رام الله-المحرر-أكدت مصادر إعلامية أن المفاوضات الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تشهد جمودًا كاملًا، في ظل استمرار الاحتلال في عدوانه مرتكبا المزيد من جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
وبحسب المصادر، فإن مصر تبذل جهود وساطة منفصلة مع حركة حماس، إلى جانب اتصالاتها مع إسرائيل والولايات المتحدة. كما تجري الولايات المتحدة محادثات مع كل من مصر وإسرائيل، إلا أن هذه المساعي لم تسفر عن أي نتائج ملموسة حتى الآن. ووُصفت المفاوضات الجارية بأنها “كأن مصر تتحدث مع نفسها”، في إشارة إلى حالة الجمود وعدم إحراز تقدم مع حماس.
وأوضحت المصادر أن جيش الاحتلال يواصل تصعيد عملياته العسكرية للضغط على حركة حماس بهدف دفعها للقبول بما يعرف بـ”منحى ويتكوف”، رغم عدم توضيح تفاصيل هذا المصطلح. ويؤدي هذا التصعيد إلى سقوط عشرات الضحايا يوميًا في القطاع، فيما تواصل حماس بث مقاطع فيديو للأسرى الإسرائيليين، دون أن تحقق تأثيرًا يذكر على مواقف الحكومة الإسرائيلية.
الاحتلال يواصل عدوانه
في وقت تواصل فيه إسرائيل قصفها لمناطق واسعة من قطاع غزة، لُوحظ أن جيشها يحاول، حتى الآن، توسيع عملياته البرية بشكل محدود داخل القطاع، دون أن يلجأ إلى عمليات توغل واسعة على غرار ما قام به بعد نحو أسبوعَيْن من هجوم السابع من تشرين الأول 2023. واستمر جيش الاحتلال في مثل هذه العمليات حتى دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في التاسع عشر من (كانون الثاني) الماضي.
وطلب جيش الإسرائيلي فعلياً من المواطنين إخلاء كل مناطق مدينة رفح، علماً بأن قواته البرية تسيطر على نحو 60 في المائة من أراضي المدينة، في حين تسيطر على غالبية أرجائها نارياً من خلال القصفَيْن الجوي والمدفعي، وكذلك من خلال إرسال طائرات مسيّرة تطلق النار في اتجاه أي هدف مشتبه فيه.
وهذا الواقع ربما يفسّر حقيقة الانتقادات من المستوى العسكري الإسرائيلي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أعلن بدء السيطرة على محور “موراغ” الذي سمّاه “فيلادلفيا الثاني”، وهو المحور الذي يفصل فعلياً رفح في أقصى جنوب القطاع عن خان يونس، علماً بأن بعض أجزائه تقع في أحياء جنوب شرقي خان يونس التي طلب جيش الاحتلال أيضاً إخلاءها ضمن عملية إخلاء رفح.
استمرار الرهان على الضغط العسكري
تشير التقديرات إلى أن نتنياهو، ووزير جيش الاحتلال، ورئيس أركان الجيش، لا يزالون يعتمدون على استراتيجية فرض الشروط على حماس عبر استمرار العمليات العسكرية، دون اللجوء إلى حلول سياسية حقيقية.
بالمقابل، تركز حركة حماس جهودها على الحملات الإعلامية عبر بث مقاطع الأسرى، دون شن عمليات عسكرية كبيرة ضد التوغلات البرية الإسرائيلية في شمال وجنوب وشرق القطاع.
الأيام القادمة تحمل المزيد من التصعيد
مع غياب بوادر لأي اختراق سياسي، يتوقع استمرار التصعيد العسكري، لا سيما في مناطق تجمعات النازحين ومخيمات اللاجئين، ما ينذر بمزيد من الخسائر الإنسانية في الأيام المقبلة، وسط استمرار الجمود الدبلوماسي.
تحركات سياسية موازية
في سياق آخر، من المنتظر أن يغادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن مساء الأحد المقبل، لعقد لقاء مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يوم الاثنين.
ورغم الإعلان عن أن اللقاء سيركز على مناقشة الرسوم الجمركية المفروضة على البضائع الإسرائيلية والإيرانية، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن الموضوع الأساسي سيكون السعي لإنهاء الحرب في غزة، استعدادًا لزيارة ترامب المرتقبة إلى السعودية مطلع أيار المقبل لبحث مسألة تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.