الرئيسيةرئيسيعازم يوجه رسالة إلى العالم عبر "المحرر": أنقذوا سبسطية

عازم يوجه رسالة إلى العالم عبر “المحرر”: أنقذوا سبسطية

*أكد أنها  ليست مجرد بلدة أثرية بل رمز للصمود والتاريخ الفلسطيني

نابلس-المحرر- حلا دغلس

تحرير: إياد الطويل

تعد بلدة سبسطية واحدة من أبرز وأعرق المواقع التاريخية في فلسطين، فهي تحتضن تراثًا ثقافيًا ودينيًا يعود لآلاف السنين، ويجمع بين الحضارات الكنعانية والرومانية والإسلامية. تقع البلدة شمال غرب مدينة نابلس وتبعد عنها حوالي(12) كم، ما جعلها محط أنظار الباحثين والزائرين من مختلف أنحاء العالم، خاصة مع وجود مواقع دينية وتاريخية هامة كمقام سيدنا يحيى، وكنيسة الرأس.لكن هذا الإرث الثقافي والتاريخي يواجه اليوم تهديدًا خطيرًا بسبب الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.

في هذا السياق، يقول رئيس بلدية سبسطية محمد عازم لـ”المحرر” إن البلدة تتعرض بشكل يومي لاقتحامات متكررة ومحاولات تهويد ممنهجة تهدف إلى طمس هويتها الفلسطينية والتاريخية، مشيرًا إلى أن الاحتلال أصدر قرارًا عسكريًا بتاريخ 24 تموز 2024 للسيطرة على مساحة (13009 متر من الموقع الأثري لإقامة منشأة عسكرية، الأمر الذي يعد انتهاكًا واضحًا للقوانين الدولية.

ويضيف عازم أن الانتهاكات المتواصلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي تسببت في أضرار جسيمة بالبنية التحتية، وأثّرت سلبًا على الواقع الاقتصادي والسياحي للبلدة، موضحًا أن الكثير من العائلات التي تعتمد على السياحة كمصدر دخل رئيسي أصبحت تعاني اقتصاديًا بسبب توقف حركة السياحة الناتج عن هذه الاقتحامات المتواصلة.

وفي سياق متصل، يوضح عازم أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل بطرق عدة لطمس التاريخ الفلسطيني في سبسطية، من خلال تزييف الآثار التاريخية مثل المدرج الروماني، عبر بناء سلاسل حجرية لا علاقة لها بالتاريخ الحقيقي للبلدة، ووضع لوحات إرشادية تحمل أسماء مزيفة لتضليل الزائرين وتشويه الحقائق التاريخية.

وعن تسلسل الأحداث التاريخية المتعلقة بسيطرة الاحتلال على سبسطية، يبين عازم أنه منذ العام 1967، بدأ الاحتلال في فرض هيمنته على المواقع الأثرية في البلدة وتحويلها تدريجيًا إلى مناطق تابعة لمؤسسات إسرائيلية، مثل وزارة السياحة والآثار ومجلس المستوطنات.

ويشير إلى أنه في عام 1995، وبعد اتفاق أوسلو، تم تقسيم السيطرة على المنطقة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال، لكن الأخير ما زال يواصل محاولاته لبسط السيطرة الكاملة على هذه المواقع.

وحول الجهود التي تبذلها بلدية سبسطية في مواجهة هذه الانتهاكات، يؤكد عازم أن البلدية تعمل بشكل مستمر مع المنظمات الدولية مثل “اليونسكو” والمنظمات الحقوقية العالمية، وتطالب الحكومة الفلسطينية بتقديم الدعم اللازم للبلدة، إلى جانب التنسيق الدائم مع المؤسسات المحلية والأحزاب الفلسطينية بهدف التصدي لمخططات الاحتلال بشتى الوسائل المتاحة.

وفي ختام حديثه، وجه عازم رسالة إلى العالم، قائلاً: “رسالتنا واضحة: أنقذوا سبسطية، إنها ليست مجرد بلدة أثرية، بل رمز للصمود والتاريخ الفلسطيني، ويجب أن يتكاتف المجتمع الدولي معنا لوقف محاولات الاحتلال التي تهدف إلى تغيير الواقع التاريخي وطمس هويتنا”.

وشدد عازم على أن الحفاظ على تراث سبسطية هو مسؤولية إنسانية ودولية تتطلب تضامنًا عالميًا لحماية هذا الإرث من محاولات السرقة والتزوير التي يتعرض لها من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وأكد أن البلدة ستظل دائمًا رمزًا حيًا لصمود الشعب الفلسطيني وإصراره على حماية تاريخه وهويته، مضيفًا: “إن جذورنا في هذه الأرض أعمق من أن تمحوها أية محاولات احتلالية، وسنبقى هنا نحافظ على إرثنا وتاريخنا للأجيال القادمة”.