الرئيسيةرئيسيأبو رحمة لـ "المحرر": "مصادقات" غير مسبوقة على المخططات الهيكلية للمستوطنات وتوسيعها

أبو رحمة لـ “المحرر”: “مصادقات” غير مسبوقة على المخططات الهيكلية للمستوطنات وتوسيعها

* 19 شهيداً برصاص عصابات المستوطنين.. و36 بؤرة استيطانية جديدة منذ السابع من أكتوبر 2023

* 200 متطوع شاركوا في قطف الزيتون العام الجاري رغم اعتداءات عصابات المستوطنين

 

رام الله-المحرر-أحمد السيد أحمد- في ظل التحديات والاعتداءات المتكررة من قبل عصابات المستوطنين وقوات الاحتلال، تواصل هيئة مقاومة الجدار والاستيطان جهودها لتعزيز صمود المواطنين وتمكينهم وحماية حقوقهم، من خلال أنشطتها وبرامجها المتعددة، إذ تسعى لتقديم الدعم والمساندة للمجتمعات المحلية في مواجهة هذه التحديات.

يتحدث عبد الله أبو رحمة، مدير دائرة العمل الشعبي في الهيئة، عن الدور الحيوي الذي تلعبه الهيئة، والأثر الكبير لاعتداءات المستوطنين على قاطفي الزيتون، وسياسة التهجير التي يمارسها الاحتلال في الأغوار والتجمعات البدوية في المناطق المصنفة “ج”، مسلطاً الضوء على الأنشطة المستقبلية للهيئة والتعاون الدولي لتحقيق أهدافها.وفيما يلي نص اللقاء:

توثيق قانوني في مواجهة الاستيطان والضم

*ما هي الأنشطة والبرامج التي تقوم بها الهيئة لتعزيز صمود المواطنين؟

تتابع الهيئة عدة ملفات أبرزها توفير الدعم القانوني للدفاع عن المواطنين وممتلكاتهم من أراضٍ ومنازل، كذلك توثيق كل هذه الانتهاكات، ومن ثم تعزيز صمود المواطنين من خلال المساعدات المادية والمعنوية، كما أن الهيئة تشارك في التخطيط والتحضير والتنظيم للفعاليات والمَسيرات الشعبية ضد الاحتلال والاستيطان وجدار الضم والتوسع العنصري، وآخر ملف هو الشؤون الإدارية والمالية التي تساند وتوفر الاحتياجات لكل ما سبق.

فيما يتعلق بتعزيز صمود المواطنين، تضطلع الهيئة بأنشطة تتعلق بالأرض مثل الحراثة والتشجير واستصلاحها، ما يشجع المواطنين على زراعتها. كما تقدم الهيئة دعماً مالياً للأسر المتضررة من عمليات الهدم في المناطق المصنفة “ج”.

توفر الهيئة أيضاً الدعم للتجمعات البدوية المتضررة من عمليات الهدم، بما يشمل الحمامات المتنقلة، والخيم والأخشاب، والأدوات اللازمة للحياة اليومية.

*كيف يمكن للمواطنين والمتطوعين المشاركة في “عمليات” الهيئة ومساندتها؟

تبرز حاجة الهيئة إلى متطوعين خاصة في موسم قطف الزيتون، رغم وجود عددٍ جيدٍ من المتطوعين والمتضامنين الأجانب الذين يشاركوننا في عملية القطاف، إلا أن الهيئة تحتاج إلى المزيد.

توفر الهيئة للمتطوعين الاحتياجات اللوجستية، وأدوات القطف والطعام والشراب، كما تدعو الجماهير للمشاركة في الفعاليات الشعبية، والعمل التطوعي لتعزيز صمود المواطنين في المناطق المهددة.

19 شهيداً بنيران المستوطنين

*ما هي أبرز التحديات التي تواجه قاطفي الزيتون في ظل اعتداءات المستوطنين المتكررة؟ وكيف تتعامل الهيئة مع هذه الاعتداءات؟

تعمل الهيئة في هذا المجال منذ سنوات، وتواجه تحديات كبيرة أبرزها اعتداءات عصابات المستوطنين التي تسببت بخسائر كبيرة للمواطنين، بما في ذلك إزهاق الأرواح، فمنذ السابع من أكتوبر2023، استشهد (19) مواطناً بنيران المستوطنين، وتكررت الاعتداءات وكشفت الحوادث في برقا والبيرة مؤخراً عن خسائر مادية جسيمة، ولولا لطف من الله لكانت هناك وفيات.

 تتعامل الهيئة مع هذه الاعتداءات بتوثيق ورصد الانتهاكات ورفع التوصيات لمجلس الوزراء لتعويض المتضررين، وتقدم الدعم اللازم في حالة الخسائر الفردية، خاصة عند إحراق المركبات.

فيما يتعلق بقطف الزيتون، فقد نظمت الهيئة لقاءات توعوية للمزارعين ودعتهم للعمل الجماعي، كما دعمت المؤسسات والشركاء للمشاركة في الحملة.

 منذ بداية الموسم، شارك أكثر من(200) متطوع في الفعاليات، ما أسهم في مواجهة المستوطنين والجيش بنجاح، وتؤكد الهيئة تفعيل لجان الحماية والحراسة لضمان اليقظة والتصدي لأية اعتداءات، وتؤكد أيضاً على حق الدفاع عن النفس والممتلكات، وتعمل جاهدة لتوفير الاحتياجات اللوجستية لدعم لجان الحماية كافة.

سياسية ممنهجة لتفريغ الأغوار

*كيف تؤثر سياسة التهجير التي يمارسها الاحتلال في الأغوار على حياة المواطنين؟

واضح أن هناك سياسة ممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لتفريغ المناطق الممتدة من الأغوار الشمالية والوسطى حتى مسافر يطا والظاهرية.

المستوطنون يعملون على خلق بيئة طاردة للمواطنين بالسيطرة على المراعي والمزروعات ومصادر المياه، ما يزيد من معاناة المواطنين، ولذلك فإن الهيئة تعمل جاهدة على تعزيز صمود المواطنين في تلك المناطق، بالتعاون مع وزارة الزراعة لتوفير الأعلاف والتصدي لعمليات الهدم والمصادرة.

الاستيطان يتوسع

ازدادت وتيرة بناء المستوطنات في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر بشكل كبير، كيف تواجهون ذلك؟

هناك ارتفاع في المصادقة على المخططات الهيكلية للمستوطنات وتوسيعها، مع بناء(36)  بؤرة استيطانية جديدة منذ السابع من أكتوبر، وهنا أقول إن الهيئة تعمل على الاعتراض قانونياً، رغم أن المحاكم الإسرائيلية غالباً ما تصب في صالح المستوطنين، كما تقوم الهيئة برفع تقارير إلى المؤسسات الدولية ومحكمة الجنايات الدولية لتوثيق الانتهاكات والمخالفات للقانون الدولي الإنساني.

توظيف التقارير لصالح الدبلوماسية الفلسطينية

*كيف يسهم التعاون بين الهيئة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية في تحقيق أهدافكم؟

الهيئة تتعاون مع المؤسسات والمنظمات الدولية والحكومات من خلال رفع التقارير حول الانتهاكات والاعتداءات إلى وزارة الخارجية والسفارات، وتقدم شهادات لمجلس حقوق الإنسان حول الاستيطان واعتداءات المستوطنين.

 تعمل الهيئة على الصعيد الشعبي على بناء شبكة علاقات مع حركات التضامن مع الشعب الفلسطيني ودعوتهم للمشاركة في الفعاليات والأعمال التطوعية لحماية المدنيين وتوثيق الانتهاكات.

بين إبادة وتهجير

*ما الرسالة التي تود توجيهها للمجتمع الدولي بشأن معاناة المواطنين الفلسطينيين؟

الرسالة هي أن ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة هو إبادة جماعية، وفي الضفة الغربية تهجير قسري، وعلى المجتمع الدولي أن يتخذ خطوات جدية لحماية المدنيين الفلسطينيين والحفاظ على ممتلكاتهم، ويجب الضغط على إسرائيل لتنفيذ القرارات الدولية وفرض عقوبات جدية عليها.