نابلس-المحرر-بيسان عواد- منذ مطلع أحداث السابع من تشرين الأول 2023، فقد أكثر من (250) عاملاً من قرية بيت دجن بمحافظة نابلس عملهم داخل الخط الأخضر، فقرروا العودة إلى الأرض والعمل على إصلاحها، وإنشاء البيوت البلاستيكية وزراعتها بكافة الأصناف من المزروعات، بالإضافة إلى اعتماد موظفين من ذوي الدخل المحدود على مثل هذه المشاريع الزراعية.
هاني بدير يعمل معلماً لمادة الجغرافيا منذ أكثر من (15) عاماً اضطر للعودة إلى الأرض وزراعتها بالعديد من المزروعات البعلية، وكذلك الاعتماد على مياه الأمطار بزراعة الأرض بالباميه والكوسا والقمح وعباد الشمس.
يقول بدير”عدنا للأرض وللزراعة، الوضع في بلدنا صعب، ونحن كموظفين رواتبنا محدودة ولا تكفي مطتلبات الحياة”.
كان بدير يزرع من قبل بهدف الاكتفاء الذاتي، ولكن بسبب الأوضاع قام بزراعة حوالي(3) دونمات بهدف بيع المنتوجات وتوفير دخل له ولعائلته.
وارتفعت معدلات البطالة خلال عام 2024 في فلسطين، نتيجة الحرب على قطاع غزة وإغلاق سلطات الاحتلال المعابر في وجه العمال الفلسطينيين، إذ بات أكثر من(200) ألف عامل فلسطيني عاطلين عن العمل، ما أجبرهم ذلك للبحث عن بدائل اقتصادية محلية لتلبية حاجاتهم الأساسية.
ووصلت معدلات البطالة خلال عام 2024 في فلسطين 51% بواقع 35% في الضفة الغربية 80% في قطاع غزة مقارنة بعام 2023 حيث بلغ معدل البطالة في فلسطين 31% بواقع 18% في الضفة الغربية و53% في قطاع غزة، حسب جهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
يقول فارس نصاصرة مدير الإغاثة الزراعية في محافظة نابلس إن قطاع الزراعة هو القطاع الوحيد الذي ما زال يعمل في ظل الإغلاقات واستمرار الحرب، مشيراً إلى أن الإغاثة الزراعية استهدفت أكبر عدد من المزارعين، وعملت على إصلاح الأراضي وتأهيلها، وشق الطرق وحماية الأرض من خلال السياج والأشتال، لافتاً إلى أن سهل بيت فوريك وبيت دجن أكبر مثال على ذلك.
ويضيف”سهل بيت فوريك وبيت دجن مساحته (7) آلاف دونم، قبل الحرب لم يزرع بأي نوع من أنواع المحاصيل المروية، إذ كان الاعتماد على الزراعة البعلية كالقمح والبقوليات فقط”، لافتاً إلى أن الإغاثة الزراعية قامت بتمديد خط مياه لمسافة (9) كيلومتر في السهل وخطوط مياه زراعية رئيسية عملت على تغطية(3500) دونم من المساحات الزراعية، وبالتالي أصبح سهل بيت فوريك وبيت دجن يشكل سلة غذائية لمدينة نابلس كاملة، إضافة إلى توفير(500) فرصة عمل يومياً في السهل.
وبلغت مساهمة ﻗطﺎع اﻟزراﻋﺔ نحو 7% من الناتج المحلي الإجمالي لفلسطين، وفق معطيات وزارة الاقتصاد الوطني لعام 2021، في حين سجلت مساهمة الزراعة نحو 11% في الناتج المحلي الإجمالي في قطاع غزة، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2022.وبلغ الناتج المحلي الإجمالي من الزراعة في فلسطين (137)مليون دولار في الربع الأول من عام 2024، من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول من العام 2024 في الضفة الغربية البالغ 2.47 مليار دولار.
يقول المزراع والصحفي محمد أبو ثابت “كانت بيت دجن تزرع في البقوليات والقمح والشعير وغيرها من المزروعات البعلية، حيث كانت المساحة المزروعة قبل الحرب تتراوح(4-5)دونمات نظراً لشح المياه، لكن اليوم بعد توفر خط مياه زراعي في البلد بدأ مواظنون يتجهون لإنشاء بيوت بلاستيكية وزراعتها بالخضروات من أصناف مختلفة مثل: البندورة والخيار والكوسا والبازيلاء والفاصولياء والباذنجان.
ويضيف” تتراوح المساحة المزروعة اليوم(250 -300) دونم ومازال أهل القرية يقومون بإنشاء بيوت بلاستيكية جديدة ستكون مع بداية فصل الصيف القادم مزروعة”.
ويشير أبو ثابت إلى أن الوضع الاقتصادي تحسن في القرية من ناحية تسويق منتجات البيوت البلاستيكية، إذ يتم جمعها من قبل تاجرين من القرية يملكان محلين للأدوات الزراعية، موضحاً أنه لم يكن ذلك في السابق، ما سهل على المزارعين شراء المعدات الزراعية والترويج لمنتجاتهم، وبالتالي أصبح التجار وأصحاب المحال والعمال يعملون بفضل الزراعة.