رام الله-المحرر-علاء خليل- “الكرافانات” تتحرك في مناطق مختلفة في الضفة، لسرقة الأرض من أصحابها، وبلدة سنجل شمال شرق رام الله تتعرض في الفترة الأخيرة وتحديداً منذ أحداث 7 تشرين الأول الماضي إلى تهديدات بمصادرة الأراضي التابعة للبلدة والقريبة من المستوطنات التي تشهد عمليات توسيع مستمرة على حساب أراضي المواطنين.
فقد جرفت آليات الاحتلال الاسرائيلي أراضي زراعية في منطقة الرفيد تعود ملكيتها لأهالي القرية، ووضع المستعمرون من مستعمرة “شيلو” المجاورة “كرفانات” في شمال القرية الغربي بمقام يعرف باسم ” ابو العوف”، يعود تاريخه إلى أيام الحروب مع الفرنجة، وهو من الأماكن الأثرية والمهددة بالمصادرة في قرية يحيط بها خمس مستوطنات “جعفات”، و”هرئيل”، و”هراوه”، و”شيلو” ، و”معاليه ليبونة”، بالإضافة إلى معسكر لجيش الاحتلال .
يؤكد المزارع عايد غفري أنه أثناء توجهه إلى أرضه في نهاية الشهر الماضي، كانت جرافات المستوطنين ما زالت تجرف طرقاً استيطانية جديدة من بؤرة “جفعات هرؤيه “في أراضي المزارعين في بلدة سنجل تمهيدا لمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي المعمرة والمزروعة بأشجار الزيتون، مشيراً إلى شاهد المستوطنين يقتحمون موقعاً دينياً وأثرياً قديماً في منطقة (أبو العوف) بعد أن أعلنتها منطقة عسكرية مغلقة منذ بداية الحرب على غزة، كما أن المستوطنين اتلفوا مزروعات سبق أن زرعها أهالي القرية، بدعم حصلوا عليه من الصليب الأحمر، إذ تبرع أهالي القرية لحراثة الأرض وزراعتها بهدف حماية الأرض من خطر التوسيع والمصادرة.
وعبر رئيس بلدية سنجل معتز طوافشة عن خطورة مخططات الاحتلال الاستيطانية وتخوف أهالي القرية من مصادرة الأراضي الزراعية في منطقة الرفيد التي تؤدي إلى توسيع البؤر الاستيطانية بعد ان قام المستوطنون بتشييك الأراضي الموجودة في (أبو العوف) بالأسلاك، علماً بأن مساحة الأراضي المهددة بالمصادرة في المنطقة تبلغ أكثر من (4) آلاف دونم، وجميعها أراض تابعة لأهالي البلدة الذين يملكون أوراقا وثائقية تثبت ملكيتهم لها.وتشهد منطقة أبو العوف في مؤخراً مواجهات بين الاحتلال وسكان البلدة وخاصة يوم الجمعة.
وأوضح طوافشة أن الاحتلال والمستوطنين يعتدون باستمرار بحق اهالي البلدة، بعد أن قام جنود الاحتلال باقتحام منطقة الرفيد الواقعة شمال البلدة، وطلبوا من أصحابها مغادرتها، وقاموا برش مواد كيمائية تسببت باتلاف أشجار الزيتون بشكل كامل، وقبل مغادرتهم استولوا على جرار زراعي لصاحب الأرض.
وضمن جرائم الاستيطان المستمرة ضد الأرض والشجر يتم استهداف المزارعين بشكل خاص لتدمير المزروعات وبخاصة أشتال الزيتون، إذ يتم ادخلال أغنام المستوطنين وأبقارهم للرعي في الأراضي المعمرة، والمزروعة بالأشتال في البلدة، وتركها داخل اراضي المواطنين لفترات طويلة، كما تطال الاعتداءات عدة قطع أراضي تعود ملكيتها لمواطنين من البلدة وذلك بهدف التضييق عليهم.
واجتمعت أسرة بلدية سنجل مع عدد من أصحاب الأراضي في البلدة ونظمت تجمعاً في منطقة (أبو العوف)، وتم الاتفاق على الذهاب إلى الأراضي باستمرار وزراعتها، وإصلاح الطرق القديمة لسهولة الوصول إليها والعمل على فتح طرق جديدة للدفاع عن الأرض.
وكان رئيس هيئة مكافحة الجدار والاستيطان أدلى تصريحات صحفية أفاد فيها أنه خلال عام 2023 صادرت سلطات الاحتلال ما مجموعه(50524) دونماً، تحت مسميات مختلفة: إعلان محميات طبيعية، وأوامر استملاك، وأوامر وضع يد، مقارنة مع نحو (24) ألف دونم في عام 2022″.
وأدى إرهاب المستعمرين إلى تهجير 25 تجمعاً بدوياً فلسطينياً،(22) تجمعاً بدوياً منها جرى ترحيلها بُعَيد الحرب إعلان الحرب على قطاع غزة.
وبلغ عدد المستعمرين في مستعمرات الضفة الغربية، بما فيها القدس، ما مجموعه (730330) مستعمراً، موزعين على(180) مستعمرة، و(194) بؤرة استعمارية؛ منها (93) بؤرة رعوية.
وفي مجمل عام 2023 جرت إقامة (18) بؤرة استيطانية جديدة، ثمانية منها أُقيمت بُعَيد السابع من تشرين الأول أخذت (14) منها شكل بؤر رعوية في محافظات أريحا وطوباس وسلفيت ورام الله ونابلس، وأربع منها أخذت شكل البؤر السكنية، أقامها مستعمرون على أراضي قرى محافظات نابلس وأريحا وطولكرم.
وفي شهر آذار الماضي، أعلنت حكومة الاحتلال مصادرة (8) آلاف دونم في غور الأردن بالضفة الغربية المحتلة، لإقامة مئات الوحدات الاستيطانية.
وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إنه تمت مصادرة(8) آلاف دونم إضافية من الأراضي في غور الأردن في خطوة وصفها بأنها “كبيرة ومهمة للاستيطان”، في المنطقة الواقعة على السفوح الشرقية للضفة الغربية.
ملاحظة: الصور معظمها من وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).