الرئيسيةتقاريرالموت أو التهجير.. المستوطنون يضعون "دوما" بين خيارين أحلاهما مرّ

الموت أو التهجير.. المستوطنون يضعون “دوما” بين خيارين أحلاهما مرّ

نابلس-المحرر-ابراهيم القب-زيد دوابشة (10) أعوام طفل يدرس في الصف الخامس الأساسي من قرية دوما بمحافظة نابلس خرج سالماً هذه المرةّ من موت محقق، بعد هجوم بربري شنه المستوطون على قريتهم التي اعتادت على اعتداءات مستمرة من قبل المستوطنين.

يروي زيد بحرقة كيف تعرض منزلهم ومنزل عمه لإطلاق نار ورمي بالحجارة من قبل قطعان المستوطنين، وكيف حرقوا مركبة والده، قائلا” لقد كان يوماً مليئاً بالرعب، فكل أهل البيت كانوا يخشون الموت، وحاولنا اللجوء إلى مكان آمن داخل البيت إلى حين انتهاء الاعتداء، هذه المرة الأضرار مادية ولم تحدث مأساة كبيرة، لكننا دوما نخشى الأسوأ”.

يؤكد زيد أن أطفال القرية يفتقرون إلى أدنى حقوقهم الإنسانية مثل لعب كرة القدم أمام البيت، فالمستوطنون يتعمدون الاعتداء عليهم ورميهم بالحجارة.

يقول ابراهيم دوابشة والد الطفل زيد والذي كان شاهد عيان على اعتداءات المستوطنين” تعرضنا لهجوم كبير من المستوطنين، أكثر من(500)  مستوطن يحملون الأسلحة بدأوا بإطلاق نار مباشر على منازل المواطنين، وأخذوا يحرقون البيوت والمركبات الخاصة”، منوهاً إلى أن الاعتداء أسفر عن  حرق عشرة منازل في القرية و(20) مركبة، بالإضافة إلى محاربة الأهالي في أرزاقهم من خلال استهداف المحاصيل.

‎ دوما الواقعة على بعد نحو (25)كم من جنوب مدينة نابلس تحيط بها  العديد من المستوطنات والقواعد العسكرية للاحتلال،  منها مستوطنة “شيفوت راحيل” من الجهة الغربية المقامة على أراضي قريتي جالوت وقصرة، ومستوطنة “معالي افرايم ” من الجهة الشرقية، وقد شكلت هذه المستوطنات منطلقاً لتنفيذ العديد من الاعتداء على المواطنين والممتلكات، كما يحيط بالقرية ثلاث قواعد عسكرية من الجهات الشرقية والغربية والجنوبية.

تعمد الاحتلال خلال السنوات الأخيرة سياسة قطع الأشجار المثمرة وسلب محاصيلهم الزراعية وحرقها أحياناً، كما ينفذ المستوطنون بين فترة وأخرى  اعتداءات على منازل المواطنين وممتلكاتهم . وفوجئ أهالي القرية في منتصف العام 2015 بجريمة حرق افتعلها المستوطنون استهدفت عائلة بأكملها مكونة من (4) أشخاص، أدت إلى استشهاد الطفل الرضيع علي، والأب سعد دوابشة، والأم رهام دوابشة بعد أن أصيبوا بإصابات بالغة، ولم يبق إلا ابنهم أحمد الذي أصيب بجراح بالغة وتعرض لعملية تشويه قبل أن يخضع لعمليات جراحية معقدة.

قبل عدة أيام عادت المشاهد تتكرر حينما زعم الاحتلال بفقدان مستوطن قبل الإعلان عن مقتله،  حيث  توغل المئات من المستوطنين داخل القرية  وأضرموا النار بالبيوت والممتلكات وقاموا بإطلاق الرصاص الحي والمطاط والغاز والطعن وبضرب سكان القرية بالحجارة، نتج عن ذلك إصابة العشرات من مواطني القرية، بالإضافة إلى تضرر  العشرات من البيوت والمركبات التي تعرضت للاحتراق.

يقول رئيس مجلس دوما سليمان دوابشة “تتعرض القرية إلى الكثير من أعمال التخريب والحرق والقتل”، مشيراً إلى أن  القرية عام 2015 حرقاً لمنزل عائلة الدوابشة التي أسفرت عن استشهاد الأب والأم وطفل صغير وهي من الهجمات البربرية التي تعرضت لها القرى الفلسطينية في الضفة الغربية.

يؤكد دوابشة أن الاحتلال يتعمد إلحاق الضرر بالقرية محاولة لتهجير سكانها، منوهاً إلى أن الاحتلال تعمد منع مركبات الإطفاء والإسعاف من الوصول للقرية خلال اعتداء المستوطنين، وأقام الاحتلال حاجزاً في الطريق الواصل للقرية لمنع الأهالي من التصدي للمستوطنين.

يعتقد دوابشة أن الاحتلال ومستوطنيه ينفذون من خلال هذه الاعتداءا سياسة مبرمجة لوضع “دوما” والقرى المجاورة بين خيارين أحلاهما مر: فإما التهجير أو الموت، منوهاً إلى أن الأهالي متشبثون بأرضهم ووطنهم مهما بلغت التضحيات.

ونوه إلى أن القرية لا تمتلك مركزاً طبياً ولا مركبات إطفاء، الامر الذي يزيد من المخاطر في حالة تعرض القرية لأي اعتداء، مطالباً الجهات الرسمية للتدخل لتوفير الاحتياجات الكبية اللازمة.

وأسوة بدوما، تشهد قرى جنوب نابلس اعتداءات مستمرة من قبل المستوطنين.

يقول رئيس مجلس قصرة سامي عودة  “تعرضت القرية إلى هجوم كبير من قبل قطعان المستوطنين برفقة قوات الاحتلال”، لافتاً إلى أنه الاعتداءات التي نفذت خلال الفترة الأخيرة اتسمت بالوحشية.

وكانت حصيلة الهجوم حرق(30) منزلاً لأهالي القرية بالإضافة إلى حرق صالة أفراح أقيمت بدعم من الحكومة الألمانية، وكذلك حرق العديد من مركبات المواطنين.