نابلس-المحرر- وليد محمد- على تلة مرتفعة تطل على مناظر طبيعية خلابة تقع بلدة قديمة في قلب بلدة جماعين بمحافظة نابلس شاهدة على تاريخها العريق وحضارتها الغنية.
تشتهر البلدة القديمة بأزقتها الضيقة المتعرجة، وبيوتها الحجرية العتيقة ذات الأسق المقوسة. بنيت هذه البيوت باستخدام الحجر الجيري المحلي، وهي تتميز بزخارف معمارية مميزة تعكس الطراز المعماري الفلسطيني التقليدي.
يتحدث الأكاديمي والباحث جواد خضير(50) عاماً عن المعالم الأثرية في بلدة جماعين منها قصر خليل الذي تم بناؤه في منتصف القرن الثامن عشر في نهاية العهد العثماني، مشيراً إلى أنه سمي بهذا الاسم نسبة إلى إلى الغازين.
بني هذا القصر بنظام الإقطاعي الذي كان مدرجاً في تلك الفترة على مساحة الأرض المقامة عليها القصر والبالغة ثلاثة دونمات، وتتكون من(12) غرفة و(3) علالي كانت تستعمل للسيادة والزعامة، لأن أصحاب هذا القصر كانوا من الأثرياء ويعملون في تحصيل الضرائب.
يقول خضير أنه تم ترميم هذا القصر عام 2007 بواسطة مؤسسة “رواق” بالتعاون مع بلدية جماعين بعد استئجاره لمدة(15) عاماً انتهت عام 2022.
يمثل هذا القصر كنزاً تراثياً يجسد حضارة أجدادنا رغم وجوده في منطقة ريفية وزراعية.
محمد حسين محمد من سكان بلدة جماعين يتحدث عن أقدم مسجد في البلدة وهو مسجد “جماعين القديم” أو ما يسمى بـ “المسجد العمري” والذي تم بناؤه بشكله الحديث خلال العصر العثماني، ويتضح من طراز البناء أنه مكون من ستة أقواس حجرية بنيت من الحجر المحلي المتواجد في جماعين.
ويشير محمد إلى أن جماعين تتميز بصلابة حجارها والمعروفة بشكل واسع، ويتميز المسجد ببساطة تصميمه المعماري، حيث يتكون من صالة صلاة مستطيلة مغطاة بسقف ذي قباب ومئذنة حجرية مربعة في الزاوية الشمالية الغربية من المسجد. أما المحراب فيحتوي على نقوش هندسية جميلة، كما أن المنبر مصنوع من الخشب المنحوت.
كانت جماعين خلال الفترة الإسلامية تشتهر كثيراً بكثرة العلماء فيها، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى العلماء، حيث تعني جماعين (مجمع العلماء).
يقول محمد إن عدد العالمات الإناث بعلوم الحديث والسنة وصل خلال القرن السادس الهجري إلى(40) عالمة من أشهر علمائها، منوهاً إلى أن أشهر العلماء ابن قدامى المقدسي الجماعيني المولود في جماعين في القرن السادس الهجري عام 540 هجري، وهو أول من نظر للإسلام السياسي خلال جهاده ضد الصليبيين.