الرئيسيةتقاريرالعيد في غزة.. خيوط الألم والفقد تتشابك مع بصيص الأمل

العيد في غزة.. خيوط الألم والفقد تتشابك مع بصيص الأمل

غزة-المحرر-نور كلاب في غزة، حيث تتشابك خيوط الألم والفقد مع بصيص الأمل، يحل عيد الفطر هذا العام بثقل خاص على قلوب المواطنين. فبينما يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بهذه المناسبة السعيدة، يجد أهالي غزة أنفسهم يعيشون ألم الفقد مع اسئناف حرب الإبادة،  ومحاصرين في واقع  أليم وتحديات اقتصادية قاسية.

فمع بلوغ منتصف نهار اليوم الأول من العيد، أفادت مصادر طبية عن ارتقاء(43)  شهيداً في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة، معظمهم من أطفال غادروا الحياة وفي قلوبهم حسرة العيدية والملابس الجديدة!

فرحة منقوصة

في ظل الدمار الذي خلفته حرب الإبادة التي مازالت الغزيون يعيشون جحيمها ، فقدت العديد من العائلات أحباءها، تاركة وراءها أطفالًا أيتامًا يواجهون العيد بفقدان لا يمكن تعويضه. تقول آلاء كلاب (35) عاماً، وهي أم لثلاثة أطفال فقدت زوجها في الحرب: “كيف يمكنني أن أفرح والعيد يذكرني بغياب زوجي؟ كيف يمكنني أن أرى الفرح في عيون أطفالي وقلوبهم تنزف؟.”

غلاء الأسعار يفاقم المعاناة

تزيد الأزمة الاقتصادية الخانقة من معاناة أهالي غزة، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية والملابس بشكل كبير، ما يجعل شراء مستلزمات العيد أمرًا صعبًا للغاية بالنسبة للكثيرين. يقول أمجد شيخ العيد (45) عاماً، وهو أب لخمسة أطفال: “أحاول أن أوفر لأطفالي بعض الفرح في العيد، لكن الأسعار مرتفعة جدًا، ولا أستطيع تحملها”.

أطفال غزة… أمل رغم الألم

رغم كل هذه التحديات، يبقى أطفال غزة هم رمز الأمل والصمود. يحاولون جاهدين أن يجدوا لحظات من الفرح في العيد، يلعبون في الشوارع المدمرة، ويرسمون البسمة على وجوههم الصغيرة. تقول الطفلة ليلى زنون (10) سنوات:” أحب العيد، أحب أن ألعب مع أصدقائي وأرتدي ملابس جديدة، حتى لو كانت بسيطة”.

لحظات من الصمود

في زاوية أخرى من غزة، تجلس الحاجة خديجة مسمح (65) عاماً، وهي أرملة فقدت ثلاثة من أبنائها في الحرب، تحدق في صورهم المعلقة على الحائط، وتتمتم بكلمات الدعاء. تقول: “العيد هذا العام هو عيد الحزن، عيد الفقد، لكننا لن نستسلم لليأس، سنبقى صامدين، وسنزرع الأمل في قلوب أطفالنا”.

وفي مخيم للاجئين، يحاول الشاب رامي أبو زيد (28) عاماً، والذي فقد منزله وعمله، أن يرسم البسمة على وجوه الأطفال بتوزيع بعض الحلوى التي تمكن من شرائها بصعوبة. يقول: “رغم كل الألم، يجب أن نجعل العيد يومًا سعيدًا للأطفال، هم المستقبل، وهم الأمل”.

بين الأنقاض والدموع، تتشكل ملامح العيد في غزة، عيد منقوص، ولكنه عيد الصمود والأمل، عيد يذكر العالم بأن الحياة تستمر رغم كل الظروف، وأن أهالي غزة لن يستسلموا لليأس، وسيظلون متمسكين بأحلامهم في مستقبل أفضل.