الرئيسيةتقاريرخريجون يبحثون عن عمل بلا جدوى

خريجون يبحثون عن عمل بلا جدوى

بيت لحم-المحرر-مريم ربايعة- شهد رجوب خريجة من احدى الجامعات الفلسطينية مضى على تخرجها أكثر من (5)  سنوات وما زالت بلِا عمل حتى الآن رغم بحثها عدة مرات عن فرصة.

 تقول شهد إن من أسباب ارتفاع البطالة زيادة النمو السكاني وارتفاع نسبة الفقر، وغياب خطط تنموية على المستوى المحلي وكذلك عدم تطوير قطاع التعليم ما يجعل توفر فرص العمل أمراً نادراً.

بدوره، يقول محمد الحمري خريج من جامعة القدس  أنه سعى للبحث عن العمل في مجال دراسته ولم يجد، ما اضطره للعمل في ورش البناء.

ويضيف “الاقتصاد الفلسطيني في حالة استنزاف وفقدان للمهارات وهناك صعوبة في الحصول على العمل بسبب تراجع المهارات والخبرة”.

ويرى محمد أن من أسباب انتشار البطالة في الآونة الأخيرة  قلة الوظائف، والحرب القائمة، والاحتلال.

العديد من الخريجين يشكون من عدم توفر عمل في السوق المحلي، وسط محدودية الفرص، إذ يشير خبراء إلى أن قدرة القطاعين والعام في فلسطين على توفير فرص عمل لا تزيد عن (5) آلاف فرصة بينما تخرج الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في فلسطين قرابة (40) ألف خريج سنويا.

ويشير الجهاز المركزي للإحصاء إلى ارتفاع حاد في معدل البطالة بين الأفراد( 20 -29) الحاصلين والحاصلات على شهادة دبلوم وبكالوريوس في الضفة الغربية، إذا بلغ معدل البطالة حوالي 32٪  في العام 2023، في حين كانت 28٪  في العام 2022.

وأوضح الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في بيان أصدره أن أعلى معدل بطالة للطلبة الخريجين في تخصص اللغات سجل بنسبة 52٪ ، وفي تخصص العلوم الاجتماعية والسلوكية بنسبة 78٪  .

وأشار إلى انخفاض معدل البطالة في الضفة للطلبة الخريجين إذ بلغ هذا المعدل على المستوى الوطني 48٪  لعام 2022 ، بواقع 28٪  في الضفة 74٪  في غزة ، في حين كان هذا المعدل 53٪  لعام 2021 ، بواقع 35٪ في الضفة و74٪  في قطاع غزة.مع الإشارة إلى أن هذه الإحصائية سبقت الحرب الحالية، ما يعني ان نسبة البطالة بين صفوف الخريجين قد تكون ارتفعت أكثر من ذلك بسبب تداعيات الحرب، إذ أشار تقرير للبنك الدولي إلى أن الاقتصاد الفلسطيني فقد ربع قيمته مسجلاً انكماشاً بنحو 26% خلال العام المنصرم.

بالنظر إي المعطيات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء نلاحظ بأن معدل البطالة في فلسطين مقلق جدًا، نظراً لارتفاعه بالمقارنة مع الدول الأخرى والسنوات الأخيرة ، ولا شك أن السبب المباشر في تفاقم هذه المشكلة يعود إلى أن فلسطين دولة تحت الاحتلال الذي يقيد حريتها في استغلال ثرواتها ومواردها الطبيعية، ويمنعها من السيطرة على معابرها ومياهها ومجالها الجوي ، عدا عن تدمير بنيتها التحتية، وإبقاء الاقتصاد الفلسطيني تابعاً للاقتصاد الإسرائيلي.

ومن الملاحظ أيضًا أن نسبة البطالة بين الإناث تفوق نسبتها عند الذكور ولعل السبب في ذلك يعود إلى مفاهيم اجتماعية ما زالت سائدة داخل المجتمع الفلسطيني المحافظ الذي يحاصر المرأة في وظائف معينة، ومن جهة أخرى الطابع الذكوري الذي ما زال مهيمن على قطاع العمل في فلسطين.

ومنذ بداية حرب 7 أكتوبر 2023 ارتفعت نسبة البطالة بشكل كبير في فلسطين عامة وغزة خاصة، حيث أصبح معدل البطالة أضعاف السنوات السابقة، وهذا ما قاله بعض الخريجين الفلسطينيين الذين يعانون من البطالة.

يقول الصحفي المختص في الشأن الاقتصادي محمد رجوب  إن السبب الأول لانتشار البطالة في المجتمع الفلسطيني هو اقفال سوق العمل الإسرائيلي أمام العمال الفلسطينيين، الأمر الذي أدى الى تعطل نحو(250) ألف عامل بشكل مباشر ـو غير مباشر، بالإضافة الى ذلك أدت الحرب إلى تباطؤ الاقتصاد الفلسطيني وإغلاق بعض المنشات الصغيرة أبوابها واستغناء بعض الشركات عن العمال لديها ، بالإضافة الى العوامل البنيوية للبطالة وأهمها :ضعف الاقتصاد الوطني في خلق الوظائف والفجوة بين مخرجات التعليم وسوق العمل.

وأضاف رجوب أنه للحدّ من البطالة لا بدّ من خلق ترتيبات لإعادة العمال الفلسطينيين لسوق العمل الإسرائيلي، بالإضافة إلى إيجاد بنية تحتية وتشريعية لتحويل الاقتصاد الوطني من خدماتي إلى اقتصاديعتمد على قطاعات إنتاجية،  وضخ سيولة لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة .

تبقى البطالة في فلسطين إحدى التحديات الصعبة التي تواجه الفلسطينيين في شتى مجالات حياتهم ، لذا لا بد من وجود أفكار وحلول خلاقة تقلل من نسبة البطالة، خاصة في صفوف الخريجين.