القدس-رام الله-المحرر-ليث حاج-في ظل الأوضاع الصعبة والتحديات التي تواجهها ساحات المسجد الأقصى المبارك، يتساءل العالم عن مستقبل هذا الرمز الديني والثقافي الهام في القدس. خلال الجمعة الأخيرة في شهر رمضان المبارك، شهد المسجد الأقصى مشهداً مؤلماً فعدد قليل من المصلين زاروه وسط معيقات وعراقيل تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي. ومع انتهاء شهر الصيام، تتصاعد التوترات مع دعوات جماعات يهودية متطرفة لاقتحام المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي.
هكذا بدأ المشهد في ساحات الاقصى المبارك في الجمعة الاخيرة في شهر رمضان، أعداد قليلة من المصلين نجحوا في الوصول لأداء الصلوات فيه بسبب المعيقات والعراقيل التي وضعتها قوات الاحتلال الاسرائيلي أمام الفلسطينيين، ولم تترك طريقة إلا انتهجتها من أجل التضييق على القادمين فيه طيلة شهر رمضان، حيث تم نصبت الحواجز في الشوارع المحيطة في القدس ووضعت الأقفاص الحديدية أمام بوابات المسجد الأقصى. وهذه الإجراءات الإسرائيلية ساهمت في تقليل أعداد المصلين مقارنة بالأعوام السابقة، فلم يشهد المسجد الأقصى المبارك هذه الأعداد القليلة من الوافدين إليه مما اعتبرته دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس عملاً ممنهجاً من قبل الاحتلال لإبقاء المسجد خالياً من المتعبدين.
ما أن انتهى شهر رمضان المبارك حتى علت أصوات الجماعات اليهودية المتطرفة التي تدعو إلى اقتحام أولى القبلتين بأعداد كبيرة لتصعيد الأوضاع في الأقصى أثناء عيد الفصح اليهودي فهذه دعوات مكثفة لاقتحامه اعتبرها الفلسطينيون بمثابة تصعيد خطير من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة.
لا يكاد يمر يوم واحد دون أن يسعى الاحتلال الاسرائيلي إلى تغيير الوضع القائم في المدينة المقدسة وأولى القبلتين، مستغلاً الوضع الاقليمي والعربي الغائب عن القدس وسط اصرار فلسطيني يقف عائقا أمام هذا التغول الاسرائيلي على القدس واهلها ومسجدها.
يقول الحاج خالد الصوافطة سكان طوباس: “وصلنا المسجد الأقصى بصعوبة، وبعد معاناة كبيرة جداً بسبب جنود الاحتلال الموجودين على بوابات المسجد الأقصى. قليل جداً من يدخل المسجد الأقصى بدون تفتيش دقيق وبدون إعاقات”.
يقول الشيخ محمد عزام الخطيب مدير عام دائرة الأوقاف: ” في الجمعة الرابعة في شهر رمضان المبارك لم يكن المسجد الأقصى كعادته، لا يوجد عدد المصلين الذين نتمنى وجودهم في باحات الأقصى، فالأعداد متواضعة ولم تكن في السابق”.
ويضيف”من المفروض ألا نستطيع التحرك من كثرة المصلين كما في هذا اليوم الفضيل في السنوات السابقةن لذلك واضح بأنه يوجد إغلاق متعمد على أهالي الضفة الغربية لمنعهم من الوصول إلى المسجد الاقصى المبارك، ودائرة الأوقاف أخذت كل استعداداتها لاستقبال الوافدين إلى المسجد، وهيأت كل الظروف لإحياء ليلة القدر “.
ويتابع: “في ظل هذه التطورات الخطيرة، يجب على المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية التدخل الفوري لحماية المسجد الأقصى المبارك وضمان حريته وسلامة المصلين”، مشيراً إلى أن استمرار الاعتداءات والتصعيدات الإسرائيلية يشكل تهديداً للسلام الإقليمي والاستقرار الدولي. ودعا الجميع إلى الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، والعمل جاهدين لتحقيق العدالة والسلام في المنطقة.