*ما أصاب غزة مأساة حقيقية والحرب فتكت بكل شيء
*مطلوب ترسيخ الوحدة الوطنية لمجابهة التحديات التي يفرضها الاحتلال
غزة-المحرر- ايمان قديح-وصف محافظ غزة والقيادي في حركة فتح ابراهيم أبو النجا الوضع في غزة حاليًا بـ” مأساة إنسانية بكل معنى الكلمة”، مشيراً إلى أن الحرب الأخيرة أسفرت عن مذبحة جديدة في صفوف المدنيين، وتدمير شامل للبنية التحتية
وأضاف في لقاء مع “المحرر ” إلى الحاضنة الكبرى للقضية الفلسطينية، وجدت نفسها في قلب هذه المأساة مرة أخرى. قائلاً” هذا التصعيد هو نتيجة تراكمات تاريخية سياسية واجتماعية، ما يجعل الأمر أشبه بمأساة مستمرة لا تنتهي”.
وأكد أبو النجا أن التأثير الأكبر لهذه الحرب يكمن في أن المدنيين هم الضحايا الأوائل في كل حرب، منوها إلى أنه يعيش في غزة أكثر من مليوني فلسطيني في مساحة صغيرة مكتظة، ما يجعل المعاناة مضاعفة.
وتابع” الحرب تفتك بكل شيء: البيوت، والمدارس، والمستشفيات، وحتى الشوارع. اولأطفال والشيوخ هم الأكثر تأثرًا، لأنهم لا يستطيعون الهروب من هذه الهمجية. كل يوم يمر يعكس حجم الدمار والخراب الذي طالما كان في قلب حياة هؤلاء الناس.”.
وصرح في اللقاء الذي أجري قبل التوصل إلى صفقة بأن الحقيقة المؤلمة تتمثل بأن المجتمع الدولي لم يقدم ما يكفي لوقف هذا التصعيد. وأضاف” لا تكاد نرى تحركًا جادًا في أرض الواقع. حتى القرارات التي تدين التصعيد الإسرائيلي تظل حبرًا على ورق، بينما يستمر القتل والتدمير في غزة. على الرغم من الدعوات لوقف إطلاق النار، لا نرى تحركًا فاعلًا يوقف آلة الحرب الإسرائيلية. دور المجتمع الدولي كان دائمًا في التأجيل، بدلًا من إيجاد حلول حقيقية تنقذ أرواح المدنيين”.
وحول الحل طويل الأمد، أكد أبو النجا بأنه يجب أولًا أن يكون هناك اعتراف بالحقوق الفلسطينية. وقال” الحل لا يكمن في وقف إطلاق النار فحسب، بل في إيجاد تسوية دائمة تُنهي الاحتلال الإسرائيلي. يتطلب ذلك إرادة سياسية حقيقية، من الأطراف الدولية والمحلية، لتحقيق العدالة. لا يمكن الحديث عن سلام حقيقي في ظل استمرار الاحتلال والممارسات القمعية. الأفق يبقى مظلمًا ما لم تُعطَ حقوق الشعب الفلسطيني مكانتها في أي عملية سلام”.
وأكد على أهميته الوحدة الفلسطينية، قائلا “يجب إن يبقى المجتمع الفلسطيني مُتحدًا رغم كل المحن. في هذه اللحظات التضامن الفلسطيني الداخلي أمر بالغ الأهمية. إذا تفرقت الصفوف، فإن هذا يعني أننا نضعف أنفسنا أمام هذا الاحتلال الظالم. يجب على الجميع، سواء في غزة أو في الشتات، أن يركزوا على هدف واحد: تحرير الأرض وحماية الحقوق. الشباب الفلسطيني خاصة، الذين يشكلون عماد المقاومة، لهم دور كبير في التوعية وإيصال صوت القضية الفلسطينية إلى كل العالم”.
ووجه رسالة إلى العالم مفادها أن الشعب الفلسطيني لا يسعى إلى العيش في حرب دائمة، بل يبحث عن العدالة والحرية. وقال” لا يمكن للعالم أن يتجاهل هذه المأساة. القضية الفلسطينية ليست قضية أرض فقط، بل هي قضية حقوق إنسان، قضية كرامة. ومن واجب الجميع الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في سعيه نحو تحقيق هذه الحقوق. غزة، رغم كل ما تعيشه من ويلات، ستظل صامدة. والحرية قادمة، مهما طالت السنون”.