الرئيسيةرئيسينصار: "فلسطين التعليمية" قفزة نوعية في النظام التعليمي الفلسطيني

نصار: “فلسطين التعليمية” قفزة نوعية في النظام التعليمي الفلسطيني

أكد لـ”المحرر” أنها جاءت تلبية للحاجة الملحة في مواجهة التحديات الجسيمة مثل الاحتلال وانتهاكاته المتكررة

  • عدد من المعلمين يرفضون التحول إلى التعليم الإلكتروني مفضلين الطرق الكلاسيكية
  • نواجه تحديات جوهرية أبرزها توفير التمويل اللازم للتطوير
  • الفضائية شريك أساسي في بناء مستقبل تعليمي مشرق
  • رام الله-المحرر-محمد بنات-يعيش الشعب الفلسطيني واقعاً معقداً بسبب الاحتلال يلقي بظلاله على المسيرة التعليمية، وخلال جائحة كورونا، واجهت الحكومة الفلسطينية عدة معيقات كان أبرزها كيفية تيسير التعليم في ظل الجائحة، مع الحفاظ على صحة الطلبة والمعلمين؛ وفي تلك الفترة بزغ فجر فضائية فلسطين التعليمية لتواكب التطور وترسم أفقاً جديداً، ولتواجه الأزمات والتحديات التي تعصف بالشعب الفلسطيني تباعاً.

     يؤكد مدير فضائية فلسطين التعليمية مراد نصار  في لقاء مع “المحرر” أن الفضائية تعد قفزة نوعية في نظام التعليم الفلسطيني، مشيراً إلى أنها لا تعد مجرد أداة تعليمية، بل هي شريك أساسي في بناء مستقبل تعليمي مشرق.وفيما يلي نص اللقاء:

    هكذا كانت الانطلاقة

    • ما أهم المحطات في مسيرة الفضائية؟

    فضائية فلسطين التعليمية انطلقت في ظل جائحة كورونا التي أدت إلى توقف المدارس وتوقف العملية التعليمية في جميع أنحاء فلسطين. كانت هذه الفضائية شريان الحياة للطلبة، حيث قدمت برامج تعليمية غنية ومتنوعة لتعويض الفاقد التعليمي الناتج عن التعطيل الكامل بسبب الجائحة.

    كانت هذه الجائحة من أبرز المحطات في مسيرتنا، إذ أثبتنا من خلالها قدرتنا على التأقلم وتقديم الدعم اللازم للطلاب في أوقات الأزمات.

    عقب ذلك، واجهتنا تحديات كبيرة من بينها الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة في أراضينا الفلسطينية، مثل اقتحامات المخيمات في الضفة الغربية وعرقلة الطرق وهدم المدارس. خلال هذه الفترات الصعبة، كانت الفضائية المنبر الوحيد الذي يعتمد عليه الطلاب لمواصلة تعليمهم.

    كما أن إطلاق بوابة فلسطين التعليمية كان خطوة محورية في مسيرتنا، حيث أصبح بإمكان الطلبة مشاهدة جميع البرامج التعليمية على الفضائية  في أي وقت ومن أي مكان، ما سهل عليهم الوصول إلى الموارد التعليمية بشكل دائم وموثوق.

    دور محوري في المسيرة التعليمية

    • كيف تصف توظيف دور فضائية فلسطين التعليمية لصالح متطلبات التعليم في فلسطين؟

    لا يمكن إنكار الأثر الكبير الذي أحدثته فضائية فلسطين التعليمية كوسيلة تعليمية مبتكرة. نحن نتحدث عن قفزة نوعية في النظام التعليمي الفلسطيني، حيث لم يكن الطالب الفلسطيني معتاداً على متابعة دروسه عبر شاشة التلفاز أو من خلال الفيديوهات المحملة على الإنترنت. هذا الأسلوب الجديد تطلب فترة من التكيف والتقبّل.

    لكن، مع مرور الوقت، أصبح للفضائية دور محوري وضروري في مسيرة التعليم الفلسطيني. الطلبة بدأوا يتفاعلون مع هذه الوسيلة، مستفيدين بشكل كبير من البرامج التعليمية التي تقدمها. وها نحن نشهد اليوم قبولاً واسعاً واستخداماً مكثفاً لها، ما يبرز فائدتها العظيمة.

    منارة أمل

    • كيف تعاطت فضائية فلسطين التعليمية مع التغيرات الطارئة في التحديات التي تواجهها، وعلى رأس الحرب على غزة؟

    نحن في فلسطين نعيش ظروفا استثنائية، وإطلاق فضائية فلسطين التعليمية لم يكن مجرد استجابة لجائحة كورونا أو تقليداً لتجارب دول أخرى. بل جاءت الفضائية تلبية لحاجتنا الملحة في مواجهة التحديات الجسيمة مثل الاحتلال الإسرائيلي المستمر وانتهاكاته المتكررة، وكذلك الحروب المتواصلة، والحرب الأخيرة على غزة.

    التعليم في غزة توقف منذ أكثر من عام، ولا يزال متوقفًا حتى الآن، ما جعل الطلبة في حاجة ماسة إلى وسيلة تتيح لهم مواصلة تعليمهم. هنا جاء دور فضائية فلسطين التعليمية كمنارة أمل، حيث وفرت عبر البث الفضائي والبوابة التعليمية إمكانية متابعة الدروس والبرامج التعليمية. في ظل هذه الأوضاع القاسية التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، أصبحت الفضائية فرصة ثمينة للطلبة لمواكبة تعليمهم واستمرار مسيرتهم التعليمية.

  • تحديات جوهرية

    • ما التحديات التي تواججها الفضائية؟

    الفضائية تواجه تحديات جوهرية، أبرزها التمسك بالعقلية التعليمية التقليدية.عدد من المعلمين يرفضون التحول إلى التعليم الإلكتروني، مفضلين الطرق الكلاسيكية التي اعتادوا عليها. هذه المقاومة للتغيير تعرقل دمج التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية.

    من ناحية أخرى، تظل التحديات المالية عقبة كبيرة. على الرغم من أن وزارة المالية تقدم دعماً للمشاريع التعليمية، إلا أن هذا الدعم غير كافٍ لتلبية كافة الاحتياجات المالية. ظروف الحرب واحتكار الأموال الفلسطينية من قبل الاحتلال فاقما المشكلة، ما جعل قدرة السلطة الوطنية على دعم هذه المشاريع تتضاءل بشكل ملحوظ. نحن نعتمد جزئياً على التمويل من  منح دولية، ولكن الدعم المالي الحالي لا يغطي سوى الأجور الأساسية، ما يعيق تقدمنا بشكل كبير.

    قصص نجاح

    • ما أهم قصص النجاح التي حققتها الفضائية؟

    من بين أبرز قصص النجاح التي نفاخر بها في فضائية فلسطين التعليمية هي قدرتنا على الوصول إلى الطلبة في أصعب الظروف وأكثرها تحدياً.

    فعلى الرغم من غيابنا وعدم قدرتنا على الوصول  إلى قطاع غزة وابتعادنا عن المدارس التي دمرها الاحتلال، إلا أن تجربتنا في زيارتنا لمستشفى المطلع في القدس فتحت أعيني على القوة الحقيقية لتأثير فضائيتنا.

    في هذه المستشفيات، حيث يقيم مرضى السرطان ومرضى الكبد لفترات طويلة لتلقي العلاج، رغم معاناتهم الصحية، كانوا يتابعون فضائية فلسطين التعليمية بشغف كبير، مستفيدين من البرامج التعليمية التي نقدمها. إن رؤية البهجة التي غمرت وجوههم وهم يتعلمون عبر الفضائية، جعلنا ندرك مدى أهمية رسالتنا وان التعليم من حق الجميع .

    هذا النجاح يعكس قدرتنا على تقديم الأمل والتعليم حتى في أصعب الأوقات، ويجسد جوهر مهمتنا التعليمية والإنسانية. إن قصص هؤلاء الطلبة المرضى، الذين تحدوا كل الصعوبات هي من أقوى وأعظم قصص النجاح التي نرويها بفخر.

  • إنتاج محتوى رقمي

    • إلى أي مدى تواكب الفضائية إنتاج محتوى رقمي؟ وما أثر ذلك على الشرائح المستهدفة؟

    فضائية فلسطين التعليمية تقف في طليعة إنتاج المحتوى الرقمي التعليمي، متبنيةً أحدث التقنيات لضممان وصول المواقف التعليمية إلى الشرائح المستهدفة بأعلى كفاءة. عبر البث الفضائي، يتمكن الطلبة من متابعة الدروس التي تتوافق مباشرة مع المناهج الدراسية في مدارسهم ما يجعل هذه الدروس وسيلة دعم حيوية تغني تجربة التعلم التقليدية وتُكسبها بُعداً إضافياً.

    لكن الفضائية لا تتوقف عند هذا الحد؛ فهي تطلق دورات وبرامج تعليمية أسبوعية تُبث على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تجد تفاعلاً واسعاً من المدارس في مختلف أنحاء فلسطين. هذه البرامج تُتيح لنا الوصول إلى قاعدة جماهيرية أكبر، ما يعزز من تأثيرنا التعليمي.

    ولمواكبة التطور الرقمي بشكل كامل، تعتمد الفضائية على بوابتها التعليمية التي تعتبر ركيزة أساسية لبث محتواها. هذه البوابة صُممت خصيصاً لتكون ملاذاً تعليمياً للطلبة الذين لا يتمكنون من متابعة الدروس عبر التلفاز. فهي توفر تجربة تعليمية مرنة وسهلة، حيث يمكن للطلبة البحث، ومشاهدة الدروس بطريقة ميسرة ومبسطة، ما يضمن عدم تفويت أي موقف تعليمي.

    إن الفضائية، من خلال هذه الأدوات المتنوعة والمتكاملة، تؤكد التزامها بتقديم تعليم ذي جودة عالية يصل إلى كافة الطلبة، أياً كانت التحديات أو الظروف.

  • التغذية الراجعة

    • هل تقومون بتقييم مرحلي للعمل وكيف يتم ذلك؟

    في مجال الإعلام والإنتاج التلفزيوني، يتلقى المحتوى تقييماً فورياً من الجمهور، حيث تظهر استجاباتهم بشكل مباشر. رغم وجود فئة ترفض التعليم عبر الفيديوهات، إلا أن هناك تفاعلاً ودعماً من جمهورنا، عبر رسائل الفيسبوك والبريد الإلكتروني وزيارات لفضائية فلسطين التعليمية، بالإضافة إلى آراء المعلمين التي تعكس تجربة الطلبة. نحن نعتمد على هذه التغذية الراجعة لتحسين جودة التعليم وتلبية احتياجات الجمهور.

    • كيف ترى مستقبل الفضائية؟
      في ظل التغيرات المستمرة التي تشهدها فلسطين، أعتقد أن فضائية فلسطين التعليمية ستكون الثابت الوحيد في وزارة التربية والتعليم، مع مرور الوقت سيزداد الاعتماد عليها بشكل ملحوظ، وسنشهد نمواً وإقبالاً شديداً على برامجها. كما تسعى الفضائية إلى تقديم محتوى تعليمي متكامل يشمل مواقف تعليمية، تعليم إثرائي، وبرامج تربوية، إرشادية، ونفسية وصحية. هذه البرامج ستشكل وجبة تعليمية متكاملة يستفيد منها الطلبة والعائلات الفلسطينية على حد سواء. الفضائية ليست مجرد أداة تعليمية بل شريك أساسي في بناء مستقبل تعليمي مشرق.