الرئيسيةتقاريرالمقدسيون يحيون شعائر رمضان بصمود وثبات رغم سياسة القمع الاحتلالية

المقدسيون يحيون شعائر رمضان بصمود وثبات رغم سياسة القمع الاحتلالية

القدس المحتلة-المحرر- رهف خالد -في ظل القمع الإسرائيلي المستمر ، ما زال المقدسيون يحيون صلواتهم وشعائرهم الدينية في أكناف المسجد الأقصى بكل صمود ، حيث تواصل  سلطات الاحتلال الإسرائيلي استهداف القدس و المسجد الأقصى بسلسة من الإجراءات التعسفية التي من شأنها تغيير الوضع القائم هناك.

يقول المواطن نعيم إدريس (21 عامًا) إن التضييق على المقدسيين بلغ ذروته ،خاصة خلال شهر رمضان المبارك ، و أصبحت مهمة الوصول للمسجد الأقصى مهمة شاقة، إذ تغلق شرطة الاحتلال الطرق المؤدية للمسجد الأقصى، ما يجبر المصلين على قطع مسافات طويلة مشياً للوصول للحرم القدسي .

كما أشار إلى  استخدام الاحتلال لوسائل ترهيبية لإبعاد الشباب المقدسي عن المسجد الأقصى. لذا عمدت شرطة الاحتلال إلى توزيع منشورات في أحياء المدينة مثل العيسوية وجبل المكبر. محذرة إياهم من المشاركة في أي من “النشاطات خلال شهر رمضان في محاولة لترهيبهم و إبعادهم عن المسجد الأقصى .

ورغم كل هذه الممارسات المستبدة بحق المقدسيين ، يؤكد إدريس أن هذه المحاولات القمعية لن تنجح في كسر عزم المقدسيين، و سيبقون صامدين في وجه الإحتلال . متمسكين بحقهم بالدفاع عن القدس ، أيا كانت التضحيات .

وجاء في بيان صادر عن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في السادس من اذار الجاري أن الاحتلال سيفرض قيوداً  مشددة على وصول المصلين الفلسطينين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، فيما نشرت  شرطة الاحتلالية قوات قمع إضافية بالقدس وذلك بحلول أولى أيام شهر رمضان.

ينقل بلال غيث ( مدير مكتب وكالة الأنباء و المعلومات الفلسطينية وفا بالقدس )صورة قاتمة من قلب القدس خلال شهر رمضان ، حيث يفرض الاحتلال الإسرائيلي واقعاً قاسياً على المقدسيين ، محاولة إفساد روحانيات الشهر . كما جعل  الاحتلال  من البلدة القديمة ثكنة عسكرية ينشر فيها ثلاثة الاف جندي في مساحة لا تتجاوز الكيلومتر المتر المربع الواحد.

ويوضح غيث أن شرطة الاحتلال تمارس تضييقًا مستمرًا على المصلين، فتمنع وصولهم إلى المسجد الأقصى بحرية، وتحظر دخول أهالي الضفة ا وقطاع غزة، كما تعرقل الحركة التجارية داخل المدينة.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل تصاعدت الاعتقالات، حيث زُج بعشرات المقدسيين في السجون، منذ بداية رمضان، واعتُقل 12 صحفيًا وأُبعد 12 آخرون عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، لمنعهم من أداء واجبهم الإعلامي ونقل الحقيقة للعالم.

من جهته،  يؤكد خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري أن معركة الاحتلال الإسرائيلي حول المسجد الأقصى تزيد الفسطينيين اصراراً على التمسك به.

ويرى صبري أن الفلسطينيين داخل الخط الأخضر هم الدرع الحامي للأقصى ،و أهل القدس هم المعادلة الصعبة في وجه الإحتلال في ظل منع الاحتلال لمواطنين الضفة من الوصول إلى المسجد، داعياً لتعزيز صمود المرابطين و المصلين فيه.

في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي تشديد سياسته القمعية في البلدة القديمة، من خلال نشر مراكز لأجهزته الشرطية عند أبواب المسجد الأقصى لمراقبة المقدسيين وتضييق الخناق عليهم، فإنه يستمر في عزل القدس عن محيطها الفلسطيني عبر الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش التي تعزل المدينة وتقيد حركتها.

ورغم هذه الإجراءات القمعية، يواصل المقدسيون دعوتهم لتكثيف الرباط في المسجد الأقصى، وتصعيد شد الرحال إليه، في مواجهة اقتحامات الاحتلال واستفزازاته المتواصلة. فهم يرفضون أن تكون القدس ملعبًا لخطط التهويد الإسرائيلية والجماعات الاستيطانية، ويقفون في وجه كل محاولة لتغيير هوية المدينة أو انتهاك قدسيتها.

*هذه المادة تدريبية ضمن مساق “التدريب الإعلامي” لطلبة كلية الإعلام في جامعة “القدس المفتوحة”