غزة-الحياة المحرر- نسمة عيسى– في مدينة غزة التي لا تزال تئن تحت وطأة حرب إبادة، تُحاول الأسر التأقلم مع الحياة في ظل دمار هائل وواقع مُر، فمع اقتراب عيد الفطر السعيد تجدهم يبحثون عن كل ما يذكرهم بطقوسه.
في منطقة الشيخ رضوان يشتهر مخبز محمد الدهشان للكعك والحلويات منذ أكثر من أربعين عاماً بكثرة زائريه في الأعياد، فتبحث الأعين عنه اليوم لتجده في خيمة بجوار مصنعه المدمر بآلة الاحتلال.
يقول الدهشان “المخبز انقصف وخسارتنا تصل إلى قرابة (150) ألف دينار، وبقينا سنة وثلاثة شهور بدون شغل”.
ويضيف “كان يجب أن نبدأ من جديد حتى لو بخيمة، الذي ساعدنا هو بعض الأفران المتواجدة في بيتنا بمنطقة عسقولة بالزيتون، فجمعنا ما بقي من أدواتنا من مخبزنا المدمر، وبدأنا نبحث عن المادة الخام من سكر وسيرج وسميد وعجوة لنقدم خدماتنا للزبائن، ولنستر حالنا خاصة أن العيد قد اقترب، وهناك أمل أن يشتري مواطنون كعكاً”.
افتتاح المخبز بخيمة تكلف قرابة الألف شيقل مابين خشب وشوادر ليس مستحيلاً ، لكن التحدي الحقيقي هو الحصول على المادة الخام لاستمرار تقديم الخدمات للمواطنين في ظل احتكار التجار وإغلاق المعابر منذ الأول من رمضان والتضييق على سكان القطاع.
يقول الدهشان “المادة الخام كلها غالية، وغالباً لا تكون موجودة، ومع تسكير المعبر ارتفعت الأسعار بشكل جنوني”، مشيراً إلى أنه اشترى كيس السميد سعة الـ(50) كيلوغرام بـ (2000) شيقل في حين اشتراه قبل إغلاق المعبربـ(1000) شيقل، أما قبل الحرب كان يباع بـ(150) شيقلاً، أما سعر كيلو العجوة فكان سبعة شواقل واليوم أصبح يباع بـ(25) شيقلاً.
ويضيف “مربحي شيقل واحد بالكيلو سواء بيع بعشرة شواقل أو ب(25) شيقلاً، فالسعر يحدده تكاليف الإنتاج”، منوهاً إلى أن المشكلة تقع على كاهل المواطن كونه لا يستطيع أن يشتري بالسعر الحالي.
يقول المواطن صقر الشرباصي “لي طفلان نجوا من الحرب، طوال شهر رمضان المبارك عانينا من المجاعة وأكل المعلبات، وحالياً مع حلول العيد يطلبون مني توفير حلويات، لكن الأسعار تجعل هذا الأمر حلماً بعيد المنال”.
الدهشان كغيره من محال القطاع، اختار العودة للعمل بإمكانيات محدودة جداً، على أمل أن تعود الحياة إلى طبيعتها ويشتري الصغار كعك العيد مجدداً.