رام الله-المحرر- رويدة صلاح-(24) عاماً أمضاها الأسير أشرف نوفل ابن قرية دير شرف بمحافظة نابلس قبل أن يتنسم الحرية في صفقة لتبادل الأسرى مع الاحتلال.
عاش نوفل سنين صعبة من التنكيل والتعذيب والانتهاكات، فقد عانى أشرف من العزل والانفرادة والحرمان من الزيارات، والتفتيش المذل له وعائلته، بالإضافة إلى العديد من أساليب الاحتلال المهينة.
نوفل تحدى الاحتلال بإرادته وطموحه، حيث صنع من سجنه عِلماً، فقدّم الثانوية العامة واجتازها بنجاح، ثم اكمل دراسته ليحصل على درجة البكالوريوس في تخصص علوم اجتماعية، ولم يكتف بذلك بل تفوق أيضاً في الماجستير – تخصص علوم سياسية من جامعة فلسطين
من أشدّ أنواع المعاناة التي يتعرض لها الأسرى حرمانهم من عائلاتهم وفقدان أحبتهم وعدم ممارسة أبسط حقوقهم مثل وداعهم والمشاركة في عزائهم.أثناء الأسر فقد نوفل ابنته البكر وئام والدته والعديد من أقربائه.
يقول عاصف ابن الأسير المحرر نوفل” تتعرض عائلات الأسرى للكثير من المعاناة والصعوبات خلال الزيارة، كالتفتيش المهين ومنعهم من احضار الاحتياجات الأساسية- لأبنائهم كالملابس والكتب “.
ويضيف عاصف “تأثرت حياتنا بعد اعتقال والدي بشكل كبير جداً ، كنا أطفالاً بحاجة لأب يقوم برعايتهم ، ويشاركهم إنجازاتهم ويساندهم في أوقات الفرح والحزن”.
الأسير أشرف نوفل تنسم الحرية بتاريخ 30-1-2025 في صفقة تبادل أبرمتها قوى المقاومة مع الاحتلال.
يقول عاصف”الحمد لله رب العالمين الذي أكرمنا في تحقيق الحلم، طالما بقينا طوال (24)عاماً نحلم بهذه اللحظة، وأخيراً التم شمل العائلة، وهذه فرحة لا توصف”. ويضيف”حتى اللحظة لا ادرك أن الوالد بين أحضان أسرته ، وكأنه حلم، فللمرة الأولى منذ أسره يشاركنا طعام الإفطار في رمضان ، فالفراغ امتلأ بوالدنا العزيز”.
قِصة نوفل نموذج حي على الثبات والتضحية والإباء، وهي قصة من ألم لا ينتهي لعشرات الأسر المحرومة من لقاء أبنائها بسبب بطش الاحتلال وظلمه.