- الأسلوب “الوصولي” يحقق الكسب السريع، لكن الدوام لأسلوب” لا يصح إلا الصحيح”
- الصدق مع أنفسنا ومع الآخرين يُمثل حجر الأساس في عيش حياة سعيدة
- التشدد وتسييس الدين من أهم التحديات التي تواجهها بعض مجتمعاتنا
- بوادر وعي عربي جديد بعد التحرر من موروثات ثقافية وتاريخية والتوجه نحو التنمية الاقتصادية
- صندوق الاستثمارات العامة السعودي دخل بِحِصَّة مُؤثِّرة في شراكات مع أحد أكبر صناديق الاستثمار في مجالات التقنية الحديثة على مستوى العالم
- المملكة العربية السعودية حققت المرتبة الثانية بين دول مجموعة العشرين في مجال التنافسية الرقمية وهذا مؤشر على إمكانية الالتحاق بالدول المتقدمة
جدة– المحرر- زينب عادل- يمر الفرد بمجموعة من التحديات على الصعيدين الشخصي والمجتمعي، بدءاً من بيئة العمل، وصولاً إلى تطور العالم المتسارع، ومجاراة الإنسان لكل ما يدور من حوله، ما يخلق نوعاً من فقدان السيطرة، أو ربما نوعاً من التوازن .
يحدثنا الكاتب والمفكر الدكتور عبدالله التلمساني في كتابه “طريق التوازن” عن هذه التحديات، وتأثيرها على الجيل الجديد، ويزودنا بخطط واقعيه لبدء حياة متوازنة.
ويشير التلمساني الى أن الجهود التي تبذلها بعض الدول العربية من جهد ومال ليس كافيا،ً ولم تحقق المأمول منها نتيجة لعدد من التحديات ما بين الماضي و الحاضر، وصولاَ إلى فرص تقدم مجتمعاتنا. في هذا الحوار يناقش “المحرر” الدكتور التلمساني في عدد من المواضيع الحيوية والمهمة التي تطرق إليها أيضاَ في برنامج “توازنات” في ضوء تجاربه ومؤلفاته عن التوازن. وفيما يلي نص اللقاء:
التوازن مدخل التطور
*يجد القارئ لكتاب “طريق التوازن” وكتاب “بين الوعي والأوهام”، تنوعًا فكريًا، بين تطوير الذات، ونمو الاقتصاد العربي، ورؤية الفرد التأملية لقوى الطبيعة، ومفهوم الزمان والمكان، وغيرها من المفاهيم. فما الذي يجمع بين تطوير الذات والاقتصاد؟ وكيف استطاع دكتور عبدالله تحقيق هذه الانسيابية والانسجام لدى القارئ؟
لقد كان شغلي الشاغل، منذ فترة التسعينات، هو تطورنا كأفراد ومجتمعات. ولقد وجدت في التوازن، المدخل والمسار لتحقيق هذا التطور.. لذا، مثَّل التوازن القاسم المشترك بين جميع المواضيع التي تناولتها، بصرف النظر عن الاختلاف في طبيعتها.
على سبيل المثال، هدف كتاب “طريق التوازن” إلى تطوير أنفسنا كأفراد، على المستوى الشخصي، والعملي، والاجتماعي. لذا أصبح التطوير الذاتي هو مجال هذا الكتاب.
وجاءت قضية التطوير الاقتصادي والمجتمعي في كتاب “بين الوعي والأوهام” لتمثل امتدادًا لعملية التطوير لتكون على مستوى مجتمعي أوسع.
وأتت قضية النظرة المتوازنة إلى الكون، ومنظورنا للمكان والزمان، في كتاب “بين الوعي والأوهام”، لتخدم شريحة مهمة من مجتمعاتنا، وهي شريحة الشباب، والتي تحتاج إلى صياغة جديدة للعديد من القضايا، والتي تبدأ بنظرتنا المتوازنة للكون، بما في ذلك مفهوم الزمان والمكان، وغيرها.
التناسق بين سلوكنا وقيمنا الأخلاقية
*كيف يمكن أن يساهم التناسق بين سلوكياتنا واخلاقنا في تحقيق حياة متوازنة؟ وما هي القيم والممارسات التي يمكن أن تساعدنا في تحقيق هذا التناسق؟
يمثل التوازن بين سلوكياتنا وقيمنا الأخلاقية أهمية خاصة في بناء حياة سعيدة ومتوازنة. وفي ذلك يقول غاندي: “السعادة، هي في ألا يكون لدينا شعور داخلي بوجود تناقض بين ما نُفَكِّر فيه، وما نَقُوُله، وما نَفْعَلُه”. وبالتالي، فإن الصدق مع أنفسنا ومع الآخرين، يمثل حجر الأساس في عيش حياة سعيدة ومتوازنة.
لإحداث هذا التوازن، توصلت إلى ثلاثة قواعد ذهبية، للوصول إلى خيارات وسلوكيات أخلاقية. ويرتكز أولها على الحديث النبوي الشريف:”الإثْمُ ما حَاكَ في نَفْسِك وكَرِهْت أن يَطلَعَ عليه الناس”.
ويشكل هذا الحديث، نِظامًا أخْلاقيًا شامِلاً، يُوَفِّر لنا “بَوْصَلَة”، تَقُودُنا إلى اختيار المواقِف الأخلاقية المتوازنة، في حياتنا اليومية والعملية.
تبدَأ أولاً: باختِبَار داخلي لمدى رِضَا الفرد منا عن القيام بِتَصَرُّف مُعَيَّن. فإذا أحَسَّ الفرد بِعَدَم الارتِيَاح النَفْسِي لهذا التَصَرُّف (أي حَاَك في نَفْسِه)، فإن ذلك يَعْنِي أنه تَصَرُّفٌ آثِم، “أو غير سليم”.
وَتَحَسُّبًا لإمكانية مُغالَطَة النَفْس، نتيجة للرغبة العارِمَة في حصولنا على مكاسب مُعَيَّنة، أو لعدم وضُوحِ الرؤية، يُقَدِّم هذا الحديث اختِبَارًا ثانيًا، ومِعْيارًا مُسْتَقِلاً، لِقِيَاس مدى صِحَّة أو “أخلاقِيَّة” العمل الذي نُفَكِّر في القيام به.
ويتمثَّل ذلك، في تَحَرِّي إحسَاسِنَا تِجَاه عِلْم الآخرين بِقِيامِنا بهذا العمل.
وفي حال أحْسَسْنا بالتَحَرُّج من عِلْم الآخرين به، (أي كَرِهْنَا أن يَطَّلِعَ عليه الناس)، يكون هذا العَمَل آثمًا أو غير سليم.
وتتمثل “القاعدة الذهبية” الثانية، في قوله صلى الله عليه وسلم، “لا ضررَ ولا ضِرار”. ويتم بناءً عليها تبني الخيارات التي تحقق أهدافنا بأفضل شكل، في حين لا تضر بالآخرين. وينبني على ذلك أيضًا، أننا لا نرضى على الآخرين ما لا نرضاه لأنفسنا.
أما “القاعدة الذهبية” الثالثة، فتتمثل في نموذج حضاري، يرتكز على المثل القائل: “لا يَصِحُّ إلا الصحيح”.
ويمكن في ضوء هذا المثل أن نُمَيِّز بين أسلوبين في العمل أو الحياة. الأسلوب الأول: ما يمكن أن نُسَمِّيه بالأسلوب “الوصولي”.
هذا الأسلوب، الذي يَتَّصِف بالسعي إلى تحقيق الكسب السريع، بغض النظر عن مصدره، وإظهار إنجازات أو تَمَيُزْ بغض النظر عن أساس هذه الإنجازات، أو حقيقة ذلك التميز، وعلى حساب مَنْ تم تحقيقه.
أما الأسلوب الثاني للحياة، فهو أسلوب “لا يصح إلا الصحيح”، الذي يتميز بِتَوَخِّي الأمانة مع النفس والآخرين، والعمل الجاد بشكل مستمر وثابت.
وفي حين قد يُحَقِّق الأسلوب “الوصولي” الكثير، في وقت قصير، والإعجاب والثناء بشكل أسرع، إلا أنه لا يدوم. ذلك لأنه لم يُبْنَ على أساس صلب. هذا في حين أن أسلوب “لا يصح إلا الصحيح” تَظْهَر صحته وتقدير الناس له، ولو بعد حين.
كما يُكْتَبُ لأسلوب “لا يصح إلا الصحيح” الدوام، مقارنة بالأسلوب الوصولي. وذلك انطلاقاً من قوله عز وجل:
(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ)
مؤسسات سليمة وأخرى مريضة
*تبدأ الحياة العملية من مكان العمل أو المؤسسة، فما هي بيئة العمل المتوازنة من وجهة نظرك؟
يمكن لبيئة العمل أن تؤثر بشكل سلبي أو إيجابي على توجهاتنا، ومن ثم على قيمنا الأخلاقية.
ويمكن في هذا الصدد، تقسيم المؤسسات إلى مؤسسات سليمة و”مؤسسات مريضة”، وذلك من حيث طبيعة تأثيرها على سلوكياتنا.
وتتميز المؤسسات “السليمة” بكونها تُخْرِج أفضل ما لدى منسوبيها. وذلك بتبني رؤية واضحة، وثقافة ذات جذور مهنية وأخلاقية راقية، ومسؤوليات محددة للأفراد، تستفيد من قدرات التَمَيُّزِ لديهم، وتَسْتَحِثُ قدراتهم التنافسية مع أنفسهم قبل أقرانهم.
وعلى عكس ذلك، تتسم المؤسسات المريضة بعدم وضوح الرؤية والأهداف، وبإسناد المسؤوليات لمن لا يستحقها،
ما يجعل النفاق الوسيلة الوحيدة لإظهار القدرات، ويجعل المكائد والمنازعات، وسيلة المنافسة بين منسوبـي المؤسسة.
وبذلك تُصبح الفعالية والإتقان في آخر قائمة الأولويات.لذا، فإن من المهم جدًا العمل في بيئة مهنية سليمة، وذلك حمايةً لتوجهاتنا وأخلاقنا.
تأثير الوهم والعناد والخوف على اتزاننا
*ما المؤثرات التي قد تحد من مدى اتزاننا وقدرتنا على التطور كأفراد ومجتمعات. وما هو دور العناد والخوف في هذا الصدد؟
بتحديد التوازن كأسلوب يحقق لنا عيش حياة متوازنة، يصبح من الضروري النظر في المؤثرات التي قد تؤثر على مدى اتزاننا، وتبعدنا عن حالة التوازن المطلوبة ويمثلُّ كلٌّ منَ “الخلفيةِ الثقافية” و”الحالةِ الذهنيةِ”، مؤثرينِ رئيسينِ على مدى اتزان توجهَاتِنَا.
ويظهر أثر خلفيتنا الثقافية في إمكانية تحيزنا نحو توجهات غير متزنة، الأمر الذي يبعدنا عن تبني آراء وسلوكيات متوازنة.
وكمثالٍ على التحيزِ المرتبطِ بالخلفيةِ الثقافيةِ في مجتمعاتِنَا.
نشيرُ إلى أنَّ تَعَمُّقَ بَعْضِ الدَارِسينَ للفِكْرِ الغربيِّ، أوِ افْتِتَانِهِمْ بثقافَتِهِ إلى درجةِ التَّزمُّتِ، قدْ يؤدي إلى الوصولِ إلى المَرْحَلَةِ التي لا يَرَوْنَ فيها العَالَمَ، أوِ الأفكارَ، إلا منْ خلالِ “المنظورِ الغَرْبِيْ”.
ليسَ ذلكَ فَحَسْبْ، بلْ إنَّ “الثقافةَ الغَرْبِيَّةَ”، تُصْبِحُ جُزءًا منْ هَويَّتِهِمْ. وذلكَ للدرجةِ التي تَجْعَلُ أيَّ مَنْظُورِ لا يتماشَى معَ المنظورِ الغربيِّ، تهديدًا لهذهِ الهَوِيَّةْ. وتَدْخُلُ هذهِ الظَاهِرةُ خَلفَ الكثيرِ منْ مظاهرِ الفَجْوَةِ الثقافيةِ، بينَ بعضِ أفرادِ الجيلِ العربيِّ الجديدِ ومُجْتَمَعَاتِهِ.
ويَنْطَبِقُ هذا الأمْرُ أيضًا على التحيُّزِ إلى الجانبِ الآخرِ منَ المعادلةِ. ويتمثلُ ذلكَ في “إيغَالِ” الفردِ في الدِّينِ إلى دَرجَةِ “التَشدُّدْ”. ويُؤدِّي هذا “التشددُ”، إلى خَلَلٍ في “نَظرةِ الفردِ إلى العالَمِ والدِينِ”، ومِنْ ثَمَّ، إلى تَبَنِّي آراءٍ عنِ الدينِ والدنْيَا، وسُلوكِيَّاتٍ، غيرِ مُتوازِنةْ.
ويمثلُ التشددُ أحدَ أكبرِ التحدياتِ التي تواجِهُهَا بعضُ مجتمعاتِنَا. وإضافة إلى تأثير خلفيتنا الثقافية على اتزان آراءنا وسلوكياتنا، تأتي حالتنا الذهنية كمؤثر رئيس على مدى اتزاننا.ويأتي الوهم، كأحد هذه هذه المؤثرات على حالتنا الذهنية ويتمثل ذلك، على سبيل المثال، في وهم المعرفة.
هذا الوهم الذي يظن صاحبه أنه قد علِم كامل الحقيقة، الأمر الذي يقوده إلى إصدار آراء شمولية غير دقيقة أو متوازنة عن قضايا العديد من القضايا. وتنعكس هذه الآراء على سلوكياته، لتكون بدورها غير متزنة.
كما يأتي العناد والكبر والخوف أيضًا، كعناصر مؤثرة على آراءنا وسلوكياتنا، وبشكل ينعكس على مدى اتزاننا.
ويمثل الخوف أخطر هذه المؤثرات، حيث يكادُ يَدْخُلُ خَلْفَ جميعِ الدوافعِ الضارةِ، مثلَ العِنَادِ والكِبْرِ. هذا إضافةً إلى الكَرَاهِيَةِ، والتَشَدُّدِ، والعُنْفِ، والنِّفَاقِ، والجَشَعِ، والحَسَدِ، وغَيْرِهَا. وللدلالة على علاقةِ الخوفِ بالجهلِ، وتأثير الخوف السلبي على توجهاتنا وسلوكياتنا، يقولُ ابنُ رشدْ:
“الجَهْلُ يَقُودُ إلى الخَوْفِ، والخَوْفُ يَقُودُ إلى الكَراهِيَةِ،والكَراهِيَةُ تَقُودُ إلى العُنْفِ.هذهِ هيَ المعادلةْ”.
اجابات عن ثلاثة أسئلة لبدء حياة متوازنة
*أشرت في برنامج توازنات إلى خطة تنفيذية، يمكن من خلالها الحصول على فرصة أخرى لبدء حياة متوازنة. حدثنا عن الملامح الرئيسة لهذه الخطة؟
هناك علاقة مباشرة بين مستوى النجاح الذي نُحَقِّقُه من جهة، وقدرتنا على أخذ مبادرات إيجابية على طريق النجاح من الجهة الأخرى.
ويبدأ تحديد استراتيجيتنا لعيش حياة متوازنة، بالإجابة على مجموعة من الأسئلة الأساسية، على مستوى حياتنا بشكل عام.
ويمكن أن تشمل هذه الأسئلة ما يلي:
- أولاَ: ما الأعمال ذات القِيَمة، التي حَقَّقْتُها على مستوى عملي وأسرتي ومجتمعي وعاقبةِ أمري، والتي أعتقد أنها كافية لو حَدَثَ أن مِتُّ غداً؟
- ثانياً: هل وَصَلْتُ إلى حَدٍّ مناسب من القبول بحياتي، والرضى عما قسم الله لي؟
- ثالثاَ: كيف يُمْكِنُنِي تحقيق مستويات أعلى من الرضى والتَمَيُّز، للوصول إلى مستويات أعلى في الجانبين أعلاه؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة، أو أسئلة مشابهة، تُحَقِّقُ لنا على أقل تقدير، الوصول إلى رؤية شاملة لحياتنا، ولمدى النجاح الذي تم تحقيقه في حياتنا على مستوياتها الرئيسة، وسبل تحقيق توازن عام على هذه المستويات.
وفي ضوء هذه الإجابات، يُمْكِنُ تحديدُ عدد من الأسئلة التفصيلية؛ على مستوى العمل، والأسرة، والمجتمع، وعاقبةِ الأمر.
يقول سقراط:”الحياة بدون مساءلة للنفس، لا تستحق أن نعيشها”.
ولقد قدَّمت في كتاب “طريق التوازن” ما سميته “نموذج تطوير حياتنا”، يتم من خلاله تحديد موقعنا الحالي بكلٍ من جوانب حياتنا، وما نريد الوصول إليه في كل منها.
ويمكن من خلال هذا النموذج، تطوير جميع الجوانب التي نرى الحاجة إلى تطويرها، وذلك في ضوء تجاربنا الشخصية، ونتائجها، وما تم عرضه من آراء ومقترحات في كتاب “طريق التوازن”.
تحديات لنقلة حضارية عربية
*في سياق حديثنا عن التحديات، عادة ما تقع مجتمعاتنا في حيرة بين ثقافة المجتمع المحلي من جهة، والانفتاح على العالم وثقافاته والتعلم من تجاربه من جهة أخرى. ما هي رؤيتكم تجاه طريقة التعامل مع هذا الخيار الصعب؟
يمثل الخيار بين التراث والحداثة، أو الأصالة والمعاصرة، قضية محورية، تؤثر على فرص تقدم مجتمعاتنا.
ولقد استحوذت هذه القضية على جزء كبير من نقاشات ومساهمات العديد من المفكرين العرب، خلال سعيهم للوصول لمدخل لإحداث نقلة حضارية في عالمنا العربي.
ولقد أدى احتباس هؤلاء المفكرين في هذا الجدل بين الأصالة والمعاصرة، إلى خلافات طويلة وغير بناءة.هذا في حين دَخَل العالَم العربي، خلال هذه الفَتْرَة، في المزيد من الأزمات والكوارث السياسية والاجتماعية والحضارية.
كما جاءَت ثَوْرَة المَعْلُومَات والتَقْنِيَة لتزيد من مدى اكتساح الفِكْر الغَرْبِي لأرضِيَّة الثقافة والحِوار والطَرْح. ولِتُعَمِّق الهُوَّة العِلمِية والثقافية والحضارية بين مجتمعاتنا والعالم من حولنا.
ويرجع عدم جدوى الدخول في هذه النقاشات كمدخل لإحداث نقلة حضارية، إلى حقيقة أن إحداث نقلة حضارية عربية لا يتحقق بناءً على الاختيار بين “التراث والحداثة”، أو “الأصالة والمعاصرة”، وإنما في تحقيق التوازن بينهما.
ولقد سَبَق أن واجَهَت دول، مثل: سنغافورة، وماليزيا، وغيرها الكثير، تَحَدِيَّات في سبيل تَحقِيق الانفتاح على العلوم والثقافات العالمية اللازم للتطور من جهة، والحفاظ على ثَقَافَتِها من جهة أخرى. وتَمَكَّنَت من إحراز قَدْر من التَوازُن المُنَاسِب لها.
ويُمكِن لكل من الدول العربية تَحْقِيق “التَوازُن المطلوب” بين الانفتاح على العلوم والثقافات العالمية والحفاظ على ثَقَافَتِها، حَسَب ظُروفها واحْتِيَاجاتها الخاصة، والاستفادة من تجارب الدول التي أحرزت تقدمًا في هذا المجال.
ذلك بدلًا عن الاكتفاء بالدخول في جدليات نظرية للاختيار بين “الأصَالة والمُعاصَرة” أو “التُراث والحَدَاثَة”، أو غيرها، والتي كما سبق وأشرنا، تؤدي إلى المزيد من الخلافات غير البناءة.
ضرورة القضاء على التطرف
*جيل جديد بفكر جديد. هل تحَرَّر هذا الجيل من تحديات العقود الماضية، والتي ربما ما زالت في الأفق، كالتشدد وغيره؟ وما تأثير ذلك على فرص تقدم مجتمعاتنا؟
يَظْهَر للمُراقِب بِدِقَّة وعدم تَحَيُّز، أن ما مَرَّ به العالم العربي من تحديات، خلال العُقُود الماضية، وعلى رأسِها ظاهِرة التَشَدُّد وتَسْيِيس الدين، قد أدَّت إلى رَدَّة فِعْل، نَتَج عنها ظهور بوادر “وعي جديد” لدى بعض مجتمعاتنا العربية.
ولقد أدْرَك العديد من أبناء وبنات الجيل العربي الجديد، مُبَكرًا، أضْرار هذه الظاهرة، ورفَضُوا مظاهرها.
ونَتَج عن ذلك نُفُور العديد منهم من ثقافة مجتمعاتهم، واعتبروها ثقافة ترتبط “بالتَخَلُّف”. لذا، فقد كان الشباب من أوائل الذين اسْتَجَابُوا لِدَعوات قِيَادَات عربية لِنَبْذ التَشَدُّد وتَبَنِّي القِيَم الدينية السَمْحَة.
ونُشير في ذلك، إلى تأكيد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في عام ألفين وسبعة عشر، على ضَرُورَة القضاء على التَطَرُّف، والعودة إلى الإسلام الوسطي، الذي كنا عليه قبل عام ألف وتسعمائة وتسع وسبعين.
ولقد كان لهذه الدعوة أصداء واستجابة واسعة في أرجاء العالم العربي.
كما نادَت القيادات بجمهورية مصر العربية ومجلس التعاون الخليجي ودول بالمشرق والمغرب العربي، والعديد من العلماء والمثقفين، بضرورة التحرر من أضرار التشدد الذي عانت منه مجتمعاتنا.
ويُمَثِّل هذا الوَعْي بأضرار التشدد، أحد أهم “نِقَاط القُوَّة” التي تَدْعُم فُرَص تَقَدُّم مجتمعاتنا العربية حاليًا.
ويَتَطلَّب التَحوُّل عن ظاهرة التَشَدُّد، المزيد من فعاليات التوعية، وتَوفِير البيئة الثقافية التي تَحُد من أسباب تَفَشِّي هذا المرض.
هذا إضافة إلى دعم التنمية الاقتصادية والمجتمعية؛ حيث إن ظواهر الفَقْر والبَطالة وانْعِدام الفُرَص، مَثَّلَت عناصِر، تَمَّ اسْتِغْلالها من قِبَل دُعَاة التطرف. ويمثل هذا الوعي الجديد بالتخلص من الانغلاق الفكري، واستخدام الدين لأغراض ضيقة، فرصة مهمة لإحداث نقلة حضارية بعالمنا العربي.ذلك أن هناك ارتباط وثيق بين ارتفاع “مُستَوى الوَعْي” من جهة، وتَبَنِّي التَوَجُّه التَنْمَوِي نحو التقدم من الجهة الأخرى.ولقد أكدت على هذه العلاقة العديد من التجارب العالمية، في أوروبا، وآسيا، وأفريقيا. حيث انتقلت فيها دول من حالات تخلف إلى تقدم مدهش، بمجرد تخلصها من أمراض التشدد والعنف واستخدام الدين لأغراض ضيقة، وغيرها.
مؤشرات تٌبرِز علامات التقدم في دولنا العربية
* من وجهة نظر متوازنة، ما هي الممكنات المتوفرة لدعم فرص تقدم دولنا العربية، للحاق بالدول المتقدمة؟
ظهر خلال السنين القليلة الماضية عدد من الممكنات التي يمكن أن تدعم تطور مجتمعاتنا.وتَشْمُل هذه “المُمَكِّنات”، ظُهُور بوادر وَعْي عربي جديد لدى بعض مجتمعاتنا، وتَركِيز هذه المجتمعات على التَنْمِيَّة، بعد التَحَرُّر من أوهام ومَؤثرات مجتمعية وموروثات تاريخية.
هذا إضافة إلى اتضاح مؤشرات فرص تقدم مجتمعاتنا، والقَاطِرَة التي يمكن أن تقود هذا التقدم.
كما أن هناك “مُحفزات” مهمة تدعم هذه الممكنات، ويأتي على رأسها، ظُهُور نَمَاذِج لِقِيَادَات عربية ذات تَوَجُّه قوي نحو إحداث تنمية واسعة وسريعة.
ولقد تحول عدد من الدول العربية، مؤخرًا إلى “وِرَش عَمَل تَطوير”، مَحْمُوم ومُتسَارع، بِدَعْم من جُهُود ورؤية قِياداتَ عربية، أدَّى إلى تَحْقِيق تَقَدُّم مَلمُوس خلال فترة وجيزة، لم تتعد ثمانية أعوام.
ويُوَفِّر ظُهُور نَتَائِج رُؤى وجُهود قِيَادَات من العالم العربي، فُرصَة مهمة لِتَقدِيم “أمْثِلَة عَمَلِية” لِمُسْتَوَى الإنجازات التي يُمْكِن أن تُحَقِّقها قِيَادَات عربية نَحْوَ إحراز نَقْلات حضارية تَستَحِقُّها شُعوبُنا.
ولقد أدى ظُهُور هذه النماذج العربية للقيادة والتنمية أيضًا، إلى إحداث حالة تَنَافُس بَنَّاء بين دول عربية، لتحقيق مستويات أعلى من التنمية، وذلك بدلاً عن الانشغال بنزاعات وتنافُس على قَضَايَا غير ذات جدوى.وإضَافةً إلى ظُهُور نَمَاذِج لِقِيَادَات عربية ذات تَوَجُّه قوي نحو إحداث تنمية واسعة وسريعة، هناك عنصر آخر يدعم فُرَص تقدم مجتمعاتنا، وهو: تَوَفُّر الموارد البَشَرية الشابة.
ويُمَثِّل الشباب غالبية السُكان في العالم العربي، الأمر الذي يَجْعَل العنصر البشري “نقطة قوة” تَدْعُم إمكانية تَقَدُّم عالمنا العربي.
وهناك دَلائل تُشير إلى تَميُّز قُدُرات الشباب في العالم العربي في مجالات التقنية، والتي تمثل قاطرة تقدم الدول العربية.
وفي هذا الصدد يقول المدير العام لشركة “أوبَر” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:
“إن شباب منطقة الشرق الأوسط مُتَمَرِّسُون في استخدام التقنية، الأمر الذي يُوفِّر مُقَوِّمَات لِحُدوث مزيد من الإبداع في المنطقة”.
وهناك عنصر ثالث مهم، تزايد تأثيره خلال السنين القليلة الماضية، وهو نِهايَة عَصْر السَيطَرَة الكاملة على تَدَفُّق المعلومات.
ويؤدي انْفِتَاح قنوات المعرفة على مستوى العالم، إلى الحَد من إمكانية السَيطَرة على العُقُول من خلال أساليب الحماية والمَنْع والانغلاق التقليدية، التي رَسَّخَت لمظاهر تَخَلُّفنا. وأصبح الانفتاح على العالم من حولنا، بعلومه وثقافاته، واقعًا لا يُمكِن تفاديه.
وتُمَثِّل هذه الظاهرة “فُرْصَة ذَهَبِيَّة” لانْعِتَاق العالم العربي من الانْغِلاق الفِكْري. كما تَضَعُنا هذه الفُرْصَة أمَامَ تَحَدٍ تاريخي، للاختيار بين أخُذ زِمَام المبادرة بِأيدينا لِدَعْم إمكانيات التَفكِير الحُر والإبداع وتحقيق التقدم، أو أن نَسْتَمر في تَوَجُّه الانغلاق، غَيْر المُجْدِي. هذا الانغلاق، الذي لا يُؤدِّي إلا إلى عدم استفادتنا من الأفكار والثقافات والفرص، التي يَغْتَنِمْها العالم من حولنا.
الانفتاح الرقمي مؤثر قوي على تطور مجتمعاتنا
* تبذل الدول العربية الجهد والمال من أجل دعم الابداع العلمي والرقمي أو حتى الثقافي، فهل هذا كاف؟ وما هي التحديات التي تواجهها بعض الدول العربية للإعلاء من قيمة الابداع الشبابية؟ وما هي سبل دعم هذه الابداعات؟
يُمَثِّل دعْم الإبْدَاع العِلمِي والثقافي ومجالات الابتكار الرقمي، أحد أهم متطلبات تطور العالم العربي حاليًا، الأمر الذي يجعله، أولوية قُصْوى” لتحقيق النهضة المنشودة.
وتَبْذُل دول عربية الغالي والنفيس، لِدَعْم مجالات الابداع والابتكار. إلا أنها لاتَزَال تشْكُو من عَدَم التَفْعِيل الكافي لإحداث التطوير المنشود، وذلك لأسباب تَخْتَلِف من دولة إلى أخرى. ويَرجِع جزء كبير منها إلى “بَقَايا” مَظَاهِر الانغلاق الفِكْري الذي عانت منه دولنا خلال العقود السابقة.
وتأتي على رأس مجالات دعم الابداع والابتكار، من حيث الأهمية، قضية تَطوير الأنظمة التَعْليمية، بحيث تُخَاطِب العُقُول، بَدَلاً من أُسْلوب الحِفْظ والتَلقِين الذي يُرَسِّخ لثقافة فترات انحسار الحضارة.
هذا إضافة إلى تَقدِيم المزيد من الدَعْم للمؤسسات الثقافية ومراكز التفكير والابتكار والإبداع، وفتح قنوات الحِوَار وتَبَادُل الأفكار وتَطْويرها بما يدعم تقدمنا العلمي والثقافي. وهناك أيضًا، “العُنصُر التطبيقي للعلوم”، وتَحْويل الأفكار النَظَرية إلى مُنتَجَات صِنَاعِية وخَدَمِية وثقافية وتجارية، يَدْعُم دَخْلها المُبتَكِرين ومؤسساتهم، بدلاً من استمرار الاعتماد على مُخَصَّصَات مالية من الدولة أو من المُحْسِنين.
ولقد خَرَجَت بُحُوث، ومشاريع، وابتكارات من مَعَامِل وقاعات مُحاضَرات جامعات غربية ومراكز أبحاث، إلى مجالات الثقافة والصناعة والتجارة، بُنِيَت عليها شَرِكات عالمية كُبْرى.ويَتَطَلَّب تَحْويل الأفكار النظرية إلى منتجات صناعية وخدمية وثقافية وتجارية،
المزيد من الدَعْم لِمَجَالات البحوث التطبيقية، وتَشُجِيع الابتكار، وتَطْوير أنظمة ومراكز براءات الاختراع، والتَطْبِيق الجاد لِقوانين حِمَايَة الحُقُوق الفِكْرية. وتَجدُر الإشارة أيضًا إلى أهمية الاستفادة من ظاهرة تَحقِيق أبنائنا وبناتنا في العالم العربي لِنَتَائج مُدْهِشَة في مجالات عِلمِية وفنية وثقافية ومِهَنِية، والتي تُطَالِعنا الأنباء عنها من حين لآخر.
وتَتَطلَّب الاستفادة من هذه الظاهرة، مَزِيدًا من الدَعم نحو “مأسَسَتها”؛ وذلك بِحَصْر هذه الإنجازات، واختيار الأفضل منها، ودعم ذوي المواهب، وتحويل جميع هذه القدرات إلى المجالات التطبيقية، التجارية والصناعية والثقافية.
ويأتي التركيز على الابتكار الرقمي، كأحد أهم المجالات ذات التأثير المباشر على تقدم الدول العربية في وقتنا الراهن. ذلك أن مجال الاقتصاد الرقمي يمكن أن يوفر قاطرة تقدم الدول العربية.
من الجانب الآخر، فإن التَأكيد على أهمية الابتكار في مجالات التطوير العلمي والتقني، كَعُنْصُر مهم من عناصر التنمية الاقتصادية والمجتمعية، لا يَنْتَقِص بأي حال من الأحوال من أهَمِيَّة الابتكار في مجالات الثقافة والفُنُون، بمختلف مَشَارِبها”.
ذلك أن الثقافة والفنون، تُمثِّل “القُوَّة النَاعِمَة”، الضَرُورية لِدَعْم مجالات التقدم التِقَني والاقتصادي والسياسي.
ولقد حققت دول عربية مثل: الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، حسب موقع “كيوبوست، لعام الفين وعشرين، تقدمًا في مجال القوة الناعمة بِنِسَب أعلى من التي حققتها بعض الدول الكبرى، التي تُعَانِي حاليًا من انحسار في قوتها الناعمة.
قفزات سريعة لتحقيق تقدم عربي
*تحدثت في كتابك “بين الوعي والأوهام: حراك عربي على معادلة التوازن” عن أسلوب القفزات السريعة. حدثنا عن هذا الأسلوب وكيف يمكن تطبيقه في مجالات الاقتصاد الرقمي؟
إن تَبَنِّي “الأسلوب التقليدي” للِحَاق بالدول المتقدمة يَسْتَغْرِق وقتًا طويلاً لا يَتَوَفَّر لنا حاليًا. كما أنّ التَطَوُّر السريع في مجالات العلوم والتقنية يُؤدِّي إلى تَغَيُّر سريع فيها، الأمر الذي يجعل أسلوب “التَطَوُّر التَدْرِيجِي”، مِن القَاع إلى القِمَّة، غير مُجْدٍ، من حيث إنه يُبقِينَا بَعِيدًا عن آخر التَطوُّرات التِقَنِيَّة، والتي تُمَثِّل الفرق بين الدول المتقدمة والمتخلفة.
وتُمَثِّل “الطَبِيعَة الخاصَّة للاقتِصَاد الرَقَمِي” من حيث وقوع الجزء الأكبر من وظائفِه وتطبيقاته في “العَالَم الافْتِرَاضِي”، فُرْصَة خاصة لِتَحْقِيق تَقَدُّم سريع، دون الحاجة إلى الانتظار إلى حين اكتمال البنية التحتية التي تتطلبها التنمية الصناعية التقليدية.
ولقد بدأت مُؤسَّسَات تِقنِيَّة، مثل شركة “ميتا” وغيرها، بجهود شَبَاب لم يَزِد عُمْر بَعضِهِم عن ثلاثة وعشرين عامًا، وبتجهيزات محدودة، وأصْبَحَت هذه المؤسسات الآن إمبراطوريات اقتصادية يَفُوقُ حجمها اقتصادات دول.
وما تزال تُطالِعنا، بشكل مُستمر، أخبار إنشاء كيانات اقتصادية كبرى مماثلة، في فترات وجيزة قد لا تتجاوز عدة أشهر.
ويُؤكد ذلك على تَوَفُّر فُرَص التطوير في مجالات الاقتصاد الرقمي بشكل أسرع من فرص التطوير في “الاقتصاد الصناعي التقليدي”. ويَتَمَثَّل تفعيل هذه الطَبِيعَة الخاصة للاقتصاد الرقمي في إمكانية تَبَنِّي الدول العربية لأسلوب “القَفَزَات السَرِيعَة”.
ويمكن تفعيل هذا الأسلوب، من خلال دخول الدول العربية في مجالات التقنية والابتكار في “أعلى مُسْتَوَيَاتِها”، بدلًا عن اتباع أسلوب “التَطَوُّر التَدْرِيجِي” التقليدي، مِن القَاع إلى القِمَّة، الأمر الذي يمكن تحقيقه من خلال مجال الاقتصاد الرقمي، مقارنة بغيره.
ولقد بَدَأَت دول عربية بالفِعْل في اتباع أسلوب “القفزات السريعة” وتحقيق تَقَدُّم فيه، الأمر الذي يُؤكِّد على إمكانِيَّة تَحقِيق المزيد في هذا المجال.
ونشير في ذلك، على سبيل المثال، إلى دخول صندوق الاستثمارات العامة السعودي، بِحِصَّة مُؤثِّرة، في شراكات مع أحد أكبر صناديق الاستثمار في مجالات التقنية الحديثة على مستوى العالم.
ويُحَقِّق هذا الأسلوب من الاستثمار “تَوَاجُدًا مُؤثِّرًا” في أعلى مَواقِع اتخاذ القرارات المرتبطة بكل من: اخْتِيَار، ودَعْم، وتَوْجِيه، التنمية في مجالات التقنية على المستوى العالمي. كما يَدعُم ذلك عملية “تَوْطِين التَقْنية” و”التَقَدُّم على مؤشرات التنافسية الدولية”.
وفي هذا الصدد، نشير إلى أن المملكة العربية السعودية قد حققت المرتبة الثانية بين دول مجموعة العشرين في مجال التنافسية الرقمية، وذلك حسب تقرير المركز الأوروبي للتنافسية الرقمية. وهناك نماذج أخرى في هذا السياق، في كل من الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية وغيرها من الدول العربية، والتي تؤكد على قدرة دولنا العربية على تحقيق تقدم في هذا المجال، وبالتالي إمكانية (أو عدم استحالة) انتقالها إلى مصاف الدول المتقدمة.
الدكتور عبد الله تلمساني في سطور
-أستاذ جامعي.
-كاتب ومفكر في مجال التطوير الذاتي والمجتمعي.
-مستشار سابق بالقطاعين الحكومي والخاص في مجالات التخطيط.
-خريج جامعتي “هارفارد”، و”بيركلي”، ودارس اقتصاديات التنمية في جامعة(MIT).
-أصدرت الدار المصرية اللبنانية، في عام 2023، للدكتور التلمساني، كتاب “بين الوعي والأوهام: حراك عربي على معادلة التوازن”. هذا الكتاب، الذي يُعَد إكمالًا لمشروع الدكتور عبدالله تلمساني الفكري، والذي يرتكز على مفهوم “التوازن” كقانون كوني، وكمعيار يُمكِن من خلال تحقيقه إحراز تقدم في حَيَاتنا، كأفراد ومُجْتَمَعَات.
-لقد سبق أن نشر الدكتور عبدالله تلمساني، في عام 2011م، ضمن هذا المشروع الفكري، كتابه “طريق التوازن: نحو مزيد من الرضا والتميّز” باللغتين العربية والإنجليزية، والذي أشارت إليه مؤلفة الكتاب رقم (1) في قائمة “نيويورك تايمز”، شيري كارتر سكوت، بأنه يمثل “دليلًا لعيش حياة مفعمة بالرضا”.