لم نستطع النوم، وتعرضنا للتهديد بالقتل، ولم يسمح لنا بالاستحمام أو توفير احتياجاتنا الشخصية، تم إذلال الأسيرات بحرمان سيدات كبيرات في السن من الأكل والدواء”. وتابعت” كنت كل ليلة أدعو الله أن ينتهي هذا الكابوس”.

تقول منظمتان حقوقيتان فلسطينيتان إن حوالي(9400) أسير فلسطيني مازالوا يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بينهم نحو(80) امرأة وأكثر من(200) طفل.

وذكرت المنظمتان -وهما نادي الأسير الفلسطيني ومركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس”- في تقرير لهما بمناسبة “يوم الأسير الفلسطيني” -الذي يوافق 17 نيسان من كل عام- أن ما يتعرض له هؤلاء من تجاوزات يشكل “انتهاكا جسيما” للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وأكدتا أن سلطات الاحتلال تقوم بحملات اعتقال “مسعورة” شملت عدداً كبيراً من الأطفال والنساء، وفق خطط وسياسات منظمة تستند إلى الأوامر العسكرية، وتصادر حقهم في الحرية وتزجهم في مراكز الاعتقال والتوقيف.

كما تنتهج بحقهم -حسب ذات التقرير- “سياسات قمعية” في مراكز التوقيف والمعتقلات، من قبيل الإهمال الطبي المتعمد الذي وصفته المنظمتان بأنه نوع من “القتل البطيء” الذي تسبب فعليا في استشهاد عدد من الأسرى داخل السجون.

ويضيف التقرير أن الأسرى يتعرضون أيضا لأصناف من التعذيب تنتقص كرامتهم، من قبيل التعذيب الجسدي والعقاب الجماعي والعزل الانفرادي والتعذيب النفسي والاعتقال الإداري والتفتيش والإذلال، والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية.

كما تمارس قوات الاحتلال -وفق التقرير- سياسة الإخفاء القسري بحق الأسرى، خاصة أسرى قطاع غزة باعتبارهم “مقاتلين غير شرعيين”.