جنين-المحرر-أفادت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين، اليوم الأربعاء 26 فبراير/شباط، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي هدمت نحو 120 منزلًا بشكل كامل، وألحقت أضرارًا جزئية بعشرات المنازل الأخرى داخل مخيم جنين للاجئين، وذلك ضمن العملية العسكرية المستمرة في الضفة الغربية.
وأشارت اللجنة إلى أن هذه العمليات العسكرية المكثفة، التي بدأت في 21 يناير/كانون الثاني الفائت، أسفرت عن تدمير واسع للبنية التحتية وتشريد آلاف العائلات. ووفقًا لتقارير ميدانية، فإن عمليات الهدم طالت أحياءً كاملة داخل المخيم، مما أدى إلى نزوح أكثر من 40,000 فلسطيني من منازلهم في جنين والمناطق المحيطة.
كما تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في نزوح جماعي للسكان، حيث باتت آلاف العائلات بلا مأوى في ظل ظروف إنسانية صعبة. وأفاد شهود عيان بأن القوات الإسرائيلية استخدمت جرافات عسكرية لهدم المنازل، بينما اشتكى الأهالي من غياب عمليات الإنقاذ والإغاثة، حيث لا تزال العديد من العائلات تحاول العثور على مأوى بديل. وأشارت التقارير إلى أن القوات الإسرائيلية فرضت طوقًا أمنيًا محكمًا حول المخيم، مانعةً دخول أو خروج السكان والمساعدات الإنسانية.
من جهتها، وصفت مؤسسات حقوقية ما يحدث في مخيم جنين بأنه استهداف متعمد للبنية السكنية والمدنية، في إطار ما تعتبره سياسة العقاب الجماعي التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان المخيمات الفلسطينية. وأشارت التقارير إلى أن الدمار لم يقتصر على المنازل فقط، بل شمل أيضًا البنية التحتية الأساسية، مثل شبكات الكهرباء والمياه والطرق، مما يزيد من معاناة الأهالي. وفي ظل استمرار عمليات الهدم والاعتداءات الإسرائيلية، يواجه سكان مخيم جنين أوضاعًا متدهورة، وسط غياب أي تحركات دولية فعّالة لوقف التصعيد.
يُشار إلى أن الحصار الإسرائيلي على مخيم جنين مستمر منذ 37 يومًا، في إطار عملية عسكرية موسعة أُطلق عليها اسم “السور الحديدي”، والتي استهدفت مناطق شمالي الضفة الغربية، بما في ذلك جنين، طولكرم، وطوباس. ومنذ ذلك الحين، شهد المخيم تصعيدًا عسكريًا مكثفًا، حيث فرضت قوات الاحتلال طوقًا أمنيًا محكمًا حوله، مانعةً دخول المساعدات الإنسانية وخروج السكان. وقد تخللت هذه الفترة عمليات اقتحام يومية، وتدمير واسع للبنية التحتية واعتقالات واسعة، مما أدى إلى نزوح مئات العائلات وتفاقم الأوضاع الإنسانية داخل المخيم. بالإضافة إلى ذلك، نفذت قوات الاحتلال عمليات حفر عميقة تصل إلى أكثر من ثلاثة أمتار في عدة مواقع داخل المخيم، وملأتها بالخرسانة المسلحة، وزرعت أسلاكًا شائكة، بهدف تشديد الحصار ومنع عودة النازحين إلى منازلهم. هذه الإجراءات، التي وصفها محافظ جنين كمال أبو الرب بأنها تهدف إلى خلق بيئة غير صالحة للحياة داخل المخيم، تأتي في إطار سياسة ممنهجة للتهجير القسري وتغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة.