الرئيسيةرئيسي"تجارة أريحا": لدينا استراتيجية كاملة لخدمة المناطق المهمشة في الأغوار لكن الأوضاع...

“تجارة أريحا”: لدينا استراتيجية كاملة لخدمة المناطق المهمشة في الأغوار لكن الأوضاع الحالية لا تساعدنا

*نتطلع جدياً إلى التحول الرقمي في كافة الخدمات التي نقدمها

*وقفنا إلى جانب قطاع التمور في ظل المعيقات التي يخلقها الاحتلال في وجه التصدير

أريحاــــ المحررــــ آلاء أبو رحمةــــ تحتل محافظة أريحا مكانة اقتصادية مهمة كونه يوجد فيها ثلاثة قطاعات فاعلة: السياحة، والتجارة، والزراعة، ولهذا فهي تكتسب أهمية خاصة، وتعمل غرفة تجارة وصناعة وزراعة أريحا جهوداً للارتقاء بواقع هذه القطاعات الثلاثة، لكن إجراءات الاحتلال تقف أكبر عائق في طريق التنمية الاقتصادية.

توضح مديرة غرفة تجارة وصناعة وزراعة أريحا وفاء المصري العديد من التدخلات التي قامت بها الغرفة لإسعاف الحالة الاقتصادية المتردية التي يفرضها الاحتلال.

 تؤكد في لقاء خاص مع “المحرر” أن الغرفة ورغم الصعوبات التي يخلقها الاحتلال في طريق التصدير، غير أنها تعاملت بمسؤولية عالية، وقامت بجهود كبيرة لتوفير الاحتياجات اللازمة لتصدير التمور، خاصة أننا نمر في ذروة الموسم. كما أشارت إلى وجود استراتيجية كاملة لخدمة المناطق المهمشة في الأغوار، لكن الظروف الحالية لا تساعد الغرفة على تنفيذها. وفيما يلي نص اللقاء:

ضرر كبير بسببب الحرب

*كيف يمكن لغرفة تجارة وصناعة وزراعة في أريحا أن تساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وسط التحديات التي يفرضها الاحتلال؟

مارست الغرفة التجارية دورها المكمل للنشاط الاقتصادي الذي تقوم به المدينة في أكثر من ظروف صعبة، ابتداءً من فترة جائحة كورونا حتى الحرب الحالية منذ 7 أكتوبر 2023، وكمؤسسة تضررت جداً خلال فترة الحرب، كون مردودها المالي يعتمد على التجار والخدمات التي تقدمها. ورغم ذلك مارسنا دورنا على أكمل وجه من خلال الدوام على مدار الأسبوع تحسباً لأي مشاكل قد تواجه تجار المدينة.

صعوبات في التصدير

*كيف أثرت القيود التي يفرضها الاحتلال على حركة البضائع من أريحا وإليها على استراتيجيات الغرفة التجارية في الحفاظ على النشاط الاقتصادي؟

أول مشكلة واجهتنا في الحرب هي إغلاق مدينة أريحا ووضع الحواجز، كانت بداية الحرب في 7أكتوبر 2023، وكان النشاط الزراعي في أوجهه، ونحن المُصدر الرئيسي لمحافظات الضفة الغربية وتحديداً الخليل، ما أدى إلى صعوبة التنقل بين التجار والمزارعين. أما المشكلة الثانية فتتمثل بصعوبة التصدير، فالفترة الواقعة من شهر تشرين الأول الماضي لغاية شهر شباط المقبل  والتي يكون فيها  موسم تصدير التمور التي تحتاج لشاحنات خاصة مبردة، وهناك صعوبات يفرضها الاحتلال، لكننا وقفنا مع هذا القطاع من خلال التنسيق الكامل مع الإرتباط الفلسطيني، وتوجيه المركبات، والعمل حتى ساعات متأخرة من الليل لتنسيق الدخول والخروج.

*ما التحديات اليومية التي يواجهها التجار في أريحا بسبب الاحتلال؟ وكيف تعمل غرفة تجارة وصناعة وزراعة أريحا على دعمهم في تخطي هذه التحديات؟

من الشائع أن مدينة أريحا تعتمد على قطاعيين هما السياحة والزراعة، السياحة (داخلية وخارجية)، وأثرت السياحة الخارجية بشكل كبير على الفنادق، كانت الخسائر تقدر بملايين الدولارات في ذروة الموسم السياحي خلال أشهر من الحصار والإغلاقات وتسببت بإغلاق70% من الفنادق بشكل كامل، لكن بعد ذلك تم الاعتماد على السياحة الداخلية، وأعاد ذلك المتنفس للقطاع السياحي رغم أن الآثار السلبية مازالت قائمة، نظراً إلى الإغلاقات على المحافظات الأخرى، ما يشكل صعوبة في الوصول إلى أريحا، وكذلك تراجع الوضع الاقتصادي بكش عام للعديد من الفئات المجتمعية.

المشاركة في معارض دولية

*كيف تسهم غرفة تجارة وصناعة وزراعة أريحا في بناء شبكة من العلاقات التجارية الدولية رغم القيود التي يفرضها الاحتلال على التنقل؟

نحاول قدر الإمكان التواجد في المسارح والمعارض الدولية، فقبل عامين تواجدنا في إسبانيا كأول غرفة تجارية فلسطينية في معرض (Fruit Attraction)، كما نسعى للتواجد في الدول العربية مثل معرض أبو ظبي، ومعرض البحرين. وتم زيارة هذه المعارض أثناء الحرب، وفي الوقت الراهن يتم التنسيق لزيارة معرض أبو ظبي.

*هل تجد تجد غرفة تجارة وصناعة وزراعة أريحا نفسها في موقف يضطرها للتفاوض مباشرة مع الاحتلال من أجل ضمان استمرار التجارة؟

لا، تراعي الغرفة التجارية مصالح أعضائها، ويوجد تعاون كامل بيننا وبين الشؤون المدنية، ولا يوجد اتصال مباشر بيننا وبين الاحتلال.

خطة استراتيجية ولكن..

*إلى أي مدى ساهم الاحتلال في إعاقة خطط الغرفة التجارية لتطوير البنية التحتية اللازمة للنمو الاقتصادي نتيجة للسيطرة على الأراضي الحيوية؟

فصل الضفة بهذه الطريقة وفصل الأغوار، أدى لتعطيل كامل في تنفيذ مشاريع تخدم البنية التحتية، كما لدينا استراتيجية كاملة لعامي2024 و2025 لخدمة المناطق المهمشة في الأغوار، فقد فقدت الغرف التجارية القدرة على تنفيذ برامج في مجال دعم التدريب المهني، الذي كان ضمن خططنا لعام 2024 لخدمة هذه المناطق، لكن في ظل الحرب تراجع العديد من البرامج، كما أن الغرف التجارية وضعها الحالي سيء.

*ما هو دور الغرفة التجارية في مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على الصمود أمام ضغوط الاحتلال؟

نحن نعمل على تنسيق كامل مع اتحاد الغرف التجارية، ومع وزارة العمل ومشروع التعاون الإيطالي لدعم الشركات ومساعدتها على الاستنمرارية في هذه الأوقات الصعبة، وأن تتمكن من الحفاظ على موظفيها ولضمان استمرار نشاطاتها.

نحو التحول الرقمي

*ماذا بشأن خططكم المستقبلية؟

نحن بطور التقدم في كافة الخدمات التي تقدمها غرفة تجارة وصناعة وزراعة أريحا، وخاصة التحول الكامل إلى النظام الرقمي، ونتعامل مع هذا الموضوع بشكل جدي وسريع، لذا نتطلع إلى عامي 2025 و 2026  لاتمام تحويل كافة الخدمات لتقدم إلكترونياً.

ورغم الصعوبات التي تواجهها غرفة تجارة وصناعة وزراعة أريحا غير أنها مازالت صامدة ومستمرة في تقديم خدماتها، وتتطلع إلى آمال جديدة.